حول العالم

ريانا تحتج على دعاية في سنابشات تسخر من ضحايا العنف المنزلي

ريانا لسناب شاب: لقد أنفقتم المال من أجل الترويج لشيء يؤدي بشكل متعمد للإساءة لضحايا العنف المنزلي- جيتي
ريانا لسناب شاب: لقد أنفقتم المال من أجل الترويج لشيء يؤدي بشكل متعمد للإساءة لضحايا العنف المنزلي- جيتي
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا حول ظهور دعاية على تطبيق سنابشات، أبرزت مغنية البوب ريانا في صورة ساخرة تقلل من خطورة العنف المنزلي، وهو ما أثار غضب هذه النجمة، التي عبرت عن استيائها من هذه الدعاية، ما سبب انخفاضا سريعا في قيمة أسهم الشركة المالكة لتطبيق سنابشات.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مستخدمي سنابشات لاحظوا ظهور نافذة دعائية تسألهم عما إذا كانوا يفضلون "صفع ريانا" أو "لكم كريس براون". وقد اتجهت نجمة البوب الأمريكية الخميس إلى أنستغرام، الذي يعد منافسا مباشرا لسنابشات، من أجل انتقاد هذه الدعاية، معتبرة أنها تقلل من خطورة العنف المنزلي. وقد أدى ذلك لانخفاض أسهم شركة "سنابشات إنك"، الشركة الأم المالكة لتطبيق سنابشات، بنسبة أربعة بالمائة.

ونقلت الصحيفة ما كتبته ريانا في بيان نشرته على أنستغرام،  حيث قالت: "أود أن أسمي هذا جهلا، ولكن أعلم أنكم لستم بهذه السذاجة. لقد أنفقتم المال من أجل الترويج لشيء يؤدي بشكل متعمد للإساءة لضحايا العنف المنزلي، ويجعل منهم مثارا للسخرية".

وفي إطار انتقادها لهذه الدعاية، أضافت ريانا أن "هذا الأمر لا يتعلق بمشاعري الشخصية، بل بكل النساء، والأطفال، والرجال الذين كانوا ضحايا للعنف المنزلي في الماضي، وخاصة منهم من لم يتمكنوا من التصريح بهذا الأمر، لقد خذلتمونا، وهذا عار عليكم".

وأشارت الصحيفة إلى أن الفنان كريس براون، الذي يظهر معها في الدعاية، اتهم سنة 2009 بارتكاب العنف الشديد بعد أن عمد إلى ضرب وخنق وعض الفنانة ريانا، وحاول دفعها خارج السيارة. وقد اعترف في النهاية بذنبه في ارتكاب جنحة عنف، وأصدرت المحكمة بشأنه حكما بالسجن لمدة خمس سنوات مع إيقاف التنفيذ.

وأوردت الصحيفة رد المتحدث باسم سنابشات، الذي قال إن "هذه الدعاية مثيرة للاشمئزاز، ولم يكن من المفترض أن تظهر على تطبيقنا. نحن آسفون جدا وقد ارتكبنا خطأ جسيما بسماحنا بمرور هذا الأمر عبر نظام التدقيق عندنا. نحن نعكف الآن على التحقيق حول كيفية حدوث هذا الأمر، حتى نضمن عدم تكرره مجددا".

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدعاية تتعلق بلعبة اسمها "ماذا تفضل؟" أنشئت السنة الماضية على يد المطور دانييل لوليك، الذي صمم في السابق لعبتين لأجهزة الهاتف الذكي، من فئة ألعاب الجرأة والصراحة.

وأضافت الصحيفة أن الكثيرين في متجر ألعاب آبل انتقدوا لعبة "ماذا تفضل؟"، لأنها تطرح أسئلة حول الاغتصاب. وحيال هذه المسألة، قال أحد المستخدمين: "أشعر بانزعاج كبير من بعض هذه الأسئلة، التي تطرح في إطار المزاح، ولكنها تتمحور حول ارتكاب الاغتصاب أو التعرض له، وهذا الأمر ليس نكتة".

ونقلت الصحيفة عن شركة "سنابشات إنك" تأكيدها أن القائمين على هذه اللعبة، الذين قاموا بشراء المساحة الإعلانية للترويج لها، قد منعوا من عرض دعايتهم على التطبيق مستقبلا. وقد فتح هذا التطبيق منصة الدعاية الخاصة به في شباط/ فبراير الماضي، أمام ما يعرف بالطرف الثالث، لبناء برمجيات وشراء المساحات الدعائية.

ونتيجة لذلك، باتت هذه العملية تتم بشكل آلي دون مراقبة بشرية، على الرغم من تعهد الشركة سابقا بالقيام بالتدقيق في هذه الدعايات قبل المصادقة عليها، والتصدي لكل أشكال المحتوى الصادم والفاضح أو المسيء.

وأشارت الصحيفة إلى أن المشاهير، والشخصيات المؤثرة على الشباب، يؤدون دورا كبيرا في الترويج لتطبيق سنابشات، كما أن أسعار أسهم هذه الشركة تتأرجح حسب أداء هذه الشخصيات. وخلال الشهر الماضي، نشرت كايلي جينر، التي قامت بالدعاية لخط منتجاتها التجميلية على هذه المنصة وتعتبر واحدة من أكثر المستخدمين شعبية، تغريدة على تويتر قالت فيها: "هل هناك أشخاص مازالوا يفتحون سنابشات أم أنا فقط؟ إن الأمر محزن جدا". وقد حظي هذا التعليق بأكثر من 377 ألف إعجاب، وتعرضت الشركة في اليوم نفسه لهبوط في أسهمها بنسبة سبعة بالمائة.

واعتبرت الصحيفة أن حادثة الدعاية المسيئة، التي أثارت غضب ريانا وتسببت في جدل، تسلط الضوء على مشكلة أكبر تواجه شبكات التواصل الاجتماعي، وهي عمليات الدعاية التي لا تمر عبر أي نوع من التدقيق والإشراف. وهذا يمثل تحديا حقيقيا لمنصات التواصل، لأنه يعتبر السبب وراء انتشار المحتوى العنصري بين المستخدمين، ونجاح العملاء الروس في شراء المساحات الإعلانية على فيسبوك وتويتر، للتأثير على انتخابات الولايات المتحدة لسنة 2016.

وأضافت الصحيفة أنه في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، توصلت مؤسسة "برو بوبليكا"، في إطار تحقيق استقصائي، إلى أن أصحاب الدعايات على فيسبوك يمكنهم توجيه منشورات تستهدف بشكل مباشر المستخدمين المهتمين بمواضيع معينة، مثل كراهية اليهود.
0
التعليقات (0)