مقالات مختارة

قمة على وقع الصواريخ

جمانة غنيمات
1300x600
1300x600

على وقع الصواريخ التي تسقط على سورية، يرتب المسؤولون العرب القرارات النهائية للقمة العربية المنعقدة في الظهران بالسعودية.


الضربة كانت مفاجئة للمسؤولين والإعلاميين على حد سواء، فكل الإشارات والتصريحات التي سبقت الضربة كانت تشير إلى إمكانية إرجائها إلى حين اختتام أعمال القمة اليوم الأحد.

 

لم يكن ينقص أجندة القمة عنوان جديد، لكن هذا ما حدث، ربما، من أجل أن تضاف قصة خلافية جديدة إلى أجندة القمة المعقدة في الأصل.

 

ردود الفعل على الضربة العسكرية لسورية، تعكس تماما الحالة والشرذمة والاختلافات التي تعاني منها المجموعة العربية، فهناك من أيد، وثمة من أدان وهناك من قدم "موقف اللاموقف"، لكن جميع ردود الأفعال تؤكد أن توحيد المواقف لم يعد ممكنا.

 

لم يكن أحد في القمة العربية ينتظر بالذات من أجل تعميق القضايا الخلافية، فالخلافات مشتعلة في الأصل، والأزمات عديدة، فهي لا تبدأ بالأزمة الخليجية ولا تنتهي بسورية، وأيضا لا شك ستمر باليمن والعراق وليبيا، فيما يتربع الموضوع الفلسطيني على سلم الأولويات، أقله أردنيا وفلسطينيا.

 

لم تكن أجواء ما قبل القمة استثنائية، فالإيقاع هادئ رغم الملفات المشتعلة. على المسار التنظيمي؛ سلم الأردن رئاسة القمة للشقيقة السعودية بعد عام لم يكن سهلا. بل كان عاما صعبا، كما وصفه مسؤول رفيع، قدم فيه الأردن جهدا استثنائيا لإبقاء القضية الفلسطينية في الواجهة، وهو تحقق بالفعل.

 

سنة الرئاسة لم تكن هينة، بدأت بنصب المحتل البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى، ثم بعد ذلك كان التطور الأصعب حين قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية للقدس، وهي الخطوة التي رفضها الأردن وتحرك ضدها في جميع الاتجاهات، رغم علم الجميع بحساسية الموقف الأردني الذي يتلقى أكبر مساعدات مالية من واشنطن.

 

في قرارات القمة التي ستعلن اليوم، تم إدراج قرار أساسي وحيوي يعيد الأهمية إلى الموضوع الفلسطيني، ويحفظها من التسويات التي لا تلبي طموحات الشعب الفلسطيني؛ حيث تضمن النص رفض أي صفقات أو عروض لحل الموضوع الفلسطيني، إلا بما يستند إلى المبادرة العربية التي تنص على أنه لا تطبيع مع إسرائيل قبل إقامة الدولة الفلسطينية.

 

بالمجمل، العمل العربي المشترك في أسوأ أحواله ومراحله، وكأن القمة باتت عبئا على الجميع، فحتى مصير القمة المقبلة لم يحسم حتى الآن، رغم أن هناك محاولات لحسم المسألة تتم حتى لحظة كتابة هذه السطور لتأمين عقد القمة في إحدى العواصم العربية. 

 

ترتيبات القمة تتم بأجواء عادية، والأجواء رتيبة، ربما لكي تمضي القمة كغيرها "صفر مشاكل"، وإن كانت صواريخ ترامب جعلت القمة تمضي على وقع الضربات وتساقط الصواريخ.

 

الغد الأردنية

0
التعليقات (0)