مقالات مختارة

صناعة المخبرين..!!

محمود سلطان
1300x600
1300x600

عندما سمعت عنها، توقعت أن تكون مجرد "شائعة"، خاصة أن الدولة، باتت بلا مصدر موثوق فيه للمعلومات، واحتكرت السلطة، كل مصادر المعلومات تقريبا، وشرعت مؤخرا في "تأميم" الدراما، وقدمت قائمة بما سُمي "أولويات الدراما".. يعني: هي التي ستقرر ما يطلبه المشاهدون!!

ولكني صدقت أنها ليست شائعة، وإنما حقيقة، بعدما شاهدت مقاطع منها على إحدى الفضائيات التي تُبث من الخارج، وقرأت عنها تقريرا في "القدس العربي" اللندنية.. تقول الأخيرة في تقريرها: "أطلقت وزارة الداخلية المصرية حلقات رسوم متحركة للأطفال، تحت عنوان «فطين وبلبل» وشعار «إيدك في إيدنا… نحمي عقل ولادنا» بمناسبة عيدها الـ66، تحث الأطفال على الإبلاغ عمن وصفتهم بـ«الأشرار» بدعوى «المشاركة الإيجابية وتنمية الحس الأمني». والحلقات من تأليف مي ياقوت، وإخراج أسامة نزيه، وتهدف، وفق الإعلان الرسمي، إلى «توعية الأطفال بدور الشرطة في خدمة المواطنين وإيضاح دورها في حماية المواطنين وإنقاذ أرواحهم».

وتظهر المقاطع المتداولة، طفلين يتحدثان حول «إرشادات الضابط نبيل» الذي وجهها لهما؛ لعدم إيواء أي شخص غريب في منزلهما، ليرد أحدهما: «لا تقلق، مش هيطلعوا الناس الوحشين اللي بيقتلوا الناس».

وفي جزء آخر من المقطع، يظهر الطفل «فطين»، وهو يتجسس على الجيران من النافذة ومن خلف الباب، ثم يخبر صديقه في الليلة التالية ليجعله يتجسس أيضا من خلف الأبواب، ثم يتهامسان: «إحنا لازم نقول للضابط نبيل».

ويظهر في مشهد آخر ضباط الشرطة، وقد ألقوا القبض على الجيران، ويظهر الطفلان وهما يتلقيان التهنئة من الضابط الذي قال لهما: «برافو عليكم يا أولاد إنكم بلغتم لما شفتم حاجة غلط»، ليؤكد الوالد فخره بهما.

وفي نهاية المقطع يقول أحد الطفلين للضابط: «إحنا ساعدناك تقبض على الأشرار. فين المكافأة؟ فين الشوكولاتة؟».

وذكرت كلمة «الأشرار» التي ترددت في مقطع الداخلية، في خطابات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ملمحا إلى معارضيه بـ«الأشرار» و«قوى الشر».

وأثار مقطع الفيديو، انتقادا واسعا بين النشطاء الذين قالوا إنه محاولة لتجنيد الأطفال لصالح الأمن، وإنه يحرض الأطفال على التجسس على الغير من خلف النوافذ والأبواب، كما أنه يحرض على الوشاية بالغير تحت مسمى الأشرار".

ويبدو لي أن أدوات السيطرة، وُزعت بطريقة المحاصصة، فكما بات الإعلام مملوكا أو تحت هيمنة الأجهزة، فإن عقول الأطفال تركت للهندسة الأمنية المدنية.. يقول التقرير المشار إليه فيما تقدم: "وأعد قطاع حقوق الإنسان في وزارة الداخلية المصرية بإشراف اللواء حسام نصر، مساعد وزير الداخلية، كُتيبا تثقيفيا «ارسم ولون»، يهدف إلى توعية الطفل بالمفهوم الجديد لثقافة التعامل الأمني منذ الصغر، من خلال معلومات مبسطة عن دور الشرطة في مجالي «المرور، والحماية المدنية»، لحمايتهم وأسرهم ومساعدة الآخرين.

ويتم توزيع الكتب على أطفال المدارس الابتدائية «العربية ـ اللغات»؛ بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة الـ66، بهدف "إيجاد نوع من التناغم ما بين الشرطة والمواطنين، وقالت وزارة الداخلية إن ذلك يأتي في إطار توجيهات الوزير مجدي عبد الغفار، بـ«تعظيم المشاركة المجتمعـــية لهيئة الشرطة، في جميع الأوساط الجماهيرية بمختلف مراحلها العمرية، وفي ضوء اهتمام الدولة بالأطفال «صانعي الأمة وأهم ثرواتها". انتهى وتعليق.

المصريون المصرية

2
التعليقات (2)
مصري
الخميس، 08-02-2018 08:43 ص
ما شاء الله زاد الإطمئنان علي مستقبل الشعب و اجياله الصاعدة لتكون مجرد روبوتات يتم برمجتها وفق اهداف الصهيونية و عملائها من الجيش و الداخلية و هنيئا لشعب مصر المتخاذل الغافل المتغافل و لكن عقاب الله سريع .
طارق غازي
الأربعاء، 07-02-2018 07:03 م
لا توجد مشكلة في أن يكون لدى أي دولة ، تزعم الانتماء إلى العروبة و الإسلام ، جهاز شرطة محترف. لكن المرفوض شرعاً و عقلاً ، وجود أجهزة مخابرات قمعية تحصي على الناس أنفاسهم و تمنعهم من التعبير عن آراءهم و تسجنهم و تعذبهم و ترهبهم و تسعى لتجنيدهم و كل ذلك من أجل الحفاظ على الطرطور الناطور "المفروض من الاستعمار" و ليس لحماية أمن الوطن كما يزعمون. هذا الوطن "من الخليج إلى المحيط" اخترقه الأعداء حتى النخاع و يعرفون تفاصيل التفاصيل عنه. هنالك استغلال بشع لجهل الناس و مناهج دراسية تفاقم الجهل . كم شخص يعرف أن هنالك آية كريمة تأمر المسلمين أمراً صريحاً بعدم التجسس و حرفياً تقول "و لا تجسسوا" ؟ كم واحد من أبناء أمتنا يعرف أن هنالك حديث صحيح يقول "لا يدخل الجنة قتات" ؟ ، و القتات هو ناقل الأخبار على سبيل الإضرار أي نفس ما يفعله عنصر المخابرات. كم متعلم يعرف أن تتبع عورات الناس بالأساليب المخابراتية تؤول إلى الجزاء بالمثل " و من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، و من تتبع الله عورته فضحه و لو في جوف بيته". قد يقول قائل أن وظيفة المخابرات تجلب المال الوفير لصاحبها ، لكن هذا المال سحت " وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به" كما أخبرنا رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام . يريد أن يأكل و يشرب من إيذاء الناس ؟ إذن فليسمع الحديث الشريف " من أكل بمسلم أكلة ، أطعمه الله مثلها في جهنم ، و من شرب بمسلم شربة ، سقاه الله مثلها في جهنم ". قاعدة أساسية في الدين (الجزاء من جنس العمل)، هذه ما ينبغي تعليم الصغار معناها : النفع يعود بالنفع و الضرر يقود إلى الضرر و لو بعد حين و لن يهرب أحد من ميزان العدل الآلهي. تربية الصغار ليكونوا مخابرات مؤداها سوقهم إلى النار فيما بعد.