سياسة عربية

اليمنيون يحيون ذكرى ثورتهم السابعة وسط حملات لشيطنتها

أشعلت مدينة تعز شعلتها وسط مسيرات ضخمة في حين اكتفت مأرب بمهرجان خطابي
أشعلت مدينة تعز شعلتها وسط مسيرات ضخمة في حين اكتفت مأرب بمهرجان خطابي

احتفى اليمنيون بالذكرى السابعة لثورة 11 من شباط/ فبراير،التي انطلقت شرارتها ضد نظام الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح في العام 2011، وأجبرته على التنحي عن السلطة وتسليم مهامه إلى الرئيس عبدربه منصور هادي.

ويعد 11 شباط "يوما وطنيا"، وإجازة رسمية، بموجب إعلان رسمي أصدره الرئيس هادي في عام 2015.

إلى ذلك، شهدت مدينة تعز (جنوب غرب البلاد)،احتفالات استثنائية بعيد الثورة السابع، حيث تم إيقاد الشعلة عشية الأحد.


كما خرج شباب وأبناء المدينة التي توصف بـ"الحالمة" في اليوم ذاته، بحشود جماهيرية ضخمة ترفع شعارات ثورية، وتجوب شوارع المدينة القابعة تحت القصف الذي ينفذه الحوثيون والقوات الموالية لهم.

احتفالات تعز "مهد الثورة وعرينها الحصين" كما يطلق عليها، تأتي رغم ألم الحصار وأزيز المدافع والدبابات، الذي لايكاد يتوقف منذ أعوام ثلاثة تقريبا.

أما محافظة مأرب (شمال شرق)، فقد غابت فيها مظاهر إيقاد الشعلة الثورية التي اعتاد اليمنيون عليها في الأعوام الماضية، وتم الاكتفاء بإقامة مهرجان بهذه الذكرى السنوية، وسط حالة من الاستغراب وعلامات استفهام كثيرة على خلفية هذا المتغير.

في حين أرجع ناشطون ثوريون السبب إلى ضغوطات مورست على السلطات المحلية هناك، وبعد غياب مؤسس الجيش الوطني، اللواء، عبدالرب الشدادي ، أحد حماة الثورة، الذي كان يتقدم الصفوف لإيقاد شعلة الثورة قبل مقتله في العام 2016.

وتأتي الذكرى السنوية لثورة فبراير، وسط استمرار حملات شيطنة ممنهجة وتحميلها وزر الحرب الدائرة في البلاد.

وانبرى لهذه الحملة قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام بشقيه المؤيد للشرعية والمعارض لها، محملين إياها الصراع الحالي في البلد، والمأساة التي طالت اليمنيين.

ودافع نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، عن ثورتهم، التي أكدوا أنها خرجت سلمية، تحمل أهدافا نبيلة في إقامة دولة العدالة والمساواة، وترسيخ مبدأ القانون على الجميع.

عداء أحد أطرافه التحالف

وفي هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، أنه ليس غريبا تصاعد النبرة العدائية ضد ثورة 11فبراير الشبابية الشعبية السلمية في هذه المرحلة بالذات، التي اتحدت فيها أجندة التحالف العربي الذي يفرض هيمنة عسكرية وأمنية واقتصادية شاملة على اليمن مع فلول صالح، الذين يجري تهيئتهم سياسيا لإدارة دولة مصنوعة بطريقة تسمح باستمرار نفوذ التحالف ومخططاتها بأضعاف وتفكيك اليمن.

وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن هذا المنحنى يحتاج إلى مهاجمة ثورة فبراير وتحميلها وزر ما يجري في البلاد. وهي محاولة مكشوفة للهروب من الحقائق الناصعة.

ومضى قائلا إن التحالف هو الذي أدار الثورة المضادة ودعمها دعما سخيا وعين أدواتها بعناية.

كما أشار إلى أن الدول الرئيسية في هذا التحالف هي التي استدعت الحوثيين ومنحت المخلوع صالح فرصة لإحياء طموحه من أجل استعادة السلطة من جديد، فضلا عن تعمدها رفع كلفة ثورة فبراير على اليمنيين عبر إغراق اليمن في الفوضى.

ووفقا للكاتب اليمني، فإن هذه الدول تغرق هي أيضا في المستنقع اليمني؛ وستجد نفسها مضطرة للتعاطي مع أجندة فبراير الوطنية في نهاية المطاف؛ لأن محاولة فرض المشاريع اللاوطنية سوف ترفع كلفة تدخل هذه الدول في اليمن.

وأكد أنه عندما تحتفل تعز بثورة فبراير وتخفت نبرة الاحتفال في عاصمة أخرى ومهمة للثورة مثل مآرب، فالأمر يعزى إلى التدخل السيء للتحالف الذي يمارس الابتزاز في مأرب، حيث يتركز ثاني أهم وجود عسكري له في اليمن؛ ويمارس الخديعة والخذلان والتآمر على العاصمة الأولى للثورة "تعز".


مغامرة محمودة

وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، قد دافع عن ثورة فبراير التي أطاحت بسلفه صالح، وقال إن الثورة على الظلم مغامرة محمودة.

جاء ذلك في كلمة وجهها هادي  الأحد، لليمنيين بمناسبة الذكرى السابعة لثورة 11شباط 2011، وفقا لما نشرته وكالة "سبأ" الرسمية.

وأضاف الرئيس اليمني: "ومن يحاول بطريقة أو أخرى تحميل هذه الثورة وزر ما نحن عليه اليوم، يتجاهل معطيات ووقائع كثيرة يطول الحديث عنها".

ووجه شباب ونخب ثوريون انتقادات شديدة للرئيس هادي بسبب عدم إلقائه الكلمة بمناسبة ذكرى ثورة فبراير، وتكليف مذيع في التلفزيون الرسمي ليلقيها بديلا عنه، كونها الثورة التي أوصلته إلى كرسي الرئاسة في البلاد.

وأكد هادي أن اليمنيين انتفضوا في 2011 توقا إلى يمن جديد، تسوده قيم العدالة والمساواة والتوزيع العادل للثروة والسلطة.

فبراير

 
من جهته، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات، إنه من الطبيعي أن يكون بقايا النظام السابق موجوعا من ثورة فبراير السلمية التي أسقطت حكم صالح إلى الأبد. مضيفا أن مؤشر حقدهم الزائد هذه المرة، جاء بعد انفراط تحالفهم مع جماعات العنف والإرهاب مثل جماعة الحوثي للانقلاب على الدولة، وفشله في استعادة الحكم وانقلب كل ذلك عليهم، حتى أدى إلى صراع بينهم انتهى بمقتل زعيمهم.

وأوضح في حديث لـ"عربي21" أن لعب نظام صالح على التوازنات المحلية والإقليمية لضرب ثورة فبراير انتهى به المطاف إلى السقوط. مشيرا إلى أنه لم يخف على أحد أنه واجه سلميتها بالرصاص والعنف، وقتل المئات من خيرة شباب اليمن، وحصرت منازل وقرى منعت تحريكه ألوية الحرس الجمهوري سابقاـ إلى داخل العاصمة لضرب الساحات.
ولفت رئيس مركز أبعاد اليمني إلى أن ثورة فبراير حاولت أن تقدم لليمنيين حالة تغيير دون كلفة ودماء وبشكل سلمي، لكن عنف الخصم ودموية "صالح" أدت في النهاية إلى سقوط الدولة.


وفي غضون ذلك، نظمت محافظة الجوف (شمال شرق) حفلا بذكرى ثورة فبراير، الأحد، فيما أصدر فعاليات ومكونات سياسية يمنية بيانات بهذه المناسبة، تعلن تمسكها بأهدافها ومبادئها الثورية.

التعليقات (0)