ملفات وتقارير

التطبيع الإعلامي.. هل نجحت إسرائيل باختراق الإعلام العربي؟

الخارجية الإسرائيلية نشرت صورة لمن قالت إنه وفد إعلامي عربي زار إسرائيل- وزارة الخارجية الإسرائيلية
الخارجية الإسرائيلية نشرت صورة لمن قالت إنه وفد إعلامي عربي زار إسرائيل- وزارة الخارجية الإسرائيلية

تحفل وسائل الإعلام الإسرائيلية بمقالات وتقارير تشيد بكتاب ومدونين عرب يؤيدون صراحة التطبيع العربي العلني مع إسرائيل، لا سميا بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل".

 

وتحرص هذه الوسائل على نشر مقالات أو تغريدات داعمة للتطبيع في مواقع إسرائيلية ناطقة  بالعربية، كموقع التواصل التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وموقع المصدر التابع لما يعرف بـ"وحدة الإعلام الموجه" في جهاز الشاباك.

 

وتتخذ وسائل الإعلام الإسرائيلية من هذه المواقف أدلة على ما تقول إنها رغبة عربية في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، كما تستند إلى مواقفهم المهاجمة لإيران وما يعرف بـ"الإسلام السياسي" للتدليل على وجود حلف جديد في المنطقة يضم إسرائيل ومصر ودول خليجية في مقابل إيران وتركيا والإسلام السياسي.

 

"تواصل اجتماعي"

كما تنشط حسابات لمسؤولين إسرائيليين ناطقة بالعربية على مواقع التواصل الاجتماعي في نقل مقالات لكتاب عرب وتحديدا من الخليج، تمدح "نجاح التجربة الإسرائيلية" في مقابل فشل التجربة العربية"، أو تدعو صراحة لتطبيع العلاقات بين الطرفين وتجاهل القضية الفلسطينية.

 

 

 

حساب "إسرائيل بالعربية" على "تويتر" والتابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ويحظى بمتابعة نحو 130 ألف شخص، ينقل بصورة شبه دورية مقالات لكتاب من الخليج العربي وغالبا من السعودية مثل أحمد العرفج وتركي الحمد والمدون المثير للجدل محمد الخالد.

 

 

وينشر هذا الحساب على سبيل المثال مقطعا من مشاركة العرفج في لقاء قناة روتانا خليجية وهو يدافع عن التطبيع مع إسرائيل، كما تنقل مقالا للكاتب خليل علي حيدر من صحيفة الاتحاد الإماراتية.

 

 

 

 

 

كما ينشط المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفخاي أدرعي والمتحدث باسم نتنياهو للإعلام العربي أوفير جنلدمان في نقل مقالات ومواقف لكتاب عرب وخليجيين لتمرير رسائل التطبيع مع الاحتلال ورفض أي شكل من أشكال المقاومة.

 

تطبيع مباشر

ويبدو أن الأمر تجاوز نشر المقالات أو المواقف السياسية إلى التطبيع الفعلي على الأرض، إذ نشر أدرعي الأربعاء صورة لما قال إنهم إعلاميون زاروا إسرائيل للاطلاع على "أوضاع الجرحى السوريين في المستشفيات الإسرائيلية".

 

 

 

وكان الكاتب عبد الحميد حكيم سجّل اسمه كأول كاتب سعودي يجري مقابلة مباشرة مع الإعلام الإسرائيلي عندما استضافته القناة الإسرائيلية الثانية عبر "سكايب" من مدينة جدة في حزيران/يونيو من العام الماضي للحديث عن الأزمة الخليجية، وقال فيها إن "الوقت حان لشرق أوسط جديد يقوم على المحبة والسلام والتعايش ونبذ الكراهية والعنف والتشدد".

 

 

كما تحول الأداء الإسرائيلي تجاه هذه الأصوات إلى سياسة رسمية احتفاء وتكريما، وهو ما حصل مع المؤرخ المصري يوسف زيدان الذي كان قال إن المسجد الموجود في مدينة القدس المحتلة "ليس هو المسجد الأقصى وبأن القدس ليس مكانًا مقدسا".

 

 

"موطئ قدم"

ولم يتوقف الاختراق الإسرائيلي للإعلام العربي عند نقطة استثمار هذه المواقف لتسويقها في الإعلام العربي، بل وجد له موطئ قدم بشكل مباشر، وهو ما عبر عنه بشكل واضح اللقاء الذي أجراه موقع إيلاف السعودي مع رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت، وكرره لاحقا مع وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق موشيه يعالون.

 

اقرأ أيضا: هآرتس: إسرائيل استخدمت "إيلاف" أداة لإيصال رسائلها للخليج


وعاد الموقع ذاته لينشر مقالا مشتركا لأفخاي أدرعي مع صحفي كردي عراقي بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس حماس هاجم فيها الحركة ووصفها بأنها "بندقية إيرانية وليست خطرا على إسرائيل فحسب بل على كل دول الجوار أيضا".

 

 

 

كما أتاح الموقع الإلكتروني لراديو صوت بيروت المساحة للناطق بلسان الجيش الإسرائيلي رونان مانليس لكتابة مقال تحت عنوان "خيار اللبنانيين" هاجم فيه حزب الله اللبناني واتهمه "بتجنيد عناصره في الجيش اللبناني".

 

 

 

 

"عمليات ترويج"

وتعليقا على هذا المشهد يرى الباحث والإعلامي المختص بالشأن الإسرائيلي علاء الريماوي أن الإعلام الإسرائيلي "يقوم بعمليات ترويج على مواقع التواصل الاجتماعي للشخصيات التي تخرج على إعلامها".

 

وعن خروج شخصيات عربية على الإعلام الإسرائيلي يشير الريماوي في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "المتتبع لطبيعة الأسئلة من المضيف يجدها مقولبة على تجريم المقاومة والدفع باتجاه التطبيع".

 

ويختم الريماوي حديثه بالقول إن هناك "اتساعا في ظاهرة الاختراق الإسرائيلي في الإعلام العربي، لا سيما بعد بدء بعض الصحف الخليجية النقل عن شخصيات صهيونية، الأمر الذي يعبر عن كبوة كبيرة في الإعلام العربي الذي ظل سدا مهما أمام حركة التطبيع".

 

يذكر أن جهودا تبذلها جهات فلسطينية وعربية لمواجهة ظاهرة التطبيع الإعلامي مع إسرائيل، حيث أطلق "منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال" في كانون الثاني/يناير الماضي "ميثاقا إعلاميا لمواجهة التطبيع الإعلامي مع إسرائيل".

 

ويلزم الميثاق الموقعين عليه من الإعلاميين والناشطين العرب بـ"عدم الظهور على المنصات الإعلامية الإسرائيلية بشتى مسمياتها، وتحت أي مبرر وإن كان في مجال الرد على المواقف الإسرائيلية ومواجهة منظريها".


التعليقات (1)
مصري
الخميس، 08-02-2018 08:31 ص
اسرائيل نجحت بتفوق ساحق في اختراق نظم الحكم العربية ووضع جواسيسها و عملائها فوق سدة حكم كل البلاد العربية وبالتالي استطاعت التحكم في الآلة الإعلامية و توجيها مباشرا لصالح الأجندة الصهيونية .