صحافة دولية

صحافة غربية: الغوطة.. استهداف للمشافي والأطباء والجرحى

النظام السوري يستهدف المرافق الطبية جميعها في الغوطة الشرقية- الأناضول
النظام السوري يستهدف المرافق الطبية جميعها في الغوطة الشرقية- الأناضول

ركزت الصحافة البريطانية في تغطيتها للأحداث في الغوطة الشرقية اليوم على معاناة الأطفال والنساء، والخطة الجهنمية للروس والنظام السوري، التي تأخذ من دروس حلب الشرقية. 

 

وجاءت افتتاحية صحيفة "التايمز"، تحت عنوان "جهنم على الأرض"، قائلة إن الأطفال "يذبحون" بسبب القصف الجوي.

 

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "أهل الغوطة حصلوا على راحة من صوت الطائرات يوم أمس، وليس بسبب الجهود الدبلوماسية، أو تصميم الأمم المتحدة، بل بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث قرر الطيران السوري وقف مروحياته وليس المدافع، ما يعني استمرار النيران". 

 

وتشير الصحيفة إلى أن سوريا شهدت سلسلة من أحداث "جهنمية" بدءا من عام 2011، حيث علقت صحفية "صندي تايمز" ماري غولفن في حمص وقتلت، لافتة إلى أن أحياء حلب الشرقية سويت في عام 2016 بالأرض. 

 

وتلفت الافتتاحية إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والنظام السوري حذرا مسبقا من أنهما سيتعلمان بعض الدروس من حلب، في إشارة مشفرة لما حدث في حلب، مشيرة إلى أن الدرس الذي تعلمه النظام السوري من تجربته في حلب يتمثل في تجويع السكان، ثم استهداف المستشفيات وعمال الإغاثة حتى يصاب الجميع بحالة من الإرهاق والتعب الشديد، ثم تخييرهم بين الجلاء أو التدمير الشامل. 

 

وتقلل الصحيفة من إمكانية توصل مجلس الأمن الدولي إلى حل لهذه الأزمة، لافتة إلى أنه توصل في السابق إلى وقف لإطلاق النار خلال هذه الحرب المستمرة، إلا أنه لم تنتج عنه أي حلول. 

 

وتدعو الافتتاحية في هذه الحالة إلى شل المطارات الجوية والمروحيات، وتحدي السيطرة الروسية للأجواء فوق دمشق، إن لم يتوقف القصف ولم تصل المساعدات الإنسانية. 

 

وتنوه الصحيفة إلى أن إدارة دونالد ترامب ضربت العام الماضي قاعدة جوية بعد استخدام السلاح الكيماوي في خان شيخون، وترى أن سكان الغوطة أصبحوا جزءا من لعبة السلطة ونهاية الحرب وتخطيط الروس والنظام لإعادة إعمار البلاد، التي تكلف 350 مليار دولار، حيث سيقوي بشار الأسد نفسه ويعيد سيطرته على سوريا. 

 

وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول إن "النظام السوري ومؤيديه قد يكونوا في طريقهم لتحقيق نصر عسكري، لكن يجب عدم السماح لهم بالفوز في لعبة السلام؛ لأن السلام سيكون مقبرتهم".

 

استهداف المستشفيات

 

وكتب مراسل صحيفة "التايمز" ريتشارد سبنسر عن استهداف المستشفيات، مشيرا إلى دعوة قادة العالم وعمال الإغاثة لوقف إطلاق النار. 

 

وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن المدير الإقليمي للصليب الأحمر الدولي روبرت مارديني، قوله إن سكان الغوطة "ركعوا"، وأضاف أن فرع الهلال الأحمر السوري كان من بين المراكز التي قصفت، فيما فشل مجلس الأمن يوم أمس في الاتفاق على هدنة 30 يوما، التي طالب فيها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويترش. 

 

ويقول مارديني للصحيفة: "تعلمت ألا استخدم كلمة مسبوقة؛ لأننا نكتشف في كل مرة أن هناك مستويات جديدة من العنف واليأس والدمار والمعاناة الإنسانية"، ويضيف: "نشعر بالصدمة لما يحدث في الغوطة الشرقية، ونخشى من تدهور الوضع". 

 

ويورد سبنسر نقلا عن طبيب في مستشفى في الغوطة الشرقية، قوله إن المستشفى تعرضت للقصف مرتين، ما قاد إلى توقفها عن العمل بعد الهجوم الثاني، الذي أدى إلى جرح العديد من العاملين في الطاقم الطبي، وأضاف الطبيب، الذي كشف عن اسمه الأول، الدكتور بكر، أنهم استطاعوا تجهيز مكان آخر، وإنقاذ بعض الجرحى والمعدات، وتم وضع الطاقم الطبي كله في حالة تأهب. 

 

وتنقل الصحيفة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، قوله إن 400 شخص قتلوا منذ الأحد، بينهم 95 طفلا، فيما قالت مجموعة أخرى، وهي مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، إن 396 شخصا قتلوا، بينهم أكثر من 200 ماتوا هذا الشهر، منوهة إلى قول المركز إنه تم تعطيل 22 مركزا طبيا. 

 

وبحسب التقرير، فإن وكالات الإغاثة قالت إن 25 مركزا ضرب منها 8 تعطلت بشكل كامل عن العمل، حيث قال الدكتور بكر: "لا تعمل في الغوطة سوى نسبة 40% من المراكز الطبية".

 

على مشارف الانهيار

 

ونشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها مارتن شولوف، يركز فيه الحديث على استهداف القوات الحكومية السورية وحلفائها للقطاع الصحي في الغوطة الشرقية.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن النظام الصحي في الغوطة الشرقية على مشارف الانهيار التام، بحسب ما أكده الأطباء وعمال الإغاثة هناك، إذ تم استهداف 22 مستشفى وعيادة طبية خلال أسبوع واحد.

 

وينقل الكاتب عن بعض الأطباء في الغوطة الشرقية، قولهم إن ثلاث مستشفيات فقط لا تزال تعمل، إلا أنها مزدحمة بالجرحى، الذين لا يزالون يتدفقون بصورة مستمرة؛ جراء تعرض المنطقة لقصف متواصل من النظام السوري وحلفائه لليوم الخامس على التوالي.

 

وتلفت الصحيفة إلى أن منظمة "أطباء بلا حدود" أكدت أن 13 عيادة ومركزا صحيا، تم تدميرها أو تعرضت لأضرار جسيمة خلال الأيام الثلاثة الماضية.

 

ويعلق شولوف قائلا إن "النظام السوري يستهدف المرافق الطبية جميعها في الغوطة الشرقية المحاصرة، وبشتى أنواع الأسلحة الفتاكة".

 

وينقل التقرير عن مديرة منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان سوزانا سركينن، قولها: "هناك معاناة لا يمكن وصفها، وتم التحضير لها بدقة ومنذ وقت"، أي للتسبب بها، وأضافت أن "الوضع الحالي هو قاتل ونتيجة لاستراتيجية واعية من الحصار والمقاطعة والتدمير غير القانوني للأهداف المدنية، وهو الأسلوب ذاته الذي اتبعته الحكومة السورية وحلفاؤها في حلب ويعيدون تكراره في الغوطة الشرقية".

 

      

 

وتورد الصحيفة نقلا عن مديرة مركز توثيق الانتهاكات في سوريا منى زين الدين، قولها إن "الحكومة السورية تستهدف العيادات والمراكز الصحية بالصواريخ"، وأضافت: "من المهم التشديد على أن النظام السوري يضرب الغوطة الشرقية بشكل عشوائي، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالمشافي والمراكز الطبية فإنه يعمد إلى استهدافها بشكل مباشر، كما أنه يقصفها أكثر من مرة.. لقد شاهدنا كيف قام النظام بضرب النقاط الطبية بصواريخ مباشرة".

 

ويفيد الكاتب بأن مسؤولين في الغوطة لاحظوا كيف تم ضرب ستة مراكز للدفاع المدني، حيث يقول أبو صالح الغوطاني، وهو سائق سيارة إسعاف: "لقد تم استهدافنا مباشرة من الطائرات.. حتى عندما نقوم بسحب الناس من بين الأنقاض أو نعمل على نقل الجرحى إلى المستشفيات يتم استهدافنا بلا رحمة، ينتظرون ليعرفوا مسارنا ثم يقصفون". 

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول أبي صالح إن الدفاع المدني وثق 250 وفاة و1700 جريح حتى يوم الأربعاء.

التعليقات (0)