ملفات وتقارير

ما هو تأثير القرار الأمريكي ضد هنية سياسيا وقانونيا؟

الأناضول
الأناضول
تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية وسائل عدة في محاربتها ما تصفه بـ"الإرهاب"، ومن ضمنها وضع شخصيات وكيانات على قوائمه وفرض عقوبات اقتصادية عليهم، وكان آخرهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

وتحظر واشنطن التعامل مع من وضعتهم على قوائم الإرهاب، وتحاول فرض هذا القرار أيضا على حلفائها، وحثهم على الالتزام بهذه القوائم، مما قد يؤدي لملاحقة الأشخاص والكيانات قانونيا ويصبح في بعض الأحيان تنقلهم محفوفا بمخاطر الاعتقال.

قانونيا
ويبقى السؤال ما مدى مشروعية القرار الأمريكي من ناحية القانون الدولي؟ يجيب المحلل السياسي والباحث في القانون الدولي إسماعيل خلف الله قائلا: "قرار أمريكا إدراج هنية على قوائم الإرهاب ليس له أي أساس قانوني".

وتابع في حديث لـ"عربي21": "هذا الإجراء هو خرق واضح لكل القوانين والقرارات الدولية التي منحت الشرعية القانونية لمقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الصهيوني الذي يحتل أراضيه ومقدساته، بالتالي فقد مشروعيته القانونية".

وأشار إلى أن هذا القرار ما هو إلا وسيلة ضغط أمريكي على حركة حماس، وصورة واضحة عن الانحياز الأمريكي "للكيان الصهيوني" بحسب وصفه.

واعتبر أن القرار انتهاك واضح للقوانين الدولية وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي كفلت للشعوب حق تقرير مصيرها، وأكد أن هنية أتى بانتخابات ديمقراطية وشفافة.

من جهته أشار الأكاديمي والباحث القانوني نهاد خنفر إلى أن هذا القرار غير ملزم وهو فقط إجراء تنفيذي.

وتابع في حديث لـ"عربي21": "هذا القرار تنفيذي وله علاقة بصلاحيات الرئاسة ولم يصدر من الكونجرس الأمريكي، وليس من قائمة الإرهاب المصادق عليها فيه، وبالتالي سيتم فقط تجديده كل ثلاثة أشهر".

وأكد على أنه يجب أن يكون هناك تعريف أكثر دقة من الناحية القانونية للإرهاب، على اعتبار أن قوائم الإرهاب المتعارف عليها تصدر عادة من مؤسسات الأمم المتحدة.

ولفت إلى أنه طالما هذا القرار لم يصدر عن المؤسسات الدولية ولم تعترف به، فهو غير قانوني وليس ذي جدوى، وأن الجهة الوحيدة الملزمة بإصدار مذكرة جلب هي محكمة الجنائيات الدولية.

الأثر السياسي
تحاول واشنطن الضغط على الدول التي تعاديها بمثل هذه القرارات، وأحيانا يكون لها تأثير سياسي خاصة إذا ضغطت على حلفائها لتطبيقها، فهل هذا القرار سيترك أثرا سياسيا سلبيا على هنية وحركة حماس؟

أجاب أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة بالقول : "هذا القرار سيكون له تبعات سياسية، ومنها خلق قيود على لقاءات المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام، "نيكولاى ملادينوف" والسفراء الأوروبيين، بهنية، إذ لن يستطيعوا لقاءه".

وتابع في حديث لـ"عربي21": "السؤال الأهم هل هذا القرار سيمنع هنية من الخروج من غزة والالتقاء بالمصريين، أنا غير متأكد فمثلا رمضان شلح أمين عام حركة الجهاد الإسلامي مصنف على قائمة الإرهاب الأمريكية ولكنه دُعي للقاهرة وزارها".

وأشار إلى أن الأمر يعود لمصر بأن تسمح له بالخروج أم لا، واعتبر بأنه ليس بالضرورة كل ما تقوله أمريكا مُلزم للعالم، ولكن قد يلتزم ترامب بتهديده بوقف الدعم عن الدول التي تعارضه.

وعن توقيت القرار قال: "التوقيت له علاقة بالهجمة التي تشنها الإدارة الأمريكية على كل مكونات الشعب الفلسطيني، سواء بإعلانها أن القدس عاصمة لإسرائيل، أو الهجمة التي توجهها للأونروا عبر وقف الدعم لها، والهدف الأكبر هو تجريم المقاومة الفلسطينية".

وعن الصمت العربي إزاء هذا القرار قال: "مثلا حين أتى ترامب بـ 22 مايو وخطب الخطبة المشهورة بالرياض، وأعلن أن حماس تنظيم إرهابي بوجود 56 زعيما عربيا وإسلاميا، العرب لم يقولوا شيئا، وعموما صمتهم هذا يعبر عن حالة العجز العربي وعدم إبداء الرأي بالقضايا المصيرية".

الجدير بالذكر بأن واشنطن وضعت سابقا قادة في حركة حماس على قوائم الإرهاب، ومنهم فتحي أحمد محمد حماد ويحي السنوار ومحمد الضيف وصالح العاروري.
التعليقات (0)