ملفات وتقارير

لماذا غابت الضربات على سوريا عن بيان القمة؟.. محللون يجيبون

غابت سوريا عن جلسات القمة منذ تعليق عضويتها في 2011 - جيتي
غابت سوريا عن جلسات القمة منذ تعليق عضويتها في 2011 - جيتي

لم تكن سوريا حاضرة في القمة العربية بالثقل الذي خلفته 7 سنوات من الحرب، واقتصر ذكرها على أسطر قليلة طالبت بـ"تكاتف الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة"، رغم تأييد المملكة العربية السعودية التي استضافت القمة، للضربات الغربية الأخيرة للنظام.

وشجب البيان الختامي استخدام السلاح الكيماوي ضد "الشعب السوري الشقيق"، لكنه لم يتطرق إلى الضربة الثلاثية التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية هناك.

ولم تدرج الضربة على جدول الأعمال، وبرر الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون الإعلام، حسام زكي، ذلك بأن الجدول تم توزيعه على المشاركين ولا يمكن تعديله.

وتابع زكي في اتصال هاتفي مع قناة "cbc" المصرية بأنه يمكن للقادة العرب التطرق للضربة في كلماتهم إذا ما أرادوا ذلك.


وكانت قطر والسعودية أول من أيد الضربات إلى جانب دول عربية أخرى، غير أن الكفة الراحجة كانت لصالح من أبدى قلقا، ومن فضل الحل السياسي، ومن رفضها صراحة، إلا أن ذلك لم ينعكس على البيان الختامي للقمة.

اقرأ أيضا:  أبرز المواقف العربية من الضربة الغربية للنظام السوري

الدبلوماسي السابق، ومساعد وزير الخارجية الأسبق في مصر، معصوم مرزوق، قال لـ"عربي21" إن الضربة السورية ليست الأمر الوحيد الذي غاب عن القمة، فقد غابت "المأساة اليمنية"، والأزمة الخليجية، والعمليات التركية في سوريا وشمال العراق.


ووصف مرزوق سوريا بأنها "ضحية النظام العربي المتسوس".

وتابع: "لم تكن هنالك قمة بالأساس"، واصفا النظام العربي بـأنه "جثة في ثلاجة الأموات، تخرج كل فترة للتهوية، ثم تعود لمكانها".

وعن دلالة مكان القمة، قال مرزوق إن العرب عقدوا قمتهم في الظهران، المنطقة التي لطالما كانت قاعدة أمريكية على مدار السنوات، هروبا من صواريخ الحوثيين.

وعن ما إذا كانت تغييب الشأن السوري تماشيا مع وجهة النظر السعودية التي أيدت الضربات الغربية الأخيرة، قال الدبلوماسي السابق إنه لا يستغرب سيادة وجهة النظر السعودية، فالوضع الحالي في المنطقة هو انبطاح الأنظمة العربية للسعودية، التي تجلس بدورها في حضن الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب تعبيره.

وأكد مرزوق أن السياسة السعودية في السنوات الأخيرة متهورة، وثمنها مكلف جدا، دفع على شكل "جزية" لأمريكا، وصفقات شراء أسلحة، وحرب استنزاف في اليمن، لن تنتهي قريبا.

 أما الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، قاسم قصير، فأرجع غياب موضوع الضربة الغربية على سوريا عن مناقشات وبيان القمة الختامي إلى الانقسام العربي من الأزمة السورية.

وأشار في حديث لـ"عربي21" إلى أن القادة العرب فضلوا عدم الحديث بالأمر، ما يخدم السعوديين، لكن مع وجود عدم الارتياح من بعض الأطراف العربية لذلك.

وأحد أبرز ملامح الانقسام العربي حول الأزمة السورية بحسب قصير، هو الأصوات التي تطالب بعودة مقعد سوريا إلى الجامعة العربية، بعد أن نجحت سابقا السعودية وقطر بتجميد عضويتها، مرجعا ذلك إلى التغييرات على الأرض، بحسب وصفه.

وقال قصير إن العرب مقبلون على مرحلة ستعيد كل الأطراف فيها تقييم مواقفها، وإن رهانات السعودية وصلت إلى حائط مسدود، لكنهم لا يريدون الاعتراف بذلك.

اقرأ أيضا: القمة العربية الـ 29.. الغائبون وجدول الأعمال (إنفوغرافيك)


ولفت إلى أن الضغوط الدولية والإقليمية ربما تفرض على السعوديين تغيير مواقفهم.

على جانب آخر، قال قصير إن البيان الختامي حول الموضوع الفلسطيني كان أفضل من المتوقع، مشيرا إلى أن المعطيات على الأرض، دفعت بالعرب إلى إعلان دعمهم القضية الفلسطينية، بدلا من إعلان "صفقة القرن" المتوقعة.

وعن الانفتاح السعودي السريع نحو إسرائيل، قال إنها بالونات اختبار، فحين قال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إن من حق الإسرائيليين العيش على أراضيهم، اضطر الملك سلمان إلى الخروج وتوضيح الموقف، وعليه تراجع ابن سلمان لاحقا وقال إن لا سلام قبل حل الدولتين.

كما أشار إلى أن المقال الذي نشرته صحيفة الرياض قبل القمة، والذي يدعو لانفتاح كامل على إسرائيل ومواجهة كاملة لإيران، لم يحدث شيء منه في أروقة القمة، وإن تسمية القمة بـ"قمة القدس" يعني أن العرب غير ذاهبين إلى ما يريد ترامب منهم بهذا الشأن.

وكانت القمة العربية لدورتها الـ29 قد بدأت أعمالها، واختتمتها، بنفس اليوم في 15 أبريل/ نيسان الجاري، والتي أطلق عليها "القدس" بحضور ممثلي 21 دولة عربية، بينهم 16 قائدا وزعيما عربيا.

التعليقات (0)