سياسة دولية

افتتاح "ميونيخ للأمن".. انتقاد لاذع لترامب وكلمة لأمير قطر

رئيس مؤتمر الأمن في ميونيخ، وولفغانغ إيشنجر- أرشيفية
رئيس مؤتمر الأمن في ميونيخ، وولفغانغ إيشنجر- أرشيفية

افتتح الجمعة، اجتماع مؤتمر ميونيخ للأمن، السنوي الكبير، الذي يعقد منذ الحرب الباردة، في دورته الـ 54 بحضور دولي كبير، ويناقش قضايا في مقدمتها سوريا وأخرى مرتبطة بالشرق الأوسط.

ويعقد المؤتمر في الفترة من 16 إلى 18 شباط/ فبراير الجاري في العاصمة البافارية. ومن بين المشاركين الذين أكدوا حضورهم أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة في العالم.


من جهته، حذر رئيس مؤتمر ميونخ للأمن، فولغانغ إشينغير، الجمعة، من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية بين قوى عظمى لم يحددها. 


وقال إشينغير، في تصريحات صحفية، إن "خطر اندلاع مواجهة عسكرية بين قوى عظمى (هو احتمال) كبير في الوقت الراهن"، وفق الموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيغل" الألمانية.


وتابع: "لم يحدث منذ نهاية الحرب الباردة (1945- 1991) أن كان خطر اندلاع مواجهة عسكرية بين قوى عظمى كبير بهذا الشكل".


واعتبر أن "أحد أسباب زيادة هذا الخطر في الوقت الحالي هو انعدام الثقة بين واشنطن وموسكو (..) انعدام الثقة أمر فظيع".


وتابع إشينغير بأن "انعدام الثقة بين القادة العسكريين في واشنطن وموسكو يمكن أن يؤدي إلى سوء فهم وسوء تقدير، ومن ثم اندلاع مواجهات عسكرية غير مرغوب فيها".


وأضاف أن "هذا التطور الكارثي يعود إلى السياسة الجديدة، التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب (الذي تولى الرئاسة في 20 كانون الثاني/ يناير 2017)".


وقال: "يوجد، بحسب انطباعي، ميل للتهديد باستخدام القوة العسكرية، بل أيضا استخدامها، لتحقيق مصالح خاصة"، دون أن يذكر تفاصيل إضافية.

 

واستهل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجلسة بكلمة أكد فيها أن جميع الصراعات في العالم أصبحت تمتزج بنوع جديد من الإرهاب.


وقال إن أزمات الشرق الأوسط تتطلب توحيد الجهود لمواجهتها، مؤكدا على أهمية دور الأمم المتحدة ومبادراتها في حل الصراعات.


وبشأن الأزمة الخليجية، أشاد غوتيريش بالجهود الكويتية والأمريكية التي تسعى لحلها.

 

أمير قطر: حافظنا على سيادتنا

 

وألقى كذلك أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، كلمة تناول فيها أيضا الأزمة الخليجية وحصار بلاده، قائلا إن بلاده حافظت على سيادتها في مواجهة إجراءات عدوانية من جيران طامعين، في إشارة إلى دول الحصار.

 

ووصف تميم الأزمة الخليجية، المستمرة في شهرها التاسع، بأنها "عديمة الجدوى، افتُعلت من جيراننا"، في إشارة إلى السعودية والإمارات والبحرين.


وقال إن قطر من أكثر بلدان العالم سلمية، وباتت أكثر قوة من الماضي، على الرغم من الحصار الذي تفرضه دول الحصار على الدوحة منذ 5 يونيو الماضي.


ولفت إلى أن دول الحصار "تصرُّ على أن نتخلى عن حرية الصحافة والتعبير".


وفيما يتعلق بقضية الإرهاب، قال إن ظلامه يلقي بظلاله على العالم برمته، مضيفاً أن المعاناة والظلم في العالم يمهِّدان الطريق أمام تفشيه.


وشدد على ضرورة إنهاء كل الظروف التي وفَّرت متطوعين لتنظيم الدولة، معتبرا أن اتهام الأيديولوجيات المتطرفة بأنها سبب الإرهاب العنيف "هو تبسيط للأمور".


وقال إن "الفشل النمطي بمنطقتنا (الشرق الأوسط) في تلبية الاحتياجات الأساسية لشعوبنا، يغذي الإرهاب".


وأعرب عن "حاجة الشرق الأوسط إلى إطار مماثل للاتحاد الأوروبي"، في ظل الوضع السياسي والأمني الذي تشهده المنطقة العربية.


وقال إن "الشرق الأوسط على الحافة، وعلينا أن نبعده عن هذه الهاوية بمساعدة المجتمع الدولي"، مضيفا: "علينا البدء باتفاقية أمنية إقليمية، تجعل الاضطرابات في المنطقة شيئا من الماضي".


واعتبر أن الشعوب بدأت تفقد إيمانها بحكوماتها ولا تجد وسيلة للتغيير سلميا، مشيرا إلى أن كثيرا من الدول فقدت الإيمان بالمحاسبة الدولية.


وأضاف أن "كل شعوب الشرق الأوسط بحاجة للاتفاق على الحد الأساسي من التعايش السلمي".
وفي سياق آخر، أشار إلى أن ألمانيا (التي تنظم مؤتمر الأمن) لاعب أساسي، ومكان مناسب جداً لمناقشة المخاطر التي يواجهها العالم.


ويشارك في المؤتمر 600 شخص بينهم 21 رئيس دولة وحكومة و75 وزير خارجية ودفاع، ويعد المؤتمر الذي يعقد سنويا أبرز مؤتمر دولي يتناول السياسات الأمنية.

التعليقات (0)