صحافة دولية

لوس أنجلوس تايمز: ما فرص المواجهة الأمريكية الروسية بسوريا؟

لوس أنجلوس تايمز: فرص المواجهة بين روسيا وأمريكا تزداد في حال قرر ترامب قصف سوريا- جيتي
لوس أنجلوس تايمز: فرص المواجهة بين روسيا وأمريكا تزداد في حال قرر ترامب قصف سوريا- جيتي

نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تقريرا لمراسلها ديفيد كلاود، يتساءل فيه عن فرص المواجهة الأمريكية الروسية في سوريا.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن فرص المواجهة تزداد في حال قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القيام بقصف جوي مكثف، باستخدام مقاتلات حربية لقصف عدد من الأهداف المتعددة في سوريا، وليس فقط إطلاق صواريخ كروز من البحر الأبيض المتوسط، كما فعل العام الماضي.

 

ويجد الكاتب أن "توقيت الهجوم، الذي قال ترامب إنه قد يبدأ خلال يومين، ربما تأخر بعد إعلان الحكومة السورية السماح لمفتشي الأسلحة الكيماوية بالدخول إلى سوريا، وجاء هذا في وقت ألغى فيه الرئيس رحلة مقررة لأمريكا اللاتينية يوم الجمعة؛ للإشراف على العملية". 

 

وتلفت الصحيفة إلى أن ترامب اتصل يوم الثلاثاء مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث اتفقوا على عدم السماح باستخدام السلاح الكيماوي مرة أخرى، بشكل يشير إلى أن هناك عملية عسكرية مشتركة. 

 

وينوه التقرير إلى أن ترامب التقى يوم الثلاثاء بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي تستقبل بلاده أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، التي سيكون لها دور كبير في العمل العسكري المقبل، مشيرا إلى أن الأمير القطري أكد وحدة الموقف بين البلدين في الأزمة السورية، قائلا: "لا يمكننا التسامح مع مجرم حرب، شخص قتل نصف مليون من شعبه". 

 

ويقول كلاود: "من الواضح أنه لا واشنطن أو موسكو راغبتان بمواجهة مباشرة، وتحتفظ الولايات المتحدة بألفي جندي لدعم الأكراد الذين يواجهون تنظيم الدولة في شمال شرق البلاد، ولديها خط ساخن لتجنب الاصطدام في الجو يعمل من قاعدة العديد في قطر، ولدى روسيا جنود أقل في سوريا، لا يتجاوز عددهم ألفي جندي وحوالي 100 مقاتلة، ولهذا يقول الأمريكيون إنهم يستطيعون القيام بغارات جوية دون التسبب بمواجهة عسكرية مع روسيا، خاصة إن أبلغوا الروس بالهجوم مقدما". 

 

وتفيد الصحيفة بأن ترامب حذر روسيا من أنها قد تواجه عملا انتقاميا أيضا، حيث قال يوم الثلاثاء إنها ستدفع ثمنا باهظا إن ثبت أنها أو أي دولة أخرى متورطة في الهجوم الكيماوي. 

 

ويذهب التقرير إلى أنه على ما يبدو فإن قادة البنتاغون يحثون ترامب على ضرب المصانع التي يتم فيها تحضير مادة الكلور والعناصر الكيماوية الأخرى، التي تستخدم ضد المدنيين في مناطق المعارضة، وربما ضربت الوحدات الأمنية التي قامت بالهجوم الكيماوي الأخير، من خلال البراميل المتفجرة التي تلقيها المروحيات على مناطق المعارضة، بحسب المسؤول البارز السابق في البنتاغون أثناء إدارة باراك أوباما، ديرك كوليت.

 

وينقل الكاتب عن الخبير في شؤون سوريا في مركز الأمن الأمريكي الجديد إيلان غولدبيرغ، قوله: "من المحتمل قيام الولايات المتحدة بتحذير الروس مقدما، وتقوم باستخدام الصواريخ لاستهداف منشآت النظام أو أي نوع منها". 

 

وترى الصحيفة أنه "لو أقر ترامب الهجوم فإن قادة البنتاغون سيصرون على استهداف المنظومة الدفاعية السورية، التي تضم نظام الدفاع الصاروخي أرض- جو (أس-400)، وسيكون المسؤولون في البنتاغون مترددين بتحذير الروس مقدما؛ خشية أن يقوموا بنقلها للقوات السورية ومساعدتهم على الرد، وربما لجأ الأمريكيون للتشويش على الرادارات واستخدموا المقاتلات التي تحلق على مستويات متدنية في الأجواء السورية منذ أربعة أعوام ولم يتم إسقاط أي منها".

 

ويورد التقرير نقلا عن كوليت، قوله: "نحن قادرون على التحكم في المخاطر التي ستتعرض لها مقاتلاتنا"، مشيرا إلى أنه من أجل تخفيف الخطر على المقاتلات فإنه يمكن أن تطلق الطائرات صواريخ أرض جو  دون الحاجة للدخول إلى الأجواء السورية. 

 

ويشير كلاود إلى أن الطائرات الإسرائيلية استخدمت هذه الصواريخ في السنوات الماضية، وكان آخرها يوم الاثنين في الهجوم على قاعدة جوية في وسط سوريا، لافتا إلى أن إسرائيل لم تؤكد الهجوم الذي قتل فيه 14 مستشارا إيرانيا. 

 

وبحسب الصحيفة، فإن لدى البحرية الأمريكية بوارج حربية مزودة بصواريخ كروز في شرقي البحر المتوسط، منوهة إلى قول مسؤولين في البنتاغون إنه يمكن استخدام الطائرات المرابطة في المنطقة في هجمات جوية واسعة. 

 

ويرجح التقرير أن تغادر حاملة الطائرات هاري ترومان نورفولك في فيرجينيا، ووجهتها الشرق الأوسط، مستدركا بأنها لن تصل إلى البحر المتوسط إلا بعد أسبوع. 

 

وتختم "لوس أنجلوس تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم مقتل متعهدين روس في هجوم أمريكي في 7 شباط/ فبراير، واعتراف الكرملين لاحقا بمقتل خمسة، مع أن القتلى بالمئات، إلا أن إصابة روس في الهجمات الانتقامية المحتملة ردا على هجوم السبت قد تدفع الروس لمضايقة الطيران الأمريكي في المنطقة.

التعليقات (0)