مقالات مختارة

المداخلة.. ومنطق احتكار السُّنة!

حسين لقرع
1300x600
1300x600

يبدو أن السلفيين المداخلة في الجزائر، وفي مختلف بلدان العالم أيضا، قد أصبحوا يفكّرون بمنطق “من ليس معي فهو ضدّي”، لذلك لم يعودوا يتحرَّجون من إقصاء شتى الفِرق الإسلامية المخالِفة لهم من دائرة أهل السُّنة والجماعة، وحصْرِ ذلك في فرقتهم وحدها والادِّعاء بأنها هي “الفرقة الناجية” التي تحتكر الحق وتدخُل الجنة، وما عداهم من فِرق “أهلُ ضلالٍ وبِدع وأهواء”!


ما معنى أن يطعن الشيخ فركوس في شتى الفِرق الإسلامية المعروفة كالأشاعرة والصوفية والإخوان المسلمين وجماعة الدعوة والتبليغ، بل حتى السلفية التي ترفع رايات الوطنية والحزبية.. ويحكم عليها بالخروج من دائرة أهل السُّنة والجماعة؟! من أعطاه الحق في إقصاء الآخرين والزعم –ضمنيا- بأنَّ الفرقة التي ينتمي إليها هي فقط من تنتسب إلى السُّنة وتحتكر الحق؟! إذا لم يكن الإخوان والتبليغ والصوفية والأشعريون وغيرُهم.. من أهل السُّنة والجماعة، فإلى من ينتمون إذن؟!


إنها قمّة الشطط والغلوّ ورفض الآخرين الذين لا يحملون القناعاتِ والأفكار نفسها والتشنيع عليهم وبخسهم حقهم وإنكار كل فضلٍ لهم على الأمة.. هو منطقٌ احتكاري يمارس الوصاية على السُّنة الشريفة ويدّعي احتكار تمثيلها، وينكر على شتى فِرق المسلمين حقّها في الاختلاف..


تُرى أين المصلحة في تقسيم الأمة إلى سلفيين مداخلة ينتمون وحدهم إلى أهل السُّنة والجماعة، وباقي الفِرق التي لا تنتمي إليهم كما يزعم شيوخ هذا التيار؟ ما الذي يمكن أن تجنيه الأمَّة من هذه التصنيفات الإقصائية الاتهامية والعدائية غير تغذية الفتن والانقسامات والاصطفافات التي لا تزيد المسلمين إلا تباعدا وتدابرا وتباغضا وعداوات مجانية؟


الأمة الإسلامية الآن تعيش أسوأ أحوالها، وتعاني الكثير من الأمراض التي جعلتها في ذيل ترتيب أمم العالم، وفي مقدمتها الفقر والجهل والتخلف واستبداد الحكام والخلافات القُطرية والاضطرابات والفتن الطائفية والمذهبية، وتغوّل الاحتلال الصهيوني الذي ابتلع فلسطين ووضع يده على المقدّسات، وانحياز أمريكا والقوى الكبرى إليه… وعوض أن يفكّر علماء الأمة وفقهاؤُها في كيفية المساهمة في إنقاذها وانتشالها من براثن التخلف والفوضى والفتن، وهو أحد أهمّ واجباتهم، أصبحوا يساهمون في تعميق انقساماتها وضعفها من خلال مثل هذه التصنيفات التي لا فائدة تُرجى منها ولا تزيد عامّة المسلمين إلا ارتباكا وحيرة.


ماذا كان يضرُّ الشيخَ فركوس لو احترم حق كل فرقةٍ من الفرق الإسلامية، القديمة والحديثة معا، في الاختلاف والتمايز وغلّب لغة التعايش ومنطق “لكم دينكم ولي دين”، وترك أمرَ الجميع إلى الله؛ فهو وحده “أعلمُ بمن اتقى”؟!


ختاما، ندعو عامَّة المسلمين، وهم السواد الأعظم من هذه الأمة لحسن الحظ، إلى أن يواصلوا النأي بالنفس عن هذه التصنيفات المقسِّمة لصفوف الأمة الواحدة.. لا تكترثوا بمن يقول: نحن سلفيون أو نحن إخوانٌ أو صوفية أو أشاعرة… واكتفوا بالقول: نحن مسلمون وكفى.

 

الشروق الجزائرية

6
التعليقات (6)
اينشتاين
الثلاثاء، 27-03-2018 11:19 م
بالنسبة لمحب فلسطين : مشكلتنا هي التحزب ، نم هنيئا مع الشعارات ، وهل جنينا شيئا من الشعارات ؟
محب لفلسطين
الإثنين، 26-03-2018 11:03 م
الرئيس هواري بومدين ـــ رحمه الله تعالى ـــ قال :" كلما صاحت عنزة في الجبل قلتم لي: العدو دخل للجزائر " كذلك كلما تحرَّك وصاح قزم خزوع كلما قلتم :قضى ودمِّر ومحق وسحق ومزّق وفرّق........لن يستطيع فعل شيء ، لأنه مأجور وسوف يصبح مفجور مقبور ، أين فرعون ؟وأين كل طواغيت الأرض؟ كلُّهم في مزبلة التاريخ ، وأهل الإيمان يملؤون الآفاق وفي ربوع العالم وبدون مسميات ، لا ، هو يريد أن يقضي على الإسلام وليس على الإخوان المسلمين ، والإخوان المسلمون لن يستطيعَ أحدٌ القضاء عليهم ، ببساطة هي فكرة ـوالفكرة محلّها الرأس : قال قائلهم : مزِّقْ جسَدِي أَلْهِبْ أضْلُعِي لن تستطيع حصار فِكْرِيَ ساعةً ، إنَّ فرنسا سحقت كل شيء يُسمّى إسلام لدرجة أنه حوّلت كل مساجد الجزائر إلى كنائس وحانات لبيع الخمور واسطبلات للخنازير ـ أكرمكم الله ــ لكن أين فرنسا الآن ، وتعال زُرْ المساجد في الجزائر الآن....إنها قصور منيفة شماخةً ، وبعضها يكاد يمتلئ في صلاتي الصبح والعشاء.بالشباب المعتدل المحب لوطنه ودينه......السيسي يستطيع فقط القضاء على نفسه ، لأنه كائت يحمل بذور فنائه في داخله وهو لايدري اليوم أو غدا اسألوا التاريخ عمن حكموا مصر في العصر الحديث فقط ، أين هم ـــ رحم الله الجميع ـ إن الله يُمْهِل ولايُهْمِل ،غدا تعود مصرُ لأهلها ـــ إن شاء الله تعالى ــ بِعِزِّ عزيز، أو بِذُلِّ ذَليلٍ، واعطوا القوس باريها ـ يارب.اهد هذا الفركوس
اينشتاين
الإثنين، 26-03-2018 06:59 م
التطرف الذي ألصقوه بالمسلمين عموما والشباب المحب لشعار السلفية خصوصا مصدره النظام السياسي السعودي ، الغرض الأساسي هو الحفاظ على العرش ، لذلك حاصروا كل الحركات التحررية قومية وإسلامية بغض النظر عن طبيعتها وأهدافها ، حاصروها بفكر التطرف تحت شعار " السلفية " الذي يمجد الولاء للحاكم إلى أبعد الحدود " القول ما قال الملك " ، ووجب التحري فيما يخص العلاقة بين آل سعود ومحمد بن عبد الوهاب ، السياسيون السعوديون ألصقوا التطرف الفكري بمحمد بن عبد الوهاب وهو بريء منهم ، لذلك وجب التحري وعدم الانسياق وراء أي كلام لا يستند إلى دليل ، الأصل في المسألة أن محمد بن عبد الوهاب بريء إلى أن يثبت العكس ، والدليل على من ادعى ، هذا ما تعلمناه من ديننا الحنيف ، وشخصيا لا أتصور الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ولا الشيخ ناصر الدين الألباني ، يرضيهما الصورة التي آلت إليها السلفية المدخلية المرتبطة بدوائر السياسة السعودية والإماراتية حد النخاع .
اينشتاين
الإثنين، 26-03-2018 06:46 م
وصف الناس بالكلاب ليس من أخلاق المسلم ، السب والشتم تحت أي طائل ليس من شيم المسلم ، سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم خير دليل ، فبمن نقتدي ؟ أما ملف " المداخلة " فهو طبعة سعودية ، الغرض من إخراجها وتأطيرها سعوديا وإماراتيا وحتى أمريكيا هو غلصاق التهمة بالمسلمين وتسويد صورتهم ، اسألوا المداخلة أينما وجدوا عن موقفهم من مشروع ولي العهد محمد بن سلمان بخصوص الفكر " السلفي " الذي شوهوه عمدا ؟ التحضير على قدم وساق لتصفية الملف من خلال مسح آثار الجريمة في رقاب الأبرياء من الشباب الذين انساقوا وراء الشعار العريض الطويل الذي شهروا له طويلا ، لا أشك في أن آلاف الشباب المنهك سيصطدم بمستقبل المسار الذي رسموه لولي العهد ، العرض جاهز والصور ستكون مرعبة ، لقد لعبوا بشبابنا في الجزائر لما كان علي بن حاج هو شيخ السلفية في الجزائر بداية تسعينيات القرن الماضي وألصق الاستبداد التهمة بالإسلام مستغلا سذاجة الكثيرين الذين انساقوا وراء الشعارات ، اسألوا شيوخ السلفية : قشي ، مراني ، بن عزوز زبدة ، الهاشمي سحنوني ، وابحثوا عنهم اليوم ؟ استرجعوا إن شئتم خطاباتهم باسم السلف والسنة ، اليوم نحن على موعد مع طبعة جديدة باسم السنة والسلفية " المداخلة " ، بن سلمان على موعد مع العرض المسرحي الجديد طبعة العقد الثالث من القرن الواحد بعد العشرين . المشكلة في أن كثيرا من المسلمين تحزبوا وقاربوا المشهد من زاوية " البولتيك " ، تذكرون السيد أبو جرة سلطاني بلحيته المميزة ثمانينيات القرن الماضي ، والسيد عبد الله جاب الله الذي كان يتكلم في جموع الشباب لأكثر من ست ساعات من دون أن يقول شيئا ، وأمثالهما كثير ، ماذا قدموا للجزائر ولأمة التوحيد ؟ أين هم من قواعد المجتمع الصلبة ؟ اسألوا هؤلاء وأولئك عن أثرهم في حدود المجتمع الجزائري ، أما السلفية المدخلية ، فاسألوها عما فعل دونالد ترامب بولي الأمر محمد بن سلمان الذي ضاق بعقيدة التوحيد وأحكام القرآن الكريم ، فراح يبشر السعوديين بعصر جديد كله لهو وفسق ومجون .
محب لفلسطين
الإثنين، 26-03-2018 02:11 م
هذا نوع من التكبر والمكابرة والكِبْر ، هذا النكرة يثير هذه الفتن حتى يُلْفَت إليه ،لإنه مجهول الأصل والهُوية معروف الهاوية.......جهلة ، فَسَدة ، الرعاء يتطاولون في الفتن ، يقول عليه الصلاة والسلام :" الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها "العيب في الأنظمة الحاكمة التي تغذي هذا الخلاف وهذا الصراع وهذه العداوات حتى ينشغل هؤلاء بأنفسهم ، وبالتالي ينشغلون عن السُّلَط وفسادها ،وهذه سياسة فرِّقْ تسُدْ