صحافة دولية

نيويورك تايمز: كيف كانت زيارة تيلرسون لمصر؟

نيويورك تايمز: تجاهل تيلرسون في زيارته لمصر قمع السيسي- أ ف ب
نيويورك تايمز: تجاهل تيلرسون في زيارته لمصر قمع السيسي- أ ف ب

نشرت صحيفة"نيويورك تايمز" تقريرا لمراسلها في القاهرة ديكلان وولش، يقيّم فيه المحطة الأولى من جولة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للمنطقة، التي تشمل مصر والكويت والأردن ولبنان وإسرائيل. 

 

ويقول الكاتب إن تيلرسون صمت على موجة القمع التي يمارسها النظام المصري ضد شعبه، مشيرا إلى أنه "على خلاف العادة، فإن أكبر دبلوماسي أمريكي احتفظ بعلاقات باردة مع مصر". 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن تيلرسون لم يزر الحليف الأقدم للولايات المتحدة خلال عامه الأول في قيادة الدبلوماسية الأمريكية، لافتا إلى قراره في آب/ أغسطس بتجميد 291 مليون دولار من المساعدة الأمريكية السنوية لمصر؛ احتجاجا على سياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي القمعية، وعلاقاته مع كوريا الشمالية. 

 

وتذكر الصحيفة أن موقف تيلرسون يختلف بشكل كبير مع موقف سلفه جون كيري ورئيسه دونالد ترامب، الذي وصف السيسي بالرجل "الرائع"، وذهب بعيدا للثناء على طريقة اختياره للحذاء في قمة السعودية العام الماضي.

 

ويجد وولش أن "تيلرسون عندما فعلها وزار القاهرة يوم الاثنين في بدء جولته في المنطقة، فإنه بدا كأنه يحاول إصلاح العلاقة، وعبر عن دعم حماسي وقوي للحملة التي يقوم بها السيسي في سيناء، وتجنب حتى النقد اللطيف للانتخابات الرئاسية الشهر القادم، التي ينظر إليها على أنها مهزلة لإعادة تنصيب السيسي لمدة أربع سنوات أخرى".

 

وينقل التقرير عن تيلرسون، قوله إن الولايات المتحدة "ملتزمة بانتخابات حرة ونزيهة ليس لمصر فقط، لكن لأي بلد"، إلا أنه تجنب الحديث عن حملات القمع الوحشية التي سجنت منافسي السيسي وهمشتهم وهددتهم، لافتا إلى أن وزير الخارجية المصري سامح شكري كان واقفا بجانب تيلرسون، وقال إن نقاد مصر بعيدون عن الواقع، وأكد أن بلاده فيها إعلام حي وقنوات تلفزيونية متعددة، رغم أن حكومته منعت ليلة السبت عرض نسخة عربية من البرنامج الأمريكي "ساتردي نايت لايف"، وهي آخر موجة من حملات القمع التي تم فيها اعتقال صحافيين، ومنع 500 موقع على الإنترنت. 

 

وتلفت الصحيفة إلى أن تيلرسون عقد لاحقا اجتماعا مع السيسي في القصر الجمهوري، حيث قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن الحديث تركز على القتال المشترك ضد الإرهاب، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة ومصر. 

 

ويعلق الكاتب قائلا إن "النبرة التصالحية متناسقة مع الفكرة الرئيسية لجولة تيلرسون في المنطقة، وهي تحقيق الاستقرار في المنطقة، بعد النهاية المتوقعة لتنظيم الدولة في العراق وسوريا، وشن السيسي عملية عسكرية واسعة ضد فرع تنظيم الدولة (ولاية سيناء) منذ يوم الجمعة، وتقول السلطات إنها قتلت 311 شخصا, وكانت تلك الحملة على ما يبدو تحضيرا للانتخابات الرئاسية الشهر المقبل".

 

ويفيد التقرير بأن تنظيم الدولة نشر يوم الأحد شريط فيديو، دعا فيه أتباعه لتنفيذ هجمات أثناء الانتخابات، وحذر المصريين للابتعاد عن صناديق الاقتراع.

 

وتقول الصحيفة: "بعيدا عن عدسات الكاميرا، فإن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن تيلرسون لا يزال غير راض عن مصر في عدة مجالات كانت سببا في برودة العلاقات العام الماضي، وكانت هناك إشارات يوم الاثنين إلى أن هذه الامور لا تزال عالقة". 

 

وينوه وولش إلى أن أبرز هذه الأمور هي العلاقات المصرية مع كوريا الشمالية، التي تطورت إلى مستوى كبير من الخلاف، حيث تحتفظ كوريا الشمالية بسفارة كبيرة في القاهرة، التي يقول المسؤولون الأمريكيون إنها تقوم ببيع السلاح بطريقة غير شرعية، مشيرا إلى أن مطلب الولايات المتحدة تخفيض مستوى العلاقات مع كوريا الشمالية كان السبب الرئيسي وراء قرار تيلرسون العام الماضي قطع حصة من المساعدة السنوية لمصر -96 مليون دولار- وتجميد 195 مليون دولار أخرى. 

 

ويفيد التقرير بأن شكري اعترف يوم الاثنين بأن موضوع كوريا كان حاضرا، لكنه أكد أن العلاقات مع كوريا الشمالية "محدودة التمثيل، ولا توجد هناك علاقات اقتصادية أو مجالات تعاون أخرى". 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن تيلرسون لا يزال قلقا حول طريقة معاملة السيسي لمنظمات المجتمع المدني، حيث أجبر بعضها على وقف عملياتها، فيما قال تيلرسون إنه ناقش مع السيسي أهمية حماية حقوق الإنسان والترويج لها، والدور الحيوي لمنظمات المجتمع المدني في مصر. 

 

ويبين الكاتب أن المسؤولين عبروا عن قلقهم من إعادة فتح ملفات 43 ناشطا عربيا وأجنبيا، الذين حكم عليهم غيابيا عام 2013، منوها إلى أن هذه الاتهامات ذات الدوافع السياسية شملت موظفين في المعهد الوطني الديمقراطي والمعهد الوطني الجمهوري وجماعات أخرى.

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه سيتم الاستئناف في هذه القضية في نيسان/ أبريل، ضمن الجهود الأمريكية من أجل إلغاء الحكم.

0
التعليقات (0)