ملفات وتقارير

حفل راقص في مدرسة بالجيزة.. حلقة جديدة في مسلسل "القيم"

قلص السيسي دور الأزهر منذ اعتلائه للسلطة في مصر - أرشيفية
قلص السيسي دور الأزهر منذ اعتلائه للسلطة في مصر - أرشيفية
أثار حفل راقص نظمته مدرسة خاصة بمحافظة الجيزة بمصر نهاية الأسبوع الماضي، العديد من ردود الفعل حول الاستهانة بالقيم داخل المجتمع خلال السنوات الماضية.

وأكد خبراء ومتابعون أن دلالة مشهد الحفل الذي نظمته مدرسة الليسه بالهرم لتكريم الطلاب المتفوقين وأحيته راقصتين داخل فناء المدرسة، ليس بعيدا عن مشاهد أخرى ظهرت خلال الأربعة أعوام التي أعقبت انقلاب تموز/ يوليو 2013، حيث سبق ذلك حفلات راقصة لاستقبال العام الجامعي الحالي، وأخرى بافتتاح مسجد بمحافظة دمياط ، فضلا عن تكريم واحدة من اشهر الراقصات كأم مثالية في مصر منذ عامين.

من جانبه أكد الباحث المتخصص في علم الاجتماع السياسي الدكتور سيف الدين المرصفاوي لـ"عربي21"، أن الحفل الذي أثار ضجة خلال اليومين الماضيين في مصر، جزء من المشهد السياسي الذي بدأ في تغيير الشكل الاجتماعي للشعب المصري.

وطبقا لتوصيفه فإن هذا الحفل هو انعكاس للحالة العامة التي فرضها رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، لأن الدلالة ليست في كونه مخالفا للقيم المجتمعية وخاصة في ساحات التعليم، وإنما دلالته في أن هناك قطاعات كبيرة من أجل إرضاء النظام الذي زاد من قبضته الأمنية قد تلجأ إلى أقصى اليسار في منظومة القيم للتعبير علي أنها جزء من النظام السياسي الحالي.

ويضيف "المرصفاوي"، أن هناك تجاوزات بلا شك في المنظومة الإدارية داخل مصر، إلا أن تحكم التيار العلماني في صناعة الإعلام والثقافة والفنون توائم مع رغبة السيسي بمحاربة الرمزية الإسلامية للمجتمع، وبالتالي فإن هذا الحفل هو نتيجة لهذا التناغم.

تهميش متعمد

ويضيف أستاذ علم الأخلاق بجامعة القاهرة الدكتور عبد الخالق عباس لـ"عربي21" أن الحرب على منظومة القيم في مصر تم التخطيط لها بعناية، منذ مؤتمر السكان 1994، إلا أن وجود الأزهر ودوره في التصدي لمثل هذه التوجهات كان قويا، وبالتالي لم تأخذ هذه التحركات مساحة مريحة للعمل، فضلا عن انتشار أنصار التيار الإسلامي في مختلف القطاعات، إلا أن الحرب التي شنها السيسي ومازال على الأزهر وتحميله مسئولية ظهور جماعات العنف والسلاح تحت زعم خطابه الديني غير المتجدد، دفع بالأزهر الشريف إلى زاوية ضيقة لم يعد في استطاعته الخروج منها.

ويوضح أستاذ علم الاجتماع أن تهميش الأزهر تزامن مع الحرب المنظمة علي الفكرة الإسلامية في مصر بشكل عام، وتحميلها أخطاء غيرها وبالتالي لم يعد هناك رقيب أو موجه أو معارض لمروجي الفساد الأخلاقي والاجتماعي، بالإضافة إلى الدور الذي يقوم به الإعلام لتغيير شكل المجتمع المصري ونقله من مجتمع محافظ إلى مجتمع منفتح.

ويضيف عباس أن توجه السيسي هو إجبار المؤسسات الدينية في مصر سواء الرسمية مثل الأزهر والأوقاف والإفتاء أو غير رسمية مثل الدعاة والعلماء على الدخول في مسار واحد وهو الوقوف معه فيما يعتبره الحرب على الإرهاب.

وأوضح: "مقابل ذلك ينشغل الإعلام بقصة راقصة أجنبية ارتدت بدلة رقص فاضحة، أو علاقات غير مشروعة بين ممثل وزميلته، أو قضايا غير أخلاقية يتم الترويج لها بأنها جزء من حياتنا المسكوت عنها، وحتى أعمال الكارتون التي يتم ترجمتها للأطفال أصبح كثير منها يحتوي على ألفاظ أو مشاهد خادشة للحياء".

ودعا عباس المسؤولين بوزارة التربية والتعليم إلى تفعيل مادة الأخلاق والتربية الدينية بشكل يستطيع مواجهة التحركات الرامية لتدمير منظومة القيم، كما طالب الأزهر الشريف بعدم الانغلاق علي نفسه والاستجابة إلي ضغوط السيسي لعزله وتهميشه، وأن يعود لممارسة دوره الدعوي والتربوي والمجتمعي لحماية المجتمع المصري من المخاطر التي تحيط به.
التعليقات (1)
امازيغي
الأحد، 04-03-2018 01:39 م
لاعجب في ذلك بعد ان شاهدت وشاهد الجميع رقص المعلمين في شوارع مصر تاييدا للسيسي والتاييد من حقهم لاي طرف لكن ان يرقص المعلمون زبدة المجتمع ادركت ان المصريين يعشقون العبودبة وايحبون من يذلهم ويخرج نسائهم للرقص في الشوارع مع تقديري لشرفاء مصر من لم ترقص زوجته وابنته في الشارع وتحرشن بهن