سياسة دولية

"إسرائيل الكبرى": تدمير الشرق الأوسط و"أفريقيا" لصالح إسرائيل

الخطة الإسرائيلية تعتبر أن العراق هو التحدي الإستراتيجي الرئيسي بالنسبة له - ا ف ب
الخطة الإسرائيلية تعتبر أن العراق هو التحدي الإستراتيجي الرئيسي بالنسبة له - ا ف ب

نشر موقع "بوليتيس" الروسي تقريرا سلط من خلاله الضوء على مشروع "إسرائيل الكبرى"، الذي يهدف إلى تدمير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
 
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن ما يسمى بمشروع "إسرائيل الكبرى" يعتبر حجر الزاوية في الأيديولوجيا الصهيونية الفاعلة في حكومة نتنياهو الحالية، بالإضافة إلى حزب "الليكود" الإسرائيلي، فضلا عن المؤسسات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية.

وأشار الموقع إلى أن الرئيس دونالد ترامب يؤيد بشكل مباشر المستوطنات غير القانونية لإسرائيل، فضلا عن رفضه لقرار مجلس الأمن الدولي عدد 2334 الذي يشير إلى عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وأضاف الموقع أنه بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والسماح بمزيد الاستيلاء على الأراضي العربية الفلسطينية، وافق الرئيس الأمريكي فعليا على مشروع "إسرائيل الكبرى"، الذي تمت صياغته وفقا لخطة عوديد ينون.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع لا يعتبر صهيونيا بحتا فيما يتعلق بمستقبل الشرق الأوسط، وإنما هو جزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية للولايات المتحدة، التي تعمل على تدمير منطقة الشرق الأوسط وبلقنتها (تقسيمها). وبناء على هذا يهدف قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل إلى إثارة عدم الاستقرار السياسي في جميع أنحاء المنطقة.

 

اقرأ أيضا: حزب الليكود يصوت بالإجماع على ضم الضفة والقدس المحتلتين

وأورد الموقع أنه، وفقا لمؤسس الصهيونية السياسية تيودور هرتزل، "تمتد منطقة الدولة اليهودية من مصر إلى نهر الفرات". ووفقا للحاخام فيشمان "تمتد الأرض الموعودة من مصر إلى الفرات، وتضم أجزاء من سوريا ولبنان". والمثير للاهتمام أن الخطة الصهيونية في الشرق الأوسط، شملت غزو العراق سنة 2003، ولبنان سنة 2006، وليبيا سنة 2011، فضلا عن الحروب الجارية في سوريا والعراق واليمن، ناهيك عن إثارة أزمة سياسية في المملكة العربية السعودية.

وأفاد الموقع بأن غاية مشروع "إسرائيل الكبرى" إضعاف الدول العربية المجاورة في إطار مشروع توسعي أمريكي إسرائيلي، بدعم من حلف شمال الأطلسي والسعودية. وفي هذا الصدد، يمثل التقارب مع المملكة وفقا لنتنياهو توسعا لمجالات النفوذ الإسرائيلية في الشرق الأوسط، فضلا عن مواجهة إيران. ومن الواضح أن مشروع "إسرائيل الكبرى" يعكس الإستراتجية الحتمية للولايات المتحدة في المنطقة.

ونقل الموقع عن ستيفن ليندمان أن "الخطة الصهيونية التي وضعت منذ ما يقارب المائة سنة؛ تشمل فلسطين التاريخية، وجنوب لبنان إلى صيدا ونهر الليطاني، ومرتفعات الجولان السورية وسهل حوران ودرعا. كما تهدف إلى السيطرة على سكة حديد الحجاز من درعا إلى عمان والأردن وخليج العقبة". وأضاف ليندمان أن "بعض الصهاينة يريدون الحصول على المزيد، ويرغبون في الاستيطان من النيل غربا إلى نهر الفرات شرقا، ليتمكنوا من ضم فلسطين، ولبنان، وغرب سوريا وجنوب تركيا". 

 

المشروع الصهيوني سياسته قائمة على طرد العرب من فلسطين


وأشار الموقع إلى أن المشروع الصهيوني يدعم الاستيطان اليهودي، مما يعني أن سياسته قائمة على طرد العرب من فلسطين، ما يسمح لإسرائيل بضم كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. كما ينطوي مشروع "إسرائيل الكبرى" على ضم المزيد من الأقاليم التابعة للبنان، والأردن، وسوريا، وسيناء وأجزاء من العراق والسعودية.

ووفقا لتقرير كتبه مهدي داريوس ناظم رعيا بعنوان "الدراسات العالمية لسنة 2011"، تعتبر خطة ينون استمرارا للسياسة الاستعمارية البريطانية في الشرق الأوسط. وبالتالي، إن "خطة ينون هي عبارة عن خطة إستراتيجية إسرائيلية لضمان التفوق الإقليمي الإسرائيلي. كما يهدف لدفع إسرائيل إلى إعادة تشكيل ظروفها الجيوسياسية من خلال تفتيت الدول العربية المحيطة بها إلى دويلات أصغر وأضعف".

وبيّن الموقع أن الخطة الإسرائيلية تعتبر أن العراق هو التحدي الإستراتيجي الرئيسي بالنسبة لها، لذلك كان العراق نقطة الانطلاق في تنفيذ خطة تدمير الشرق الأوسط والعالم العربي. وحسب خطة ينون، يجب أن يقسم العراق إلى دولة كردية ودولتين عربيتين الأولى للمسلمين الشيعة والثانية للسنة، علما وأنه يقع فيما بعد تقسيم لبنان وسوريا وإيران وتركيا والصومال وباكستان.

ولا تقتصر خطة ينون على الشرق الأوسط فقط، وإنما قد يمتد تأثيرها إلى شمال أفريقيا، إذ أن إعادة تهيئة المنطقة قد تبدأ من مصر لتمتد إلى السودان وليبيا وبقية المنطقة. ولضمان استمرارية الخطة، يجب أن تضمن إسرائيل النجاح على مستويين؛ أولا، يجب أن تضمن بقاءها كقوة إقليمية هامة ومسيطرة، وثانيا، من الضروري العمل على تقسيم المنطقة برمتها إلى دويلات. وعلى العموم، تعتمد النقطة الثانية على التركيبة العرقية والطائفية التي تكون كل دولة. 

وذكر الموقع أن هذه الخطة لا تعتبر جديدة كما أنها لم تكشف للمرة الأولى. فلطالما تكررت مسألة الفكر الصهيوني الهادف إلى تجزئة العالم العربي إلى دويلات. وبناء على هذه المعلومات، فإن الحرب في سوريا والعراق هي جزء من التوسع الإقليمي لإسرائيل. ولكن هزيمة الإرهابيين الذين تدعمهم الولايات المتحدة الأمريكية، أمام القوات السورية بدعم من روسيا وإيران وحزب الله هو انتكاسة كبيرة في طريق تنفيذ الخطة الإسرائيلية.

وفي الختام، أكد الموقع أن فقدان تل أبيب لموقفها الجيوسياسي في المنطقة يعد من أسوأ كوابيسها، والذي بدأ فعليا في الحرب السورية التي حققت نتائج إيجابية لأعداء إسرائيل؛ إيران وحزب الله. ومع نهاية الحرب السورية، يبدو موقف إسرائيل أضعف من أي وقت مضى.

التعليقات (1)
كلثوم
الإثنين، 23-07-2018 06:29 م
مهما فعلوا انهم يحفرون قبورهم و يضعون نهاية لوجودهم يكفي انهم مرعوبين من نهايتهم المحتومة والتي ذكرها الله عز وجل و رسوله الكريم المهم أن يفيق العرب و المسلمون من عار التخاذل و النفور من شرف الشهادة اللهم انصر اخواننا الفلسطينيين و الحقنا بركب الشهداء رجالا ونساء اختكم من الجزائر الابية