مقالات مختارة

الأمريكان يحركون مياه الخليج العربي العكرة

محمد صالح المسفر
1300x600
1300x600

وصل الجنرال الأمريكي المتقاعد أنتوني زيني، وتيم لندركنغ نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج العربي إلى الكويت في جولة خليجية جديدة، وعلى قمة جدول أعمال الموفدين "الأزمة الخليجية"، ووصلا أمس إلى الدوحة، والتقيا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ومن الدوحة سينتقلان إلى بقية دول الحصار في محاولة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لحل الخلاف القائم بين قطر ودول الحصار (السعودية والإمارات، والتابعين) ومن تبعهم بسوء.

وتلك خطوة تسبق لقاء الرئيس الأمريكي بقيادات مجلس التعاون في الأشهر القادمة على مستوى ثنائي، يعقبه إن حصل اختراق اجتماع قمة بين قيادات مجلس التعاون والرئيس الأمريكي ترامب في كامب ديفيد.

(2)

أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بصفته الوسيط العربي المرحب به عربيا ودوليا باستثناء دول الحصار في الأزمة الخليجية، وبعد مقابلته للموفدين الأمريكيين "زيني ولندركنغ" أوفد إلى الرياض العاصمة السعودية الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح برسالة خطية إلى الملك سلمان آل سعود، لا شك أنها تتعلق بالأزمة الخليجية والجهود الأمريكية الجديدة، كما نقل الشيخ محمد العبدالله المبارك رسالة مماثلة إلى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تتعلق أيضا بالأزمة الخليجية الراهنة.

السؤال هل ستجد تلك الرسائل الكويتية استجابة من الملك سلمان والمساهمة الفعالة في حل هذه الأزمة الخليجية غير المبررة؟

إن حل الأزمة في تقدير الكاتب بيد الملك سلمان آل سعود، وأتمنى أن يستدعي من أرشيف الدولة السعودية زيارة الرئيس عبدالناصر للملك فيصل في جدة رغم اشتباكهما في حرب مسلحة في اليمن في ستينيات القرن الماضي، وبحكمة الزعيمين ناصر وفيصل توصلا إلى حل أدى إلى إيقاف الحرب بين الطرفين في اليمن، والاعتراف السعودي بالنظام الجمهوري هناك. 

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحيط به دوائر اتهام متعددة، الأمر الذي يجعله مضطربا في قراراته ومواقفه السياسية الداخلية والخارجية، إنه يطلق الكلام على عواهنه، الأمر الذي قد يعقد الأزمة الخليجية الراهنة، البيئة السياسية في البيت الأبيض تعيش في قلق جراء التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص روبرت مولر الذي وسع تحقيقاته لتشمل بعض رجال الأعمال من أصل شرق أوسطي، الذين يعتقد أن لهم صلة بما يجري من عقود وصفقات تجارية مالية مع أطراف على قرب من الرئيس ترامب وعلى وجه التحديد ابنته إيفانكا وزوجها جارد كوشنير،

الأمر الذي انعكس على سير السياسة الأمريكية في الخليج العربي على وجه التحديد والشرق الأوسط عامة.

المثل العربي يقول: "تفاءلوا بالخير تجدوه"، أريد التأكيد على أنني متفائل طول عمرى، لكن تفاؤلي هذه المرة محفوف بالمخاطر انطلاقا من مراقبة ومتابعة تصريحات وتغريدات الرئيس الأمريكي ترامب في شأن السياسة الدولية، إنه لا يمكن ضبطه، مؤكدا أن الأزمة الخليجية الراهنة انطلقت بعد تغريدة قال بها، وخرج القمقم من عقاله، وتم اختراق وكالة الأنباء القطرية وتزوير أقوال نسبت إلى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقد نُفيت تلك الأكاذيب جملة وتفصيلا من جهات قطرية رسمية عالية المستوى، وعلى الرغم من ذلك فرض الحصار على قطر وتأزم الخليج العربي وهي أخطر أزمة تحدث في الخليج حتى اليوم. 

(3)

الشيخ عبدالله القصيمي المتوفى في عام 1996 رحمه الله، كان سابقا عصره حين تحدث عن الذباب، إن ذبابا كبيرا بذيئا قد هجم على أرضنا فراح يصب مواهبه البذيئة على كل البيوت والبراري والقفار  ويعلو طنينه المتحدي فوق كل الأصوات، إنني أتعذب حين أراه وحين أسمع طنينه المتحدي وحين أشعر به "ذباب اليوم أشد خطرا من ذباب القصيمي، لأنه يطير في الهواء بلا أجنحة ولا ريش، إنه ذباب قذر فاجر اخترق كل الحواجز ليرضي نظاما سياسيا هنا أو هناك، ويعمل على تشويه هذا النظام أو ذاك.

الذباب المخلوق يستهدف العيون، "تراخوما"، أما الذباب المعاصر فهو يخترق جماجم البشر ليصيب العقل، لقد تطور الذباب الإلكتروني ليصبح جيشا منظما ينفق عليه بسخاء لتشويه سمعة ومكانة دعاة الحق، والمطبقين لأخلاق وتعاليم الإسلام، وتشويه رموز الفكر وقادته من النخب السياسية العربية.

آخر القول: مطلوب من الملك سلمان عربيا وخليجيا خاصة أن يستخدم مبيدا سياسيا لإنهاء وجود هذا الذباب الإلكتروني، الذي يعمل على تشويه سمعة الدولة السعودية وقادتها بأسلوب مدح يراد به ذم، مطلوب من الملك سلمان أن يعيد الصفاء والألفة والمحبة بين أبناء أهل الخليج خاصة والعرب عامة، برفع الحصار الذي تفرضه الدولة السعودية وحلفاؤها عن قطر ورفع الحصار الظالم الذي تفرضه مصر على قطاع غزة، أتمنى ألا يغادر الملك سلمان الحياة بعد طول عمر إلا وقد حسم هذا الخلاف بين السعودية وقطر من ناحية وبين مصر وغزة من ناحية أخرى، وأن يحسب له الفضل في هذا الشأن وليس لترامب.

الشرق القطرية

1
التعليقات (1)
اينشتاين
الجمعة، 09-03-2018 12:34 ص
الشيخ المسفر كمن أفاق من نومه فلم يجد ساعته ، فإما أنها نزعت من يده ، أو أنه لم يعد يبصر كفاية ، المهم ساعته لم يدق جرسها ففاتته الرحلة التي رأى نفسه جالسا إلى جانب الملك سلمان بابتسامته المعتادة فطلب منه الصفح عن قطر ، إلى أن يعثر المسفر على ساعته يمكننا الانتظار صحبته من دون أن يحالفنا الجظ كما حالفه في مجالسة الملك ، لأننا لا نتصور ولي العهد سيسمح بذلك ، وإلى أن يستفيق الأستاذ المسفر . شكرا والسلام .