سياسة عربية

خطاب ابن كيران.. هل يقوي رئيس العدالة والتنمية أم يضعفه؟

تصريحات ابن كيران التي طالت قادة أحزاب الأغلبية، وضعت رئيس الحكومة في وضع محرج- فيسبوك
تصريحات ابن كيران التي طالت قادة أحزاب الأغلبية، وضعت رئيس الحكومة في وضع محرج- فيسبوك

ما تزال الخرجة الإعلامية لأمين عام حزب العدالة والتنمية السابق، ورئيس الحكومة السابق، عبد الإله بن كيران، تحدث ردود فعل آخرها حديث بعض قادة الحزب عن آثارها على العلاقة بين الحزب وحلفائه داخل الحكومة.

تصريحات ابن كيران التي طالت قادة أحزاب الأغلبية، وضعت رئيس الحكومة في وضع محرج سواء داخل حزبه، أو في علاقة الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة.  

 

أضعف العثماني داخليا وقواه خارجيا

وأثارت كلمة ابن كيران كثيرا من الأسئلة عن صفته التي يتحدث بها، وكذلك عن تأثيرها على موقع رئيس الحكومة التفاوضي مع خصوم الحزب وحلفائه على السواء.

وفي هذا الإطار قال الباحث في الحركة الإسلامية والفكر الإسلامي، مصطفى بوكرن: "بوضوح يمكن القول إن ابن كيران أضعف رئيسه في الحزب على المستوى الداخلي، ويقول للحزب إنه أساء اختيار سعد الدين العثماني كأمين عام لحزب العدالة والتنمية من خلال هذه الخرجة".

وتابع مصطفى بوكرن في تصريح لـ"عربي21" أن "ابن كيران يؤكد أنه الأقوى والمؤثر على أعضاء الحزب، في حين ظهر العثماني ضعيفا جدا، لما تحدث عن قضايا جزئية جدا، في حين أن موقع الأمين العام باعتباره القائد والموجه هو الذي يذكر الأعضاء بالمهام الكبرى لهم في الحياة، من خلال طرح أسئلة أين كنا؟ وأين نقف؟ وإلى أين نريد أن نتجه؟".

وتابع بوكرن: "عمليا ابن كيران أضعف سعد الدين العثماني داخليا، لكنه قواه خارجيا لأن خصوم الحزب لا ينظرون إلى العدالة والتنمية كأفراد، ولا يفرقون بين العثماني وابن كيران".

وزاد: "كلمة ابن كيران ستحسن موقع العثماني في علاقته مع حلفائه وتقوي موقعه التفاوضي، بمعنى إن لم تكونوا تريدون التعامل معنا فنحن مستعدون للمعركة وابن كيران موجود، لذلك بإمكان العثماني أن يستفيد من ورقة ابن كيران لصالحه وصالح حزبه".

 

اقرأ أيضا: ابن كيران: لن أعتزل السياسة وزواج السلطة والمال يهدم الدولة

 

وسجل: "أتوقع أن خصوم العدالة والتنمية، سيفسرون هذه الخرجة بان هناك اتفاقا بين العثماني وبين ابن كيران، فهم لا يفرقون بين الأشخاص ويعتبرونهما موقفا واحدا".

كلمة غير متفق عليها

 

هذا التوقع أجاب عنه بالنفي، الباحث في الحركة الإسلامية، بلال تليدي، الذي قال: "إن المعطيات المتوفرة لا تقبل بمثل هذا الكلام".

وأضاف بلال تليدي في تصريح لـ"عربي21"، أكيد أن المراقبين يتساءلون عن إمكانية حصول تنسيق بين ابن كيران وسعد الدين العثماني، وأن الحزب دفع بابن كيران ليقوم بوظيفة الردع حتى تستقيم الأغلبية الحكومية على قاعدة الجادة لكن المعطيات المتوفرة لا تدفع بالاقتناع بحصول هذا السيناريو".

وأوضح تليدي أن "ابن كيران حرص على أن يتحدث باسمه، باعتباره مدعوا من قبل شبيبة العدالة والتنمية التي احتفت به وبزعامته، كما شدد على احترام التنظيم ومشروعيته، من خلال التذكير في كلمته بأن الأمين العام للحزب هو سعد الدين العثماني، وأنه هو رئيس الحكومة، وأنه أمين عام جميع أعضاء الحزب، بما في ذلك عبد الإله بن كيران". 

وتابع أن "ابن كيران اختار أن يكون موقعه كضمير للحزب، يتحرك من وحي التنبيه إذا وقع الخطر، وإسناد الحكومة ودعمها من موقعه الخاص، وتقوية المواقع التفاوضية لحزب العدالة والتنمية في حال إذا ما وقع الافتئات عليه من طرف خصومه".

وعن إمكانية أن تثير خرجة ابن كيران انزعاج بعض قيادات الحزب الحكومية، رجح تليدي "أن يتجه القرار الرسمي للحزب إلى اعتبار تصريحات ابن كيران تخصه كعضو في الحزب، أو في أحسن الأحوال تعبر عن ضيق قواعد الحزب التي لا ترتاح لكثرة التنازلات، وأن قيادة الحزب لا يمكن لها أن تساير ضغوط مكونات الأغلبية؛ لأن النتيجة يمكن أن تعصف باستقرار الحكومة".

وينتظر على نطاق واسع ما ستسفر عنه الساعات والأيام القليلة القادمة، من ردود أحزاب الأغلبية الحكومية تجاه تصريحات ابن كيران، وكذا موقف قيادة الحزب الحالية من التصريحات التي جاءت في وقت يعاني فيها العدالة والتنمية من تآكل سريع في الشعبية بفعل ما يعتبر تنازلات لصالح خصوم الحزب.

وكان ابن كيران قد هاجم قائدي حزبي "التجمع الوطني للأحرار" و"الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، الأول من خلال الحديث عن خطر زواج السلطة بالمال، والثاني من خلال وصفه باستعمال "البلطجة".

التعليقات (0)