ملفات وتقارير

"المصري اليوم" تعتذر عن تغطيتها للانتخابات بعد هجوم شرس

أثارت الانتخابات المصرية جدلا بعد تحشيد المواطنين بشكل إجباري وفقا للمراقبين - جيتي
أثارت الانتخابات المصرية جدلا بعد تحشيد المواطنين بشكل إجباري وفقا للمراقبين - جيتي

تتعرض صحيفة "المصري اليوم" المصرية المستقلة لحملة إعلامية وسياسية شرسة، وتقديم بلاغات قضائية ضد الصحيفة بسبب تغطيتها للانتخابات الرئاسية، التي أكدت فيها إجبار المواطنين على التصويت بالترغيب والترهيب.


وكانت "المصري اليوم" قد نشرت في صدر صفحتها الأولى يوم الخميس عنوانا يقول: "الدولة تحشد الناخبين في آخر أيام الانتخابات .. الوطنية تلوح بالغرامة.. مسؤولون يعدون بمكافآت مالية.. وهدايا أمام اللجان".

 

اتهامات "حقيرة" لأجهزة الدولة

 

وعلى الفور تقدم المحامي المقرب من الأجهزة الأمنية "سمير صبري" ببلاغ للنائب العام ضد الصحيفة، قائلا إن عنوانها المسموم المغرض أهان المصريين جميعا، ووجه اتهامات حقيرة لكل أجهزة الدولة ومؤسساتها يعف اللسان والقلم عن ذكرها، مضيفا أن هذا العنوان يشكل عددا من الجرائم الجنائية والصحفية ليفسد العرس الانتخابي الذي أذهل العالم!".

 

وعلى الفور، قرر النائب العام المستشار "نبيل صادق" إحالة البلاغ إلى نيابة أمن الدولة العليا لمباشرة التحقيق فيه.

 

وقال النائب العام في بيان له الجمعة، إن مقدم البلاغ اختصم الجريدة ورئيس تحريرها وطالبا بالتحقيق فيما نشرته، معتبرا أنه يشكل جرائم جنائية وصحفية انطوت على إساءة وإهانة المصريين ومؤسسات الدولة، يعاقب عليها القانون وتستوجب تحقيقا فوريا.

 

هجوم شرس

 

وأثارت تغطية الصحيفة جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث هاجمها مؤيدو النظام وطالبوا بغلقها بتهمة الخيانة والانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، بينما أشاد معارضون بتغطيتها للانتخابات.

 

وعلق الاعلامى "عماد الدين أديب" على الأزمة قائلا إنه الصحيفة أرادت توصيل رسالة سياسية وليست مهنية، مضيفا، خلال حواره مع قناة "تن" يوم الخميس، أن تغطية "المصرى اليوم" لم تكن متوازنة وأثارت زوبعة دون أدلة".

 

كما نشرت صحيفة "الدستور" المقربة من الأجهزة الأمنية تقريرا بعنوان "بعد فضيحة المانشيت.. لمصلحة من يعمل صلاح دياب؟" في إشارة إلى مؤسس "المصري اليوم".

 

تدليس على القارئ

 

وأعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام (حكومي) تلقيه شكوى ضد "المصري اليوم"، معتبرا أن عنوانها حمل تدليسا على القارئ وتلاعب بالألفاظ بما تحمله من إهانة للشعب المصري".

 

وأكد "جمال شوقي" مقرر لجنة الشكاوى بالمجلس عقد اجتماع السبت القادم لمناقشة هذه الشكاوى، والتحقيق فيها ورفع تقرير بشأنها إلى المجلس لاتخاذ القرار المناسب.

 

كذلك أعلن نقيب الصحفيين "عبد المحسن سلامة" فتح تحقيق في هذه الواقعة، مشيرا، في مداخلة مع التلفزيون المصري أن الظرف الحساس هو ما خلق نوعا من اللبس حول عنوان "المصري اليوم".


#متضامن_مع_المصري_اليوم

 

وفي سياق متصل، تقدم الصحفي "محسن سميكة" باستقالته من "المصرى اليوم" اعتراضا على هذا العنوان قائلا عبر "فيس بوك": "وصلت الأمور إلي نفق مظلم يصعب معه تحمل مواقف سياسية وليست مهنية يتم فرضها على صفحات الجريدة وآخرها مانشيت اليوم".

 

كما نشرت صحيفة الأهرام بيانا أصدره صحفيون بـ "المصري اليوم" يوم الخميس، أعلنوا فيه تبرأهم من العنوان واعتبروه غير مهني ولا دليل عليه، مؤكدين أنه أهاج الدنيا وأدخل الصحيفة في طريق الاتهامات والتخوين والتقاضي أمام المحاكم".

 

وفي مقابل هذه الهجمة الشرسة، أعلن صحفيون وأعضاء بمجلس نقابة الصحفيين تضامنهم مع الصحيفة عبر هاشتاج #متضامن_مع_المصري_اليوم، أكدوا خلاله أن عنوانها كان مهنيا.

 

وقال عضو مجلس نقابة الصحفيين، عمرو بدر: "قبل الثورة كنا نهاجم التزوير والرشاوى بشكل حاد ولم تعترض السلطة، اليوم مجرد مانشيت مهني ومتوازن يزعج السلطة ورجالها ويخلق حالة هياج عجيبة".
وكتب عضو مجلس النقابة محمد سعد عبد الحفيظ: "تحية لكتيبة المصري اليوم.. عنوان مهني معبر

عن حالة الهلع التي أصابت الدولة قبل ساعات من نهاية العرس".

 

تراجع واعتذار

 

وإزاء هذا الهجوم، سارعت "المصري اليوم" إلى تغيير عنوان صفحتها الأولى في الطبعات اللاحقة، إلى عنوان آخر يشيد بتفوق السيسي الساحق في الانتخابات!.

 

وقدم العضو المنتدب "للمصرى اليوم" عبد اللطيف المناوي اعتذارا عن عنوان الصحيفة، معبرا، عبر قناة "دي إم سي" مساء الخميس، عن أسفه بصفته الوظيفية والشخصية لعدم اختيار الألفاظ المناسبة مهنيا وسياسيا.

 

وأوضح "المناوي" أن العنوان كان يقصد الدولة بمفهومها العام وليس الحكومة، وحينما تحدث عن الحشد قصد تشجيع المواطنين على المشاركة وليس تزوير الإرادة الشعبية.

 

كما قال رئيس تحرير "المصري اليوم" محمد السيد صالح، إن العنوان لم يقصد الحشد في اتجاه مرشح بعينه، مضيفا، في مداخلة مع التلفزيون المصري مساء الخميس، أن دعوات الجهات الرسمية إلى المشاركة والتلويح بتوقيع الغرامة كلها تعد حشدا إيجابيا".

 

كذلك قدمت الصحيفة اعتذارا ضمنيا عن عنوانها، حيث قالت في بيان لها، نشرته على صدر صفحتها الأولى يوم الجمعة: "نؤكد أننا قصدنا الحشد الإيجابي لزيادة نسبة المشاركة الفاعلة كما تفعل الدول الكبرى".

 

ووجهت الصحيفة رسالة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي قائلة: "نبارك لك فوزك وندعمك ونساندك، كنا كذلك وسنظل على عهدنا، وإن كان قد أسيء فهم مانشيت أمس أو استخدمه البعض للوشاية بنا، فنحن لسنا المسؤولين عن التفسيرات المغلوطة".

التعليقات (1)
مصري جدا
السبت، 31-03-2018 02:53 ص
المصري اليوم مملوكة لرجل الاعمال صلاح دياب ،، وهو رجل النظام وبامتياز ،، وقد تم اعتقاله مع ابنه منذ عامين ودفع الملايين ثمن الافراج ،،، لكن ربما اراد رئيس التحرير ان يكون الشكل العام للجريدة مقبول وسط هذه الهرولة المخزية للاعلام عموما ،، فنقل ما يحدث فعلا ،،، لكن نظام السيسي والسيسي شخصيا لا يريد إلا ان يكون الكل عبيد وعبيد اذلاء ،،، اتصور انهم يقولون الان الله يرحم ايام مرسي ،،، والبعض يقول اللهم اذقهم البآس بما قدمت ايديهم ،،،