سياسة عربية

هكذا تفاعل التونسيون والأحزاب بعد الهجوم "الثلاثي" على سوريا

اعتبرت قيادات سياسية وحزبية أن ما يجري الآن في سوريا هو نتيجة طبيعية لـ"تكالب القوى العظمى"- جيتي
اعتبرت قيادات سياسية وحزبية أن ما يجري الآن في سوريا هو نتيجة طبيعية لـ"تكالب القوى العظمى"- جيتي

تباينت آراء ومواقف الأوساط السياسية والحزبية في تونس، بخصوص الضربة الأمريكية الفرنسية البريطانية، التي طالت مواقع للنظام السوري، ووصلت إلى تبادل الاتهامات بالتخوين والتشكيك في العروبة، بين نشطاء التواصل الاجتماعي، والمنظمات النقابية ورئاسة الجمهورية.


وكان الموقف الرسمي لتونس قد صدر عن، وزارة الخارجية التونسية، حيث أكدت فيه عن "قلقها الشديد و انشغالها العميق لما آلت إليه الأوضاع في سوريا".


وجددت في بيان نشر عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" تأكيد "رفضها القطعي لاستعمال كل أنواع الأسلحة المحظورة دوليا من أي جهة كانت"، مشددة على "ضرورة إيجاد حل سياسي شامل للأزمة".


في المقابل، عبر الاتحاد التونسي للشغل -أكبر منظمة نقابية وأحد الموقعين على وثيقة قرطاج 1 و 2- عن إدانته الشديدة لما أسماه "بالعدوان الثلاثي الإمبريالي" على سوريا، مجددا دعمه للجيش السوري في بيان نشر عبر صفحته الرسمية.


ووصف الأمين العام للاتحاد، نور الدين الطبوبي، الموقف الرسمي  للدولة التونسية تجاه الهجوم الثلاثي على سوريا، بـ"المخزي" وذلك خلال اجتماع نقابي للمنظمة الشغيلة بمدينة صفاقس جنوب تونس اليوم الأحد.


وأجمعت أغلب الأحزاب اليسارية ذات التوجه القومي في تونس على موقف موحد أدانت فيه الضربات الجوية، حيث نشر كل من الحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي، وحركة الشعب، والجبهة الشعبية وبيانات تنديد ودعت التونسيين للتظاهر تنديدا لما أسمته بـ"العدوان الثلاثي" على سوريا.


وفي هذا الإطار، عبر الأمين العام لحركة الشعب، زهير المغزاوي، في حديثه لـ"عربي21" عن استنكار حزبه للهجوم الأمريكي الفرنسي البريطاني على مناطق في سوريا، معتبرا أن "نجاح الجيش السوري الباسل في دحر الدواعش أربك حسابات  القوى الأجنبية"، بحسب قوله.


وتابع: "موقفنا واضح منذ البداية أن ما حدث في سوريا منذ سبع سنوات ليس بثورة، بل مؤامرة خارجية تستهدف الوجود السوري الممانع والجيش السوري المقاوم".


وبخصوص التواجد الروسي الإيراني في سوريا، اعتبر المغزاوي أنه تواجد مشروع في إطار حق النظام السوري الاستنجاد بحلفائه ضد مؤامرات تهدف لإسقاطه، وتفكيك سوريا. 


على الجانب الآخر، اعتبرت قيادات سياسية وحزبية أن ما يجري الآن في سوريا، نتيجة طبيعية لـ"تكالب القوى العظمى"، محملين رئيس النظام السوري بشار الأسد مسؤولية ذلك من خلال استباحة أراضيه للقوى الإيرانية والروسية في سبيل بقائه في السلطة.


وفي هذا الإطار، علق الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي في تدوينة له، حملت نفسا ساخرا حول الهجوم الثلاثي بالقول: "بينما لا تموت أغلب شعوب الأرض إلا بسببين مبتذلين مثل المرض والشيخوخة فإن الشعب السوري مخيّر بين أغلى أصناف الموت مع عدد هائل من القوى الدولية والإقليمية المتسابقة للخدمة". 


ووصف رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الهجوم بـ"الحدث العظيم"، وذلك في افتتاح إحدى الحملات الانتخابية البلدية  للنهضة أمس السبت بأحد المناطق الشعبية بتونس.


وأشاد الغنوشي بـ"تجربة الانتقال الديمقراطي السلمي في تونس وبسياسة التوافق التي جنبت تونس مآلات سوريا وليبيا ومصر"، بحسب قوله.


بدوره اعتبر الأمين العام لحزب "حراك تونس الإرادة" عدنان منصر في تصريح لـ "عربي21" أن "العدوان الثلاثي حتى وإن بدا في ظاهره ضد النظام السوري غير أنه يظل عدوانا على الشعب السوري".


ورأى أن الهدف من الضربة، "لم يكن من أجل عيون السوريين، بل لحفظ ماء وجه الرئيس الأمريكي ترامب، وتلميع صورته التي بدأت تهتز إثر سلسلة اتهامات قد تعصف بمستقبله السياسي".


وختم بالقول: "من ينتظر من الفرنسيين والأمريكان والفرنسيين إنقاذ الشعب السوري من الحرب في سوريا فهو واهم ولا يعي جيدا التاريخ".


من جانبه، وجه الناشط السياسي الأمين البوعزيزي في تدوينة له سهام نقده لمن وصفهم بـ"القومجيين"، قائلا: "القومجي الفاشي لا يتورع عن استجلاب الغزاة ما داموا يحمونه من شعبه، لكن ساعة يستغيث شعبه يا الله ما لنا غيرك يصمه بالخيانة، الاحتلال الروسي والفارسي لا يستفز الكرامة الوطنية لدى هؤلاء الأنذال، فالوطن مختزل في طاغية يهتفون له أنت ربنا للأبد أو نحرق البلد".

 

اقرأ أيضا: أبرز المواقف العربية من الضربات الغربية على سوريا

0
التعليقات (0)