سياسة عربية

لماذا يطرح موالون للسيسي ورقة المصالحة مع الإخوان؟

المصالحة مع الإخوان تقابل بانتقادات من إعلاميي السيسي- جيتي
المصالحة مع الإخوان تقابل بانتقادات من إعلاميي السيسي- جيتي

أثار ما طرحه الإعلامي المقرب من نظام الانقلاب في مصر عماد الدين أديب حول فكرة المصالحة مع من اعتبرهم "المتعاطفين من الإخوان غير المتورطين في قضايا الدم والعنف" ردود فعل من واسعة في الأوساط المصرية.


ووجه إعلاميون وسياسيون وبرلمانيون تابعون لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي انتقادات واسعة، وصلت حد التهديد والتخوين لمن يتحدث في هذا الموضوع.


ما تحدث به "أديب" وغيره حول ملف المصالحة، لم يصدر إلا من مقربين من نظام السيسي، وفي المقابل لم يصدر من جماعة الإخوان دعوات مماثلة، وهو ما يطرح التساؤلات عن هدف السيسي ونظامه من طرح مثل هذه الدعوات، وهل هو جاد للدخول في مثل هذا الملف، وهل الإجراءات التي يجري اتخاذها ضد الإخوان، تشير لوجود رغبة حقيقية لدى نظام السيسي في إتمام مصالحة مع أكثر الجماعات المعارضة له.


من جانبه يؤكد المتخصص في علم الاجتماع السياسي سيف الدين المرصفاوي لـ"عربي21" أن السيسي يلجأ لمثل هذه الدعوات لعدة أسباب، منها ما هو متعلق بالنظام نفسه حتي يتم التأكد من إخلاص أتباعه ومن منهم مازال علي موقفه المؤيد له، ومن يمكن أن يكون قد لين من مواقفه السياسية تجاه الإخوان.


ويضيف المرصفاوي أن من ضمن الأسباب أيضا هو ما يمكن أن نسميه بفكرة "إفراغ البالون" بين الحين والآخر، وهو أمر بشعور السيسي ونظامه بوجود حالة من الغضب داخل الشارع المصري، وحتي لا يُقلِق هذا الغضب السيسي؛ فإنه يتم تفريغه بمثل هذه الدعوات التي تشغل الرأي العام، ويقوم كل أنصاره بتسخير كل الوسائل الإعلامية والسياسية لانتقاد الفكرة غير الموجودة أصلا، وبالتالي إشغال الرأي العام عن المشاكل الأخرى.

 

اقرأ أيضا: تجدد حديث المصالحة مع الإخوان في مصر.. حقيقة أم مناورة؟

واستدل الباحث في علم الاجتماع السياسي بحالة الغضب الجماهيري من مهزلة الانتخابات الرئاسية، وما يحدث في سيناء من عملية عسكرية دخلت شهرها الثالث ولم تظهر ملامح لنجاحها حتي الآن، وما يثار حول صفقة القرن التي يلعب فيها السيسي دورا أساسيا، والتوقعات بارتفاع آخر في الأسعار، وبالتالي ظهرت فكرة المصالحة بهذا الشكل لإلهاء الرأي العام بموضوع آخر غير هذه الموضوعات الحرجة.


ويضيف المرصفاوي أن السيسي غير راغب في المصالحة، لأنه يعلم أنها يمكن أن تقضي على استقراره السياسي، وبالتالي فهو يقوم بإحداث هذه الحالة من الرفض لترميم حائط الصد المنيع الذي يقف خلفه من أجل الاستمرار في منصبه.


ويوضح الباحث المتخصص في حركات الإسلام السياسي محمد أبو السعود لـ "عربي21" أن الإجراءات التي يقوم بها السيسي تجاه الإخوان لا تشير إلي وجود رغبة لديه لإتمام مصالحة من هذا النوع، مشيرا إلي أن التوسع في أحكام الإعدام ضد الإخوان وأنصارهم خلال الأشهر الماضية قد يعتبره البعض وسيلة ضغط علي الجماعة، إلا أن الواقع يشير إلي أنها أحكام انتقامية.


ويضيف أبو السعود أن استمرار اعتقال الباحث هشام جعفر دليل علي ذلك، فجعفر كان ضمن مجموعة من الباحثين المستقلين الذين نظموا العديد من ورش العمل البحثية حول المصالحة مع الإخوان عام 2014، وهي الورش التي شارك في بعضها زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء الأسبق بتنسيق مع اللواء محمد العصار عضو المجلس العسكري وقتها، وبالفعل تم التوصل لملامح محددة، إلا أنه في خطوة مفاجئة تم اعتقال جعفر وإقالة بهاء الدين، واستبعاد العصار من المجلس العسكري وتعيينه وزيرا للإنتاج الحربي.


ويوضح أبو السعود أن الإجراءات التي تحدث ضد الإخوان في السجون وخاصة القيادات الموجودة في سجن العقرب، وكذلك عزل الرئيس محمد مرسي وتنفيذ عمليات موت بطيء ضده، وأخيرا رفض محكمة النقض للطعن الذي قدمه مرشد الإخوان وآخرون في قضية غرفة عمليات رابعة وتأكيد أحكام المؤبد ضدهم؛ تؤكد أنه لا نية لدي السيسي لإتمام المصالحة.


ويضيف أن السيسي لديه قناعة بأنه خيب آمال الجماهير وخاصة المؤيدة له، وأنه في حال وجود منافس قوي ضده فإنه سيكون خارج اللعبة بأكملها، ولذلك فهو لن يسمح بأي فرصة لوجود هذا المنافس حتي لو كان ضعيفا، وهو ما تؤكده الإجراءات التي اتخذها ضد الفريق سامي عنان عندما اعتزم الترشيح في الانتخابات الرئاسية الماضية.

 

اقرأ أيضا: لماذا يرفض السيسي المصالحة مع الإخوان ويتمسك بعدائهم؟

ويري أبو السعود أن السيسي جزء من الأزمة لأنه يتحمل مسؤولية الدماء التي سالت في رابعة والنهضة والحرس الجمهوري وما جري بعدها من عمليات قتل للمتظاهرين وتصفية خصومه السياسيين، وبالتالي فالمصالحة لن تكون معه، وهو ما يعني أنه سيكون خارج المشهد، وهو أمر غير قابل للتطبيق في ظل أنه من الشخصيات التي لن تسمح أن تحمل لقب رئيس جمهورية سابق.

التعليقات (1)
مصري جدا
الأحد، 15-04-2018 05:02 م
اي نظام حاكم او كيان حزبي او سياسي يحوي عدة اجنحة وتيارات لكل جناح او تيار رؤيته في القضايا الكبيرة ،، ويبقى القرار النهائي للتيار الاكثر قوة ونفوذا ،،، داخل النظام المصري والاخوان معا تيار يخرج كل فترة على استحياء بمثل هذه الملفات ،، لكنه غير نافذ ولا فاعل ،،، ويقوم التيار الاقوى بتوظيف هذه الدعوات لصالحة ،،، لكن ملف المصالحة من حيث المبدأ مطلوب وحتمي لانه اقرب المخارج واقلها تكلفة على مصر والنظام والاخوان ،، المصالحة او التفاهمات المؤلمة كما احب دوما ان اسميها ،، بحاجة لعدة نقاط واجراءات ،، اولها ،،، الارادة النافذة للنظام والاخوان وليس مجرد شد الحبل وردود الافعال ،،، ثاتيها ،، وجود وسيط اقليمي ودولي مؤثر وضامن ،،،، ثالثها ،،، وجود تصور محدد لدى الاخوان والنظام عن ما هية المصالحة او التفاهمات ،،،، رابعها ،،، خطة وبرنامج عمل لجدول زمني ،،، واخيرا ،، لو الامر بيدي لن اتردد لحظة في طرح الملف متحملا تكلفته المعنوية والتاريخية والشرعية والوطنية ،،، لان العقبة الكبيرة امام قيادات الاخوان هي عدم القدرة على تحمل مسؤلية هذا القرار ،،، لذا اقول ان الايدي المرتعشة لا تحدد مصائر الشعوب