كتاب عربي 21

قوات النظام السوري أم المليشيات الشيعية؟

إسماعيل ياشا
1300x600
1300x600
حاولت قافلة تضم ما بين 40 و50 سيارة، الثلاثاء، الوصول من ريف حلب إلى مدينة عفرين بشمال سوريا، لكنها اضطرت للعودة؛ جراء إطلاق الجيش التركي قذائف مدفعية تحذيرية. وكان هدف المسلحين الانضمام إلى وحدات حماية الشعب الكردية، والقتال ضد الجيش التركي، الذي أطلق قبل حوالي شهر عملية غصن الزيتون، بمشاركة الجيش السوري الحر؛ لتطهير منطقة عفرين من الإرهابيين.

الأنباء حول هوية هؤلاء المسلحين متضاربة، في ظل تقارير إعلامية تتحدث منذ أيام عن اتفاق أبرم بين النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية، واستعداد قوات النظام للدخول إلى مدينة عفرين، لتستلمها بناء على الاتفاق المذكور. هل هناك اتفاق بين النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية، كما تروج وسائل إعلام مختلفة معظمها موالية لإيران؟ أم أن الأمر مجرد فرقعة لجس النبض والتضليل؟ وهل هؤلاء المسلحون جنود قوات النظام السوري أم عناصر المليشيات الشيعية؟ وهل هم أكراد موالون لوحدات حماية الشعب الكردية يرفعون علم النظام ويتظاهرون بأنهم من جنوده؟ أسئلة كثيرة تبحث عن أجوبة.

وحدات حماية الشعب الكردية سبق أن رفعت في المناطق التي تسيطر عليها؛ الأعلام الأمريكية والروسية بهدف حماية نفسها من هجمات محتملة يشنها الجيش التركي. ومن المعروف أنها تدعو قوات النظام السوري منذ انطلاق عملية غصن الزيتون إلى دخول مدينة عفرين. وبالتالي، لا يستبعد أن تجري بين النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب العمال الكردستاني؛ مفاوضات ومساومات لتسليم المدينة إلى قوات النظام، قبل أن تصل إليها قوات الجيش التركي والجيش السوري الحر.

العلاقات بين النظام السوري وحزب العمال الكردستاني قديمة ومتجذرة. وكان عبد الله أوجلان، زعيم المنظمة الإرهابية المسجون في جزيرة إمرالي ببحر مرمرة في تركيا، ضيف النظام السوري في عهد حافظ الأسد، قبل خروجه من سوريا عقب تهديد تركيا الأسد الأب بإعلان حرب على نظامه. كما أن المنظمة الإرهابية قامت في بداية الثورة بقمع المظاهرات المناهضة للنظام في المناطق ذات الأغلبية الكردية، وحصلت على دعم النظام كهدية مقابل قيامها بهذه المهمة، وانسحبت قوات النظام من بعض المناطق في شمال سوريا لتسلمها إلى المنظمة الإرهابية. وبالتالي، لا غرابة في توصل الطرفين إلى تفاهمات واتفاق، إن صحت الأنباء.

القوى الدولية والإقليمية المنزعجة من عملية غصن الزيتون، منذ انطلاقها تسعى إلى إفشالها أو وقفها وتحجيمها. ومن الطبيعي أن تكون هناك مباحثات بين تلك القوى ووحدات حماية الشعب الكردية للتعاون ضد القوات المشاركة في العملية. ومن اللافت أن تغطي وسائل الإعلام الموالية لإيران، مثل قناة الميادين، أنباء المباحثات بين النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية، بشغف كبير لا يخفى على المتابعين، وكأن وسائل الإعلام تلك تريد دخول قوات النظام السوري إلى مدينة عفرين أكثر من أي طرف آخر.

المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم كالين، في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء في العاصمة التركية أنقرة، شكَّك في صحة الأنباء التي تتحدث عن توصل النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية إلى اتفاق تستلم بموجبه قوات الأول مدينة عفرين، واعتبرها دعاية سوداء، ولكنه في الوقت نفسه أشار إلى احتمال وجود مساومات قذرة.

النظام السوري ليست لديه قوات كافية ليرسلها إلى عفرين. والظاهر أن إيران هي التي تريد إرسال المليشيات الشيعية الموالية لها إلى المنطقة لدعم وحدات حماية الشعب الكردية، وكأن عناصر تلك المليشيات جنود قوات النظام أو قوات شعبية متشكلة من أبناء سوريا. كما أن المنظمة الإرهابية مستعدة لتسليم المدينة إلى قوات النظام السوري وحلفائه، ولو بدون أي ثمن، بدلا من وقوعها تحت سيطرة الجيش التركي والجيش السوري الحر؛ لأنها في حال دخلت قوات النظام وحلفائه إلى عفرين ستحافظ على أرواح عناصرها حتى وإن فقدت سيطرتها على المدينة. 

عملية غصن الزيتون ستستمر، كما أكد أكثر من مسؤول تركي رفيع. ويبذل رئيس الجمهورية التركي، رجب طيب أردوغان، جهودا دبلوماسية حثيثة لمنع دخول أطراف أخرى في القتال من خلال اتصالاته بنظيريه الروسي والإيراني. وإن فشلت هذه الجهود ودخلت قوات أخرى إلى عفرين لحماية الإرهابيين، فسيعتبرها الجيش التركي قوات معادية، سواء أطلق عليها اسم قوات النظام أو المقاومة الشعبية أو غيرهما، ولن يتردد في استهدافها.
التعليقات (1)
ابو العبد الحلبي
الخميس، 22-02-2018 08:20 ص
جوابي على سؤال أخي الأستاذ إسماعيل ياشا (قوات النظام السوري أم المليشيات الشيعية؟) سيكون باللغة التركية و هو (فرق يتماز) أي لا يوجد فرق فقوات بشار النصيري و مليشيات الشيعة و مليشيات الأكراد الإرهابية بل و جماعة فتح الله غولن كلهم يمكن وضعهم في سلة واحدة و جميعهم أدوات رخيصة بيد أمريكا التي لم تتوقف لحظة عن التآمر على شعبي سوريا و تركيا و على جميع الشعوب العربية. أمريكا هذه ليس لها صديق أو حليف "بمعنى الكلمة" و هي في سبيل بقاء سيطرتها على العالم مستعدة لاقتراف أي جريمة . إنها من كسرت أضلاع بريطانيا و فرنسا و هي من تحتل ألمانيا و اليابان و هي من تعمل على إضعاف روسيا و الصين . لذلك تكون مقاومة أمريكا بكشف ألاعيبها على مستوى العالم و يحتاج الأمر إلى بذل جهود كثيرة مكثفة على الأقل لمدة سنتين . لماذا سنتين ؟ الجواب يعرفه السياسيون المخضرمون.