صحافة إسرائيلية

قلق إسرائيلي من قدرات "كتائب القسام" البحرية

أجرت الشرطة الإسرائيلية ووحدات في الجيش الأحد الماضي تدريبا لمواجهة تهديدات محتملة لحماس- عربي21
أجرت الشرطة الإسرائيلية ووحدات في الجيش الأحد الماضي تدريبا لمواجهة تهديدات محتملة لحماس- عربي21

لم تتوقف الصحافة الإسرائيلية عن التلويح بالمخاطر التي تحدق بالاحتلال من جراء تطوير حماس لقدراتها العسكرية البحرية تحضيرا لأي مواجهة عسكرية مرتقبة بين الجانبين.

وتخشى إسرائيل من امتلاك حماس لصواريخ ومعدات عسكرية بحرية تمكنها من الوصول لمناطق إستراتيجية مثل منصات الغاز المنتشرة على الشريط الساحلي لقطاع غزة وهو ما يعطي لحماس تفوقا في أي مواجهة مرتقبة.

وأجرت الشرطة الإسرائيلية ووحدات في الجيش يوم الأحد الماضي تدريبا لمواجهة عدة تهديدات في منطقة الجنوب ومدينة عسقلان الساحلية، تحاكي اقتحام قوات الكوماندوز التابعة لحماس لمنتجع سياحي في هذه المناطق.

وكان محلل الشؤون الأمنية والعسكرية، يوسي ملمان، تحدث في مقال سابق له في صحيفة "معاريف" نقلا عن مصادر استخبارية في الجيش قولها إن القوة البحرية لحماس تقدر بعشرات المقاتلين، الذين تمكنوا من تطوير مهاراتهم العسكرية بفضل التدريبات التي خاضوها في إيران.

 

اقرأ أيضا: القسام تؤكد التزامها بإنهاء وجود إسرائيل على أرض فلسطين (صور)

أما صحيفة يديعوت أحرونوت فقالت إن حماس انتقلت مؤخرا لتصنيع معدات وأجهزة الغوص لمقاتليها الذين يقدر عددهم بالمئات في ضوء تدمير الجيش المصري لأغلب الأنفاق الحدودية في مدينة رفح، كما أن "كوماندوز حماس" بات يمتلك جهاز تنفس مغلق يسمح للغواص بالبقاء تحت الماء لمسافة عدة كيلومترات دون ترك علامات أو أثر.

قدرات دفاعية
من جانبه رأى اللواء المتقاعد والخبير العسكري من رام الله، واصف عريقات، أن "فصائل المقاومة في غزة وعلى رأسها حماس طورت من قدراتها العسكرية البحرية في السنوات الأخيرة ضمن ما تمتلكه من موارد وإمكانيات، وهي قدرات عسكرية متواضعة يتركز أغلبها في الدفاع عن النفس وليست أسلحة هجومية متطورة كما تحدث بذلك المسؤولون الإسرائيليون."

وأضاف الخبير العسكري في حديث لـ"عربي21" أن "ما تمتلكه حماس من قدرات عسكرية بحرية تنحصر في وحدات الكوماندوز (الضفادع البشرية)، وعدد من الصواريخ البحرية التي وصلت إلى غزة عبر الأنفاق الحدودية مع الدولة المصرية، ولكن هذه الصواريخ ليست متطورة بالشكل الذي يعطي لحماس توازنا أمام إسرائيل في أي مواجهة عسكرية قادمة."

وكانت القناة الثانية الإسرائيلية قد تحدثت في 16 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عن استعانة الجيش بـ"دلافين بحرية" كالتي استخدمها الجيش الأمريكي في غزوه للعراق في العام 2003 لحماية موانئه ومنصات الغاز قبالة سواحل غزة لمنع وصول قوات الكوماندوز التابعة لحماس لهذه المناطق.

مبالغة في القدرات
إلى ذلك قال أستاذ العلوم الأمنية في كلية العودة بغزة، إسلام شهوان، إن "هنالك مبالغة في تصوير القدرات العسكرية لحركة حماس، فالتصريحات التي يطلقها قادة الحركة عن قدرات حماس العسكرية هي موجهة للجبهة الداخلية وتهدف لإحداث نوع من قوة الردع، ولكن إسرائيل تستغل هذه التصريحات للضغط على حماس وتأليب الرأي العام الدولي والإقليمي ضد الحركة والذي قد يعطي في النهاية شرعية لدولة الاحتلال لشن حرب عسكرية مرتقبة ضد قطاع غزة."

وأوضح الخبير الأمني في حديث لـ"عربي21" أن "حماس كباقي الفصائل الفلسطينية تعمل على تطوير قدراتها العسكرية، وهذا لا يخفي حقيقة امتلاكها لأسلحة ومعدات عسكرية ولكنها ليست بالوصف الذي تتحدث عنه الرواية الإسرائيلية."

مضيفا أن "إسرائيل تستكشف الوضع الأمني في غزة عبر نشر العشرات من المقالات الصحفية عبر مراسليها العسكريين والتي تتحدث عن قدرات المقاومة الفلسطينية بهدف الحصول على معلومات استخبارية لتوظيفها في الصراع مع المقاومة."

وخلال حرب عام 2014، تمكنت وللمرة الأولى وحدة بحرية مقاتلة تابعة لـ"كتائب القسام" من اقتحام قاعدة "زكيم" العسكرية، التي تقع على شاطئ بحر عسقلان المحتلة، إلى الشمال من قطاع غزة، حيث استشهد جميع أفراد الوحدة، البالغ عددهم أربعة، بعد تمكنهم من إيقاع خسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال.

الوصول لمنصات الغاز
بدوره قال المختص في شؤون حماس، حسام الدجني، إن "من حق حماس وفصائل المقاومة أن تقوم بتطوير قدراتها العسكرية كونها تقع تحت الاحتلال، كما أن حماس استطاعت خلال السنوات الماضية أن تطور من قدراتها العسكرية البرية والبحرية، وهذا ما يجعل المستوى الأمني والعسكري في دولة الاحتلال في حالة تأهب قصوى لأن ذلك سيخل بموازين القوى لصالح حماس في أي مواجهة قادمة."

وأضاف الدجني في حديث لـ"عربي21" أن "التقدير الإسرائيلي يرجح بأن حماس بإمكانها الوصول لمنصات الغاز الإسرائيلية قبالة سواحل غزة عبر قوات الكوماندوز وباستخدام الصواريخ الموجهة أو من خلال الاستعانة بطائرات الاستطلاع التي استطاعت حماس أن تطور مجموعة منها من خلال الاستعانة بالعالم التونسي محمد الزواري."

التعليقات (0)