ملفات وتقارير

ما حقيقة وقف نظام السيسي برامج بسبب "تجاوزات أخلاقية"؟

مجلس نقابة الإعلاميين قرر إحالة منى عراقي مقدمة برنامج "انتباه" للتحقيق - أرشيفية
مجلس نقابة الإعلاميين قرر إحالة منى عراقي مقدمة برنامج "انتباه" للتحقيق - أرشيفية

تزايدت في الفترة الأخيرة ظاهرة وقف البرامج التلفزيونية في مصر بداعي انتهاك المعايير الأخلاقية وارتكاب مخالفات أخلاقية.

ويتولى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الذي اختار قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي أعضاءه العام الماضي، مهمة مراقبة وسائل الإعلام والتأكد من التزامها بالمعايير المهنية، لكن مراقبين يشككون في دوافع المجلس ويقولون إن النظام يحاول تصوير نفسه باعتباره حامي الأخلاق في البلاد.

قائمة طويلة

وكان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قد قرر الثلاثاء الماضي وقف برنامج "إس إن إل بالعربي" الذي يبث على قناة "أون إي" وفتح تحقيق مع المسئولين عنه، موضحا في بيان له، اطلعت عليه "عربي21"، أن "هذا القرار تم اتخاذه بناء على تقارير لجنة الرصد التي أكدت أن البرنامج دأب على استخدام ألفاظ وعبارات وإيحاءات جنسية لا تليق بالعرض على المشاهدين وتخالف المعايير الأخلاقية والمهنية".

وأصدر المجلس قرارا بإحالة مسؤولي البرنامج الطبي "الناس الحلوة" الذي يبث على قناة "القاهرة والناس" إلى التحقيق، بتهمة بث صور إباحية في إحدى حلقاته الأسبوع الماضي!.

 

اقرأ أيضا: حبس مذيعة مصرية 4 أيام بتهمة التحريض على خطف أطفال

ويوم الأربعاء الماضي، صرح نقيب الإعلاميين حمدي الكنيسي أن مجلس النقابة اتخذ قراراً بإحالة الإعلامية منى عراقي مقدمة برنامج "انتباه" المذاع على قناة "المحور" للتحقيق أمام اللجنة القانونية بالنقابة بعدما رصدت لجنة المتابعة والرصد بالنقابة ارتكابها لأخطاء مهنية وأخلاقية على الهواء.

وأوضح الكنيسي في بيان له، تلقت "عربي21" نسخة منه، أنه أثناء تناول عراقي لقضية الاغتصاب ذكرت عبارات غير لائقة تتنافى مع المعايير الأخلاقية والمهنية ومخالفة لميثاق الشرف الإعلامي، مشيدا بقرار إدارة قناة "المحور" بإيقاف البرنامج وإعلانها الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي في ما تبثه من مواد إعلامية.

وكانت منى عراقي تتناول قضية تزايد معدلات الاغتصاب، لكنها اتهمت جميع الرجال بالاعتداء على النساء والأطفال والحيوانات إرضاء لشهواتهم، مستخدمة العديد من الألفاظ الجنسية الصريحة خلال الحلقة.

وقبل أسبوعين قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إيقاف البرنامج الرياضي "الكورة كل يوم"، المذاع على قناة "الحدث" لمدة أسبوع بسبب ترديد مقدم البرنامج عبارات غير لائقة بحق رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، وأحال مقدم البرنامج "عبد الناصر زيدان" للتحقيق.

وقرر المجلس إيقاف البرنامج الرياضي "ملعب شريف" الذي يذاع على قناة "إل تي سي" لمدة أسبوع بسبب "التجاوزات التي صدرت من رئيس نادي الزمالك ومهاجمته للعديد من الشخصيات بعبارات لا تليق عندما تمت استضافته بالبرنامج"، كما أنه تم إحالة مقدم البرنامج "أحمد الشريف" للتحقيق وتوقيع غرامة على القناة قدرها 25 ألف جنيه.

سنوات من الفوضى

وفي إطار تبرير هذه القرارات، قال رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام "مكرم محمد أحمد" إن الإعلام المصري مر خلال السنوات الماضية بفترة سادت فيها الفوضى والتدني والانحطاط وانعدام المهنية، وتحول بعض الإعلاميين إلى خصم وحكم في نفس الوقت.

 

 الإعلام المصري مر خلال السنوات الماضية بفترة سادت فيها الفوضى والتدني

وأضاف أحمد، خلال مداخلة هاتفية للتلفزيون المصري مساء أمس السبت، إن المصداقية غابت أيضا عن الإعلام المصري، مؤكدا أن القرارات التي يتخذها المجلس تهدف إلى إعادة المهنية والمصداقية التي افتقدها الإعلام.

وأشار إلى أن المجلس انتهى من صياغة قانون المعلومات ومراجعته وتم عرضه على عدد من الصحفيين الحكوميين الذين أبدو بعض الملاحظات عليه، تمهيدا لتقديمه للبرلمان قريبا، مطالبا الحكومة بأن تكون أكثر فهما لضرورة توفير المعلومات للمجتمع والرد على التساؤلات في الوقت الصحيح "حتى تواجه الشائعات وتمنع الأصوات الأخرى التي تفتي بدون علم".

السلطة حامية الأخلاق

لكن موقع "تاجس شاو" الألماني الإخباري رأى أن النظام المصري يحاول أن يظهر نفسه باعتباره حامي الأخلاق في البلاد عبر تشديد الرقابة على وسائل الإعلام.

وأشار الموقع، في تقرير له الخميس الماضي، إلى أن العديد من حالات وقف البرامج وإحالة الفنانين إلى المحاكمات الجنائية بسبب اتهامهم بتجاوزات أخلاقية، مشيرا إلى أن كثيرا من المثقفين والفنانين في مصر أصبحوا مضطهدين جراء التضييق على الحريات في البلاد.

وأكد "تاجس شاو" أن كثيرا من المضايقات والبلاغات التي يتعرض لها الإعلاميون والفنانون في البلاد تعود لأسباب ظاهرها الدفاع عن الأخلاق ولكنها في الباطن ذات دوافع سياسية لإظهار الدولة بمظهر حامي الأخلاق والفضيلة بالإضافة إلى إلهاء المواطنين عن الاهتمام بالمشاكل الحقيقية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعانون منها.

 

 

التعليقات (0)