ملفات وتقارير

مواجهة إيران تتصدر قمة الظهران.. ما حصة الأزمات العربية؟

لم تختلف بنود جدول أعمال القمة العربية الحالية عن الدورات السابقة- جيتي
لم تختلف بنود جدول أعمال القمة العربية الحالية عن الدورات السابقة- جيتي

تتزامن القمة العربية المنعقدة في مدينة الظهران السعودية، مع تفاقم مشاكل العرب الداخلية وتزايد حدة الخلاف بين الدول العربية؛ إلا أن جهود هذه القمة بدلا من أن تسعى لحل هذه الأزمات التي تفاقمت على مدار سنوات عديدة، فقد بدأت تبحث عن آليات لمواجهة إيران التي تشكل عليهم خطرا يفوق الخطر الإسرائيلي.


وفي هذا الإطار، تصدرت صفحات الصحف الخليجية وتحديدا السعودية الأحد، دعوات لتتويج القمة العربية بموقف عربي حازم يواجه إيران ويعمل جديا على قطع جميع الطرق أمامها.


وأشارت صحيفة "الرياض" السعودية في مقالها الافتتاحي إلى أن "أولويات العرب تتمثل في الخروج بصيغة موحدة للتصدي للخطر المتمثل في السياسات العدائية الإيرانية، إضافة إلى تفعيل جميع المشروعات المتعلقة بحماية الأمن والاستقرار للدول العربية، بعيدا عن تحالفات غير مأمونة العواقب مع قوى إقليمية تعمل لخدمة مصالحها على حساب المواطن العربي".


ولم تختلف بنود جدول أعمال القمة العربية الحالية عن الدورات السابقة، في طرح قضايا ومشاكل عربية تتربع على جداول القمم ولم تجد لها طريقا للحل؛ ولكن اللافت هو الاهتمام بقضايا غير عربية وإغفال ملفات كثيرة عربية تبحث عن انفراجات.

 

اقرأ أيضا: صحيفة سعودية: قمة الظهران.. سلام مع إسرائيل وحرب مع إيران


وفي السياق ذاته، قالت صحيفة عكاظ السعودية الأحد، إن قمة الظهران بداية لإعلان الموقف العربي الجماعي النهائي من النظام الإيراني، مشيرة إلى أن "التصحيح من الداخل العربي سيكون طريقا جديدا للمواجهة الشاملة مع نظام ولاية الفقيه الطائفي".


وذكرت الصحيفة السعودية أن "كافة قضايا المنطقة العربية وتحدياتها ستكون مدرجة على جدول أعمال القمة، سواء الأزمات التراكمية التقليدية أو تلك الأزمات الطارئة"، مستدركة بقولها: "لكن الأمر الذي لا يتجادل فيه اثنان، هو أن القمة العربية التي تعقد في الظهران، باتت محط أنظار العالم، لانعقادها في ظروف إقليمية ودولية غاية في التعقيد، وهو ما يتطلب موقفا عربيا موحدا ضد النظام الإيراني".


وشددت على ضرورة إدراك العرب أن "إيران باتت الخطر الداهم، وتحديدا الأيديولوجيا الطائفية، التي تحملها في طريق التمدد والهيمنة والنفوذ".


في المقابل، رأى الكاتب الكويتي دالي الخمسان، أن قمة الظهران تبعث التفاؤل لحل بعض المشاكل العربية والخلافات الخليجية، لافتا إلى أن "رؤية العلم القطري يرفرف مع بقية أعلام الدول العربية في شوارع الدمام والظهران، هو مصدر سعادة للشعب السعودي والشعوب الخليجية".

 

اقرأ أيضا: القمة العربية تنطلق في الظهران و18 بندا على جدول أعمالها


وأعرب الخمسان في مقال نشرته صحيفة الأنباء الكويتية، عن ثقته بقدرة القمة العربية على إعادة العلاقات وحل الخلافات العربية والتوصل إلى حلول لكل المشاكل التي تعاني منها البلدان العربية في فلسطين وسوريا واليمن.


ورغم هذا التفاؤل، فقد أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون الإعلام حسام زكي، أن موضوع الأزمة الخليجية ليس مدرجا على جدول أعمال القمة، لافتا إلى أن التمثيل القطري سيكون على مستوى المندوب الدائم لدى الجامعة، ولن يحضرها أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني".


وكان نائب رئيس تحرير صحيفة "الرياض" السعودية أحمد الجميعة دعا السبت في مقال له، إلى التطبيع مع إسرائيل خلال القمة العربية التي ستنعقد في السعودية، مؤكدا أن "إيران أخطر على العرب من إسرائيل، وتحديدا الأيديولوجيا التي تحملها في طريق التمدد والهيمنة والنفوذ".


وأضاف الجميعة: "اليوم لا خيار أمام العرب سوى المصالحة مع إسرائيل، وتوقيع اتفاقية سلام شاملة، والتفرغ لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة، وبرنامجها النووي، ووضع حد لتدخلاتها في الشؤون العربية، وهو خيار لا يقبل أي تبرير أو تأخير، أو حتى مساومات ومزايدات على القضية الفلسطينية؛ لأن إيران تشكل تهديدا مباشرا على الكل".


وأشار إلى أن "قمة الظهران ستكون بداية لإعلان الموقف العربي من إيران، وفرزا سياسيا لمن يكون تابعا أو مستقلا في قراره؛ ليكون التصحيح من الداخل العربي طريقا جديدا للمواجهة الشاملة، وليس من دول تواجه وتتحمّل تداعيات المشروع الإيراني، والمليشيات الحزبية التي تدعمها، وأخرى تمد يدها إلى إيران تقربا".


وختم مقاله بالقول إن "قمة الظهران لن تخرج إلا بقرار تاريخي.. السلام مع إسرائيل ومواجهة مشروع إيران الطائفي؛ لأن النتيجة أن من يرفض السلام يخدم إيران، وعليه أن يتحمل تبعات قراره".

التعليقات (0)