صحافة إسرائيلية

التفوق الديموغرافي الفلسطيني يبدد الصورة اليهودية لإسرائيل

 البروفيسور أرنون سافير: الأرقام ليست جديدة، ولدي اعتقاد أن هناك أغلبية عربية فلسطينية على نظيرتها اليهودية
البروفيسور أرنون سافير: الأرقام ليست جديدة، ولدي اعتقاد أن هناك أغلبية عربية فلسطينية على نظيرتها اليهودية

تواصلت التحذيرات الإسرائيلية من الانعكاسات المتوقعة للإحصائيات التي أعلنتها الإدارة المدنية الإسرائيلية عن تساوي أعداد العرب واليهود داخل إسرائيل، وإمكانية تأثيرها على صورة الدولة في المستقبل.


فقد ذكر آتيلا شومفلبيه، الكاتب بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن المعطيات الديموغرافية الأخيرة تعني أن إسرائيل في الطريق لأن تصبح دولة واحدة، ما يشكل كابوسا للحركة الصهيونية.


ونقل في تقريره، الذي ترجمته "عربي21"، عن عضو الكنيست أحمد الطيبي من القائمة المشتركة، أن هذه الأرقام تؤكد أن من يقضي على خيار حل الدولتين سيجد نفسه مضطرا أمام سيناريو الدولة الواحدة، معبرا عن رأيه بأن هذه الأرقام تؤكد أن الواقع القائم في إسرائيل يعني أنها باتت دولة واحدة ثنائية القومية، فإما أن تكون نظام أبارتهايد للفصل العنصري، أو كيانا متساويا في الحقوق لكل مواطنيه؛ لأنه في حال أفسح المجال للمعطيات الرقمية وحدها أن تحدد شكل الدولة، فإن الفلسطينيين سيكونون الغالبية في إسرائيل.


وكان الجنرال أوري مانديس، مساعد رئيس الإدارة المدنية الإسرائيلية، أعلن أول أمس أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أن عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة خمسة ملايين نسمة، باستثناء فلسطينيي شرقي القدس، وبين البحر المتوسط ونهر الأردن يعيش 6.5 مليون مسلم.


عالم الديموغرافيا، البروفيسور أرنون سافير، قال إن الأرقام ليست جديدة، ولدي اعتقاد أن هناك أغلبية عربية فلسطينية على نظيرتها اليهودية، ما يجعل إسرائيل تعيش في ظل خطر وجودي، محذرا أن التوجهات الحزبية لبعض القوى السياسية فيها بضم الضفة الغربية تعني في النهاية وضع حد لدولة إسرائيل.


لكن يغآل ديملوني، مساعد رئيس التجمع الاستيطاني "يشع"، طالب بعدم خوف الإسرائيليين من هذه المعطيات الرقمية، معتبرا ما صدر حملة ديماغوغية هدفها سياسي لإخلاء تجمعات استيطانية بالضفة الغربية.


واتهم الإدارة المدنية بالاعتماد على أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، مطالبا باقتطاع قطاع غزة من الإحصائيات الرسمية الإسرائيلية؛ لأن فيه مليوني نسمة، وفي هذه الحالة سيكون اليهود هم الأغلبية؛ لأن إسرائيل حين أقيمت قبل سبعين عاما كان هناك ستمئة ألف يهودي فقط، ومليونا عربي.


يعكوب فاتيلسون، الكاتب بصحيفة إسرائيل اليوم، شكك في هذه الأرقام؛ لأنه ليس هناك تنسيق بين الجهات الإسرائيلية صاحبة الاختصاص في المسألة الإحصائية، لا سيما وزارة الداخلية والجهاز المركزي للإحصاء.


وأضاف، في مقال ترجمته "عربي21"، أن المعطيات التي نشرت مؤخرا تشمل الفلسطينيين المقيمين في الخارج منذ عشرات السنين، زاعما أنه في السنوات الخمسين الأخيرة وصل عدد الفلسطينيين الذين تركوا الضفة الغربية وقطاع غزة قرابة ثمانمئة ألف.


البروفيسور سيرغيو ديلا-فرغولا، خبير الإحصاء الديموغرافي في الجامعة العبرية بالقدس، قال لصحيفة معاريف إن المعطيات الرقمية التي قدمتها الإدارة المدنية لا تكذب، بل إنها أقرب ما تكون للواقع.


وأضاف، في مقال ترجمته "عربي21"، أن هناك 13 مليونا يعيشون في هذه البلاد، بينهم 6.5 مليون يهودي، وأكثر من 1.8 مليون عربي، والباقون في الضفة الغربية، بما يعادل 2.6 مليون نسمة، و1.8 مليون في قطاع غزة، و350 ألفا في القدس، مع فرضية خصم ثلاثمئة ألف فلسطيني من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة يعيشون خارج البلاد منذ سنوات طويلة، سواء في دول الشرق الأوسط أو الغرب.


وأشار إلى أنه بعد إجراء بعض التصويبات يمكن القول إن أعداد العرب واليهود تقترب من التساوي، مؤكدا أن الميزان الديموغرافي يلعب دورا مركزيا في تحديد صورة الهوية القومية لإسرائيل، بحيث إن سيطرتها على مزيد من الأراضي تعني أن تكون هويتها أقل يهودية، وفي حال أرادت تعزيز هذه الهوية يحب أن تتنازل عن مزيد من الأراضي.

 

اقرأ أيضاضجة بإسرائيل بسبب إحصاءات تساوي عدد الفلسطينيين باليهود

0
التعليقات (0)