اقتصاد عربي

هذا تأثير رفع الفائدة الأمريكية على اقتصاد الخليج

تعاني أسواق المال الخليجية من تراجع مستويات السيولة وسط تذبذب في أداء مؤشراتها الرئيسية- جيتي
تعاني أسواق المال الخليجية من تراجع مستويات السيولة وسط تذبذب في أداء مؤشراتها الرئيسية- جيتي
أكد خبراء اقتصاد أن رفع أسعار الفائدة الأمريكية سيؤثر سلبا على اقتصادات دول الخليج، خاصة الدول التي تربط عملاتها بالدولار الأمريكي.

وتربط دول مجلس التعاون الخليجي عملاتها بالدولار الأمريكي منذ عقود، مما يحد من فرص تلك الدول في التمتع بسياسات نقدية مستقلة، باستثناء الكويت التي تربط عملتها بسلة من العملات.

وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي (الفيدرالي الأمريكي)، الأربعاء، رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق يتراوح بين 1.5 بالمائة إلى 1.75 بالمائة في خطوة توافقت مع تقديرات الأسواق والمحللين.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رفع الفائدة الأمريكية خلال العام الجاري، بعد 3 زيادات أقرها المركزي في 2017.

وقال الخبراء إن تأثيرات رفع الفائدة، قد تظهر جليا في انخفاض سيولة أسواق الأسهم، إضافة إلى رفع تكاليف الإقراض للأفراد والشركات، وبالتالي تراجع معدلات الاقتراض في القطاع المصرفي، إضافة إلى تراجع الإقبال على الاستثمار في الرهن العقاري.

في أعقاب قرار الفيدرالي، نفذت ثلاثة بنوك مركزية في دول مجلس التعاون الخليجي، رفعا فوريا على أسعار الفائدة، فيما لم يعلن البنك المركزي العماني والقطري حتى الآن أية قرارات جديدة حول أسعار الفائدة.

ورفعت البنوك المركزية في كل من الإمارات والكويت والبحرين أسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية، بينما رفعتها مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" في خطوة استباقيه منذ الخميس الماضي.

اقرأ أيضا: السعودية: قادرون على التعامل مع أي ضغط على ربط العملة

انعكاسات سلبية

مدير إدارة البحوث لدى "أرباح" السعودية لإدارة الأصول، محمد الجندي، قال إن زيادة أسعار الفائدة لها العديد من الانعكاسات السلبية على الاستثمار في الأسواق المالية للأسهم.

"الجندي" قال، إن القطاع السياحي قد يتأثر ولكن بنحو محدود، وذلك بسبب الارتفاع المتوقع في سعر الدولار الأمريكي، مما يزيد التكاليف على السياح من دول لا تربط عملتها بالعملة الأمريكية.

ويرى أن المصارف الخليجية قد تكون الرابح الأكبر من رفع أسعار الفائدة، إذ يسهم ذلك في زيادة هوامش أرباحها مع زيادة تكلفة الاقتراض بالنسبة للأفراد والمؤسسات.

وذكر الجندي أن سلطنة عمان ستكون مستثناة من أية تأثيرات مع عدم إعلانها عن أي تعديلات في سياستها لأكثر من مرة.

وعُمان الوحيدة بين دول مجلس التعاون الخليجي، التي لم ترفع رسميا سعر الفائدة على خلفية قرار المركزي الأمريكي في كانون الأول/ديسمبر 2016، إذ ترى أن دورة الاقتصاد في الولايات المتحدة مختلفة عن دورة اقتصادها المحلي.

اقرأ أيضا: 4 دول خليجية ترفع أسعار الفائدة بعد قرار الفيدرالي الأمريكي

ضغوط تضخمية

المحلل والخبير الاقتصادي، جمال عجيز، قال إنه بسبب ارتباط العملات الخليجية بالدولار، تقوم البنوك المركزية الخليجية برفع فوري لأسعار الفائدة المحلية، في ظل مساعيها للاحتفاظ بالتكلفة الفعلية للاقتراض والإقراض بالعملة المحلية، والمعادل لها بالدولار الأمريكي.

"عجيز" بين أن رفع أسعار الفائدة له تأثير على التضخم، لا سيما أنه يؤدي إلى ارتفاع تكلفة القروض المصرفية على الشركات المقترضة، وبالتالي تزيد تكلفة الإنتاج والخدمات، "لنصل في النهاية إلى رفع في أسعار بعض المنتجات والخدمات، وهو ما يولد ضغوطا تضخمية".

وتظهر بيانات المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، ارتفاع معدل التضخم الخليجي العام بنسبة 2.2 بالمائة على أساس سنوي في كانون أول/ديسمبر 2017، مقارنة بالشهر ذاته من العام السابق.

في الوقت ذاته، قلل "عجيز" من أن يكون التأثير كبيرا على تلك القطاعات، لا سيما أن الزيادة بواقع ربع نقطة مئوية فقط، لكنه حذر في الوقت ذاته من استمرار رفع أسعار الفائدة خلال العام الحالي كما تشير التوقعات بواقع مرتين إضافيتين.

ويتوقع الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة ثلاث مرات إضافية في العام الجاري، بدلا من تقديراته السابقة برفعها مرتين فقط.

وتوقع أن تسجل الفائدة 2.9 بالمائة مقابل 2.7 بالمائة في تقديراته السابقة، على أن تقترب من 3.4 بالمائة بنهاية 2020.

اقرأ أيضا: ما الأزمات التي تنتظر دول الخليج مع تحركات الفائدة الأمريكية؟

زيادة التكاليف

مدير إدارة الأصول لدى "الفجر" للاستشارات المالية، مروان الشرشابي، يرى أن القطاع العقاري يعتبر المتضرر الأكبر من زيادة أسعار الفائدة في دول الخليج، "تلك القرارات ستؤدي إلى زيادة تكاليف الاقتراض، وبالتالي تزيد تكلفة تمويل المشروعات العقارية الجديدة".

"الشرشابي" أشار  إلى أن سوق الأسهم قد تتأثر ولكن بنحو محدود، وقد يظهر ذلك من خلال تراجع في مستويات السيولة، وتوجه بعض المستثمرين نحو الودائع المصرفية.

وتعاني أسواق المال الخليجية من تراجع مستويات السيولة، وسط تذبذب في أداء مؤشراتها الرئيسية، مع تضررها من التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

ويضم مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تضخ نحو خمس معروض النفط العالمي وتعتمد على العائدات النفطية في تمويل إيرادات موازناتها، كلا من السعودية وقطر والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان.
التعليقات (0)