صحافة إسرائيلية

حماس في غزة تثير خلاف جنرالات إسرائيل: الاستئصال أم الحوار

الجنرال غيورا آيلاند: وضع غزة يتطلب مبادرة إسرائيلية، لأنه قد ينفجر في أقرب وقت
الجنرال غيورا آيلاند: وضع غزة يتطلب مبادرة إسرائيلية، لأنه قد ينفجر في أقرب وقت

تناولت الصحافة الإسرائيلية مواقف متباينة لجنرالات عسكريين إزاء الوضع المتفجر في قطاع غزة، فأحدهم طالب بتوجيه ضربة عسكرية قاضية لحركة حماس، وآخر رأى ضرورة الاعتراف بالواقع السياسي القائم هناك.


فقد ذكر الجنرال تسفيكا فوغل القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، أنه لابد من إيجاد واقع جديد في القطاع، موجها غضبه للمستوى السياسي الإسرائيلي بسبب تعامله مع الوضع في غزة، مطالبا إياه بالانتقال من الدفاع إلى الهجوم.


وأضاف في حوار نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "الوضع في غزة لا يعرف الهدوء، وإسرائيل ما زالت تكتفي برد الفعل، المطلوب هو القيام بضربة استباقية ضد غزة، يجب على الفلسطينيين أن يستيقظوا على واقع جديد في القطاع، تكون فيه لإسرائيل السيطرة الكاملة على الوضع والمنطقة، ندخل في قلب القطاع، ونبدأ المس بكل من يهددنا".


وأشار إلى أنه "لا يمكن لإسرائيل الاستمرار بالمعاناة من المعالجات الآنية لكل حدث يشهده القطاع، نحن نريد القضاء على التهديد الحمساوي في قطاع غزة، لا يعقل أن نعيش كل أربع سنوات في ظل عملية عسكرية حسب أجندة وتوقيت الطرف الثاني، لا يمكن الانتظار حتى يتم خروج نفق من غزة ورؤية ما إذا كان سينهار أم لا، لكن من الواضح أن المستوى السياسي الإسرائيلي لا يريد تغيير الواقع في غزة، بل يخاف من تغييره".


فوغل، الذي يعلن بين حين وآخر عن مواقف متشددة إزاء حماس، قال إنه "ليس مغرما بشن الحروب، لكن أي حل لا يعني خضوعا أمام الطرف الآخر، مقبول بالنسبة لي، رغم أنه لا أحد في إسرائيل يجد هذا الحل حتى اليوم، لأننا نجد في الطرف الثاني من لا يريد الجلوس على طاولة المفاوضات، والفلسطينيون لا يريدون الاعتراف بنا، إذن فلنكن أقوياء وننتصر، اليوم نحن لسنا أقوياء، ولا نحقق انتصارا، والطرف الثاني يسمح لنفسه كل يوم بإجراء التجارب، صحيح أن الحياة ليس أبيض وأسود، لكن الحلول هي كذلك، إما أن ننتصر أو لا، نحن في الشرق الأوسط".


فوغل اختتم حواره بتقديم اقتراح بديل للوضع القائم في غزة، بحيث يتم إجبار الطرف الثاني على الاقتناع بأن إسرائيل انتصرت، لأننا حتى الآن لم نحقق انتصارا أمام حماس، التي تحولت عمليا كيانا ذا سيادة، وصناع القرار في إسرائيل يتجاهلون ذلك، آن لنا أن نواجه ذلك بالمبادرة، وليس في حالة الرد على مهاجمتنا.


لكن الجنرال غيورا آيلاند رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق ذكر رأيا مخالفا لسابقه، معتبرا أن وضع غزة يتطلب مبادرة إسرائيلية، لأنه قد ينفجر في أقرب وقت: عسكريا باتجاه إسرائيل، أو مظاهرات نحو الجدار الحدودي.


وأضاف في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "غزة باتت بحكم الأمر الواقع دولة مستقلة منذ 11 عاما، لأنها أصبحت تملك أرضا وحكما قائما وسياسة خارجية وجيشا، لكن إسرائيل ليس لديها مصالح فيها، سواء كانت سياسية، أو اقتصادية، مصلحتها الوحيدة تتمثل بالرغبة بالحفاظ على الهدوء".


وأشار آيلاند، الذي يعتبر من أكثر الجنرالات الإسرائيليين دراية بغزة، أن "إسرائيل مطالبة بتغيير سياستها تجاه غزة، وتعترف أنها تجاور كيانا سياسيا مستقلا، وقد وصلت حماس للحكم عبر انتخابات ديمقراطية ، وعلى إسرائيل أن تشجع الدول العربية والغربية على إعادة إعمار غزة، بإشراك حماس، وليس بتجاهلها، فكلما شهدت غزة المزيد من محطات الطاقة والتحلية، ستكون حماس مكبوحة الجماح".

0
التعليقات (0)

خبر عاجل