ملفات وتقارير

تنظيم الدولة يكثف هجماته بالعراق وتخوف من "اجتياح جديد"

لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أعربت عن تخوفها من عودة تنظيم الدولة لاجتياح العراق- أرشيفية
لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أعربت عن تخوفها من عودة تنظيم الدولة لاجتياح العراق- أرشيفية

عاد تنظيم الدولة في العراق إلى اعتماد أساليبه التقليدية، في تنفيذ الهجمات على قوات الأمن العراقية، وذلك عبر الاعتماد على لكمائن وطريقة حرب العصابات التي كان ينتهجها قبل 2014.


وفي التاسع من كانون الأول/ ديسمبر 2017، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن "قواتنا سيطرت بشكل كامل على الحدود السورية العراقية ومن هنا نعلن انتهاء الحرب ضد داعش".


ولعل ما يثير التساؤلات، هو العودة السريعة للتنظيم في أكثر من مدينة عراقية وتنفيذه هجمات أوقعت العشرات من القتلى في صفوف القوات الأمنية، وذلك بعد نحو ثلاثة أشهر من إعلان العراق "انتهاء الحرب" ضد تنظيم الدولة.

 

اقرأ أيضا: تنظيم الدولة يباغت القوات العراقية بهجوم عنيف قرب كركوك

وكانت آخر هجمات تنظيم الدولة، قتله خمسة عناصر من القوات العراقيّة، بكمين نصبه لهم، غربي مدينة الموصل بمحافظة نينوى، حسبما أفاد مصدر أمني مسؤول، اليوم الخميس.


أسباب عودة التنظيم


وحول أسباب عودة نشاط تنظيم الدولة، رأت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، أن "تنظيم في العراق جاء نتيجة مشروع خارجي وتعاون داخلي، إذ أن الخلافات السياسية العراقية، والتدخلات الخارجية فيها هي التي تتحكم بذهاب وقدوم التنظيم".


وقال عضو اللجنة حامد المطلك لـ"عربي21" إن "تحرير العراق من التنظيم لم يكتمل، لأن الخلافات السياسية التي جاءت به لم تنته بعد، وتصرفات الجهات الرسمية وبعض الفصائل المسلحة، ما زالت موجودة، وستكون عونا لعودته مرة أخرى".


وعن تنفيذ التنظيم هجمات بطريقة الكمائن، بعدما أعلن العراق إنهاءه في المدن والصحاري، قال النائب إن "التنظيم بالتأكيد لديه خلايا نائمة، ولم تكن المدة الزمنية والاستقرار الأمني والسياسي كافيين لتصفية جميع هذه الخلايا". 

 

اقرأ أيضا: مقتل وإصابة ضباط وجنود عراقيين بكمينين لتنظيم الدولة

وأوضح أن "الكثير من عناصر التنظيم اختفوا في مناطق جنوب العراق أو في إقليم كردستان، وكذلك خارج الحدود وفي سوريا والصراع الإقليمي فيها، كل ذلك يثير الشكوك حول بقاء التنظيم".


وتحدث النائب عن أسباب أخرى لعودة التنظيم، قائلا إن "الحكومة غير قوية بما فيه الكفاية، وعدم امتلاكها قوات مبنية على أسس المواطنة والقانون، كي تفرض سيطرتها وهيمنتها، كلها أسباب لا تُمكن من القضاء على تنظيم الدولة".


وشدد على ضرورة "حصر السلاح بين القوات الأمنية الوطنية، وعدم تركه منفلتا، وتطبيق القانون بالعدل، وإنهاء التهميش والإقصاء والاستيلاء والتعدي، حتى يتعاون جميع المواطنين مع القوات الأمنية لصالح أمنه واستقراره".


وحول التخوفات من عودة تنظيم الدولة لاجتياح العراق، قال المطلك إن "كل شيء ممكن، ما دام مشروعه يعمل في البلد وسوريا واليمن ومناطق أخرى، إضافة إلى غياب دولة القانون، وانتشار السلاح بيد جهات تخرق هيبة الدولة وتعتدي على المواطنين".


إقليم كردستان قلق


وعلى الصعيد ذاته، أعرب مستشار مجلس أمن إقليم كردستان مسرور البارزاني، الأربعاء، عن قلقه من تصاعد نشاطات تنظيم الدولة، داعيا العراقيين إلى ضرورة "تطبيع الأوضاع في المناطق المتنازع عليها وعدم تكرار العوامل التي أظهرت الإرهاب".


وقال مسرور البارزاني خلال لقائه القائد العام الجديد للتحالف الدولي الجنرال وولتر باييت في أربيل، إن "إقليم كردستان سيبقى في جبهة مواجهة الإرهاب بجميع إمكانياته"، بحسب بيان له.

 

اقرأ أيضا: تنظيم الدولة يعدم 8 من الأمن العراقي و "الحشد" يستنفر

ونشر تنظيم الدولة، السبت، مجموعة صور لعمليات إعدام جماعي بحق ثمانية من قوات الشرطة الاتحادية، كان قد اختطفهم بكمين نصبه على الطريق الرابط بين العاصمة بغداد ومحافظة كركوك.


ونعى قائد قوات الشرطة الاتحادية، رائد شاكر جودت في بيان صحفي القتلى بالقول إن "العدو الإرهابي الجبان أقدم على قتل أسرانا الذين تم اختطافهم وهم عزل من السلاح"، بحسب بيان له.


ودعا قائد الشرطة مقاتليه إلى "توخي الحذر، وعدم الركون، واعتماد اليقظة، وترصد المخاطر ونوايا العدو الغادر الجبان"، داعيا القوات المسلحة بـ"مطاردة فلول الإرهاب المتبقية وتدمير أوكارهم وخلاياهم المسمومة بكل عزيمة وثبات واقتدار".


وباغت تنظيم الدولة، الأربعاء الماضي، القوات العراقية بهجوم عنيف، على أطراف قضاء طوز خورماتو جنوب كركوك، فيما قتل وأصيب 25 شخصا بهجوم مسلح على باص يقل مدنيين في المحافظة ذاتها.


يذكر أن تنظيم الدولة، كان قد هاجم في منتصف الشهر الجاري، قوات أمنية عراقية في محافظتي ديالى وصلاح الدين، ما أدى إلى مقتل سبعة منهم بينهم ضابطان، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.


وحذر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس الثلاثاء، من محاولة تنظيم الدولة شن هجمات مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية في 12 أيار/ مايو المقبل.

التعليقات (1)
جمال الجمال
الجمعة، 30-03-2018 03:43 م
يجب تطهير العراق من خونة الشيعة