علوم وتكنولوجيا

خبراء أمميون يدعون لمقاطعة مشروع 'الروبوتات القاتلة"

خبير: التصريح العلني عن السعي إلى تطوير أسلحة ذاتية التشغيل مع شريك عسكري يثير قلقا كبيرا
خبير: التصريح العلني عن السعي إلى تطوير أسلحة ذاتية التشغيل مع شريك عسكري يثير قلقا كبيرا
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن نية باحثين في مجال الذكاء الاصطناعي من 30 دولة، مقاطعة المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا بسبب مخاوف من إطلاق روبوتات قاتلة. فقد تعاون هذا المعهد مع شركة رائدة في الصناعات العسكرية، التي تعتبر واحدة من أكبر مصنعي الأسلحة في كوريا الجنوبية.

وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه المقاطعة جاءت قبل أسبوع من اجتماع للأمم المتحدة في جنيف حول الأسلحة ذاتية التشغيل. وعلى خلفية هذا الخبر، وقع أكثر من خمسين أكاديميا على الرسالة الداعية إلى مقاطعة المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا وشريكه، شركة "هانوها سيستمز" لأنظمة الدفاع.

وذكرت الصحيفة أن الباحثين أعربوا عن نيتهم وقف التعاون مع المعهد الكوري واستقبال ضيوف منه بسبب مخاوف من سعيه إلى تسريع سباق التسلح لتطوير الأسلحة ذاتية التشغيل. وفي هذا السياق، قال توبي والش، المشرف على المقاطعة وأستاذ في جامعة نيو ساوث ويلز، إن "هناك العديد من الإنجازات العظيمة التي يمكن فعلها بمساعدة الذكاء الاصطناعي لإنقاذ الأرواح، وتشمل كذلك الميدان العسكري".

 في المقابل، أضاف توبي والش أن "التصريح العلني عن السعي إلى تطوير أسلحة ذاتية التشغيل مع شريك عسكري يثير قلقا كبيرا.  فكيف لهذا المعهد المحترم أن يبرم شراكة مع جهة مشكوك فيها أخلاقيا وتواصل انتهاك المعايير الدولية".

وأفادت الصحيفة بأن المقاطعة جاءت قبيل اجتماع للأمم المتحدة المزمع انعقاده الأسبوع المقبل، الذي سيناقش موضوع الأسلحة ذاتية التشغيل. وقد سبق أن دعت أكثر من عشرين دولة إلى فرض حظر كامل على الروبوتات القاتلة. وتجدر الإشارة إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات العسكرية يثير مخاوف من جلب الدمار للإنسانية. لهذا السبب، طرحت العديد من الأسئلة حول دقة هذا النوع من الأسلحة وقدرته على التمييز بين الصديق والعدو.

في هذا الصدد، صرح والش أنه كان قلقا عندما تحدثت أحد مقالات صحيفة "كوريا تايمز" عن عزم المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا الانضمام إلى المنافسة العالمية لتطوير الأسلحة ذاتية التشغيل. وهذا ما دفعه إلى مراسلة المعهد على الفور لطرح أسئلة لم يتلق ردا عليها. في المقابل، أعرب رئيس المعهد سونغ تشول شين عن حزنه عند معرفته بأمر المقاطعة.

في بيان له، أكد رئيس المعهد أن المعهد ليس لديه أي نية للانخراط في تطوير أنظمة أسلحة ذاتية التشغيل فتاكة وروبوتات قاتلة. وأورد سونغ تشول شين أن مؤسسته "تقدر حقوق الإنسان والمعايير الأخلاقية بدرجة عالية جدا، ولن يجري المعهد أي أنشطة بحثية تتعارض مع كرامة الإنسان بما في ذلك الأسلحة ذاتية التشغيل التي تفتقر إلى السيطرة البشرية".

وأوضحت الصحيفة أن المعهد افتتح مركزا للأبحاث في 20 شباط/ فبراير يهدف إلى تحقيق وفاق بين الدفاع الوطني والذكاء الاصطناعي. حيال هذا الشأن، قال سونغ تشول شين إنه "سيوفر أساسا قويا لتطوير تكنولوجيا الدفاع الوطني".

وفي إعلان تم حذفه، أوضح سونغ تشول شين أن المعهد سيركز على أنظمة الأوامر والقيادة القائمة على الذكاء الاصطناعي وخوارزميات مركبة معتمدة في مجال الملاحة للمركبات ذاتية التشغيل، الموجودة تحت سطح البحر. كما سيعمل المعهد على تطوير أنظمة التدريب على الطائرات الذكية القائمة على الذكاء الاصطناعي، وتقنية التعرف على الأجسام التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

وأشارت الصحيفة إلى اعتزام شركة "دودام سيستمز" الكورية الجنوبية تصنيع "روبوت مقاتل" مستقل تماما، قادر على الكشف على أهداف بمدى يصل إلى ثلاثة كيلومترات. وقد تم اختبار هذا الروبوت على الحدود العسكرية مع كوريا الشمالية. لكن صرح المسؤولون التنفيذيون في الشركة لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" سنة 2015، بوجود قيود مفروضة ذاتيا تحتاج لتدخل بشري لشن هجوم فتاك. ويشمل عملاء هذه الشركة كلا من الإمارات العربية المتحدة وقطر.

ونقلت الصحيفة عن توبي والش أن الطائرة العسكرية دون طيار، تارانيس، التي تم تصنيعها من قبل شركة "بي إيه إي سيستمز" في المملكة المتحدة، يمكن أن تعمل بشكل مستقل تماما من الناحية الذاتية. كما أفاد توبي والش بأن الروبوتات القاتلة جعلت الجميع أقل أمنا، حتى في الضواحي الخطرة.

وفي الختام، حذر توبي والش من أن تطوير الأسلحة ذاتية التشغيل سيزيد من خطورة الوضع الأمني في شبه الجزيرة الكورية. وعلى الرغم من أن تصنيع هذه الأسلحة يرتكز بالأساس على كوريا الشمالية، إلا أن الشكوك حول استخدامها ضد الجنوب ضئيلة.
0
التعليقات (0)

خبر عاجل