كتاب عربي 21

25 مليون ناخب.. وبودرة العفريت

آيات عـرابي
1300x600
1300x600
كما حدث في فيلم "سر طاقية الإخفا" حين وجد عصفور بالمصادفة بودرة العفريت، واستطاع عن طريقها تحقيق بعض النجاحات الصحفية، ليحظى بالترقية والنجاح الوظيفي، لتقبل خالته عرضه للزواج من ابنتها. 

فيبدو أن الانقلاب في مصر قد توصل إلى "بودرة عفريت"، استطاع بها إخفاء الـ25 مليون ناخب، الذين يدعيهم. 

ويبدو أن الانقلاب اكتشف منجما ضخما حصل منه على كمية كبيرة من "بودرة العفريت"، مكنته من إخفاء 25 مليون ناخب، وإغراق اللجان بهم دون أن يراهم الشعب. 

والحقيقة أنني لا أعرف، هل أصبح الواقع بعد انقلاب يونيو 2013 مربوطا إلى هذه الدرجة بأحداث الأفلام، أم أن القائمين على تلك الأفلام كانوا عباقرة، استطاعوا نسج أحداث تنبأوا فيها بمواقف مستقبلية؟ 

وأنا في الحقيقة أستغرب مع كل هذه الكمية الهائلة من "بودرة العفريت"، لماذا احتاج الانقلاب إلى مشاهد الرقص، وإلى استئجار بعض فرق الرقص الشعبي في بعض اللجان؟ 

طالما امتلك القوم هذه الأطنان من بودرة العفريت التي ألقوها على الناخبين، وأخفوا بها زحفهم إلى اللجان، فلم كانت كل تلك المصروفات؟ 

لماذا كانت تلك المليارات التي أنفقوها على لافتات ربما فاق عددها عدد السكان في مصر؟ ولماذا كانت تلك التغطية التي أظهرت اللجان الخاوية حتى مع الحرص على أخذ لقطات مقربة حاولوا بها تضخيم عدد الحضور؟ 

إن هذه الجحافل الخفية من الناخبين السريين الذين لم يرهم أحد، لتذكرنا بمشهد من الفيلم ذاته، حين وقعت "طاقية الإخفا" في يد الممثل الشرير الذي لعب دوره "توفيق الدقن"، فأمسك بتلابيب الممثل الطيب "عصفور"، وظل يضربه محاولا إجباره على ترديد أن العلبة فيها فيل! 

إن الانقلاب يبدو كمن يمسك بتلابيب الشعب، محاولا إجباره على الاعتراف بأنه شاهد 25 مليونا من الناخبين!

في 2014، كان أمل عسكري الانقلاب في المشاركة ضعيفا، ولكنه ظل يعتمد على مشاركة بعض الفئات، ولم يكن الواقع السياسي في مصر قد تصحر كما هو الحال الآن، وكانت الوعود بالرخاء الاقتصادي المزعوم في أوجها. 

ومع ذلك، أحجم الشباب حينها عن المشاركة، وظهرت اللجان خاوية، وظل إعلام الانقلاب يستجدي المشاركة، ولكني أزعم أن الانقلاب رغم كل هذا، كان ربما يمتلك بعض الأمل. 

فقد كانت لديه كتلة (وإن صغُرت)، إلا أنه كان يستطيع الادعاء أن لديه كتلة شعبية ما، أما الآن، وقد اكتوى الجميع بنار الجحيم الاقتصادي الذي تعيشه مصر، وانفض الجميع عن الانقلاب، فقد كان لزاما عليهم أن يكذبوا، وهم يعلمون أن الناس تعلم أنهم يكذبون. 

إن هذه الطريقة من الكذب وتصوير أعداد هزيلة يستحيل أن تتجاوز 200 ألفا من الناخبين (أغلبهم نزل تحت التهديد) إلى 25 مليون ناخب مزعوم، لهي طريقة تبشر بمرحلة جديدة تدخلها مصر، ربما تفوق أعتى مراحل الكوميديا السياسية. 

مرحلة ربما يحرمون فيها أكل الملوخية. مرحلة ربما ترى فيها الكتاب الأخضر في كل يد، يُدرس في المدارس ويحفظ الطلبة منه قطعا كاملة، يلقونها في المناسبات.
 
في نهايات عام 2013، كنت أول من أطلق لقب القذافي على عسكري الانقلاب، ولكني لم أظن أن تصل مصر إلى مرحلة الكتاب الأخضر بهذه السرعة. 

ولم أكن اتصور أن يحلق الانقلاب في آفاق جديدة من الكوميديا السياسية متجاوزا مراحل الـ99.99 في المئة، التي توقفت عندها ديكتاتوريات العالم الثالث في القرن العشرين. 

ولنا أن نتصور أنه بعد مرحلة محاولة إقناع الشعب بالـ25 مليون ناخب سري، إنه لن يمر وقت طويل حتى يدشن الانقلاب عصر زراعة المعكرونة!!
التعليقات (2)
hamasa
الأحد، 01-04-2018 09:26 م
حسبنا الله ونعم الوكيل
علي
الأحد، 01-04-2018 03:36 ص
" الورق ورقنا و الدفاتر بتاعتنا" الم يتبجح بها قاض كذوب