ملفات وتقارير

اغتيالات وفضائح جنسية تسبق انتخابات عراقية ساخنة

الحملات الدعائية للانتخابات العراقية تتعرض للتمزيق بشكل مستمر- جيتي
الحملات الدعائية للانتخابات العراقية تتعرض للتمزيق بشكل مستمر- جيتي

مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية، بدأت "الحرب" الانتخابية، تأخذ منحى جديدا، حيث ازدادت حوادث الاغتيال ونشر مقاطع فضائح جنسية نسبت لبعض المرشحات، بعدما كانت تقتصر في بدايتها على تمزيق الملصقات.


وسجلت، أمس الأربعاء، محاولتين لاغتيال مرشحين من تحالف "سائرون" الذي يدعمه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الأولى مرشح في بغداد والثانية، استهدفت مرشحة في البصرة أدت إلى إصابة ثلاثة من أشقائها.


وعدّ تحالف "سائرون"، استهداف عدد من مرشحي التحالف ومحاولات الاغتيال، تصعيدا خطيرا لا يمكن السكوت عليه، مبينا أن بعض الجهات لم تعد قادرة على المنافسة الشريفة، بحسب بيان للمتحدث باسمه قحطان الجبوري.

 

اقرأ أيضا: حرب تمزيق ملصقات الانتخابات تستعر بالعراق.. من وراءها؟

وطالب الجبوري، الحكومة بأن "لا تكتفي بالتنديد، بل اتخاذ الإجراءات العاجلة، وفتح تحقيق سريع لمعرفة الجهات التي تقف خلفها، وتقديمهم للعدالة"، لافتا إلى أنهم "مستهدفون سواء عن طريق الاغتيالات أو تمزيق صور المرشحين".


"فضائح جنسية"


ورصدت "عربي21" منذ انطلاق الحملات الدعائية لانتخابات العراق، مقتل ثلاثة مرشحين اثنان منهم من كركوك ومرشحة أخرى في الأنبار، فيما نجا ثلاثة آخرون في بغداد والبصرة وكركوك.


وانطلقت، السبت الماضي، الحملات الدعائية للانتخابات المقررة في 12 مايو/أيار المقبل، حيث تستمر إلى قبل يوم واحد من موعد إجرائها، حسبما أعلن رئيس الإدارة الانتخابية في مفوضية الانتخابات، رياض البدران.


ولم تقف "الحرب" الانتخابية، كما يصفها مراقبون، عند تمزيق الملصقات الدعائية، وإنما انتشرت وبشكل لافت مقاطع جنسية وصور فاضحة، نسبت لبعض المرشحات في مختلف القوائم الانتخابية.


وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي، تتناول تلك المواد على أنها "فضائح" للقائمة التي ترأسها شخصيات سياسية بارزة، في اختيار المرشحين على أساس المحسوبية والعلاقات الشخصية، بدلا من معيار الكفاءة وحسن السيرة.


ورأى مراقبون للشأن العراقي، أن "نشر مقاطع وصور فاضحة لمرشحين ليسوا معروفين، لا يكون في الغالب المقصود به المرشح ذاته فقط، وإنما ينسحب ذلك على القائمة بأكملها والزعامات السياسية التي ترأسها".


وأضافوا في حديث لـ"عربي21" أن "الأيام المقبلة قد تشهدا تصعيدا أكبر، فكلما اقترب موعد الانتخابات ربما تحدث مفاجآت من شأنها أن تؤثر في القوائم الانتخابية وتفاعل الناخبين معها بشكل أو بآخر".

 

اقرأ أيضا: حملات باهظة في انتخابات العراق.. هل تعيد الوجوه القديمة؟

"أوسخ انتخابات"


وتعليقا على ذلك، قال المحلل السياسي العراقي، هشام الهاشمي، الخميس، في تغريدة على "تويتر" إن الانتخابيات العراقية المقبلة قد تكون "أوسح انتخابات". 

 

وقال إن "اغتيال مرشحين اثنين في كركوك ومحاولة اغتيال ثلاثة في البصرة وبغداد وكركوك، وفضائح جنسية لمرشحات، وحملة منظمة لتمزيق آلاف الصور والملصقات، وشراء بطاقات الناخب، وكاميرات ترصد توزيع الأموال وسندات الأراضي والقروض المصرفية والوظائف، لم يبق إلا التزوير، حتى تكون أوسخ انتخابات".


وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر قد انتقد أمس الأربعاء، تمزيق الدعايات الانتخابية، واصفا إياها بـ"الأمر القبيح"، وذلك في معرض جوابه على سؤال لأحد أتباعه عن تمزيق الحملات الدعائية.


من جهته، اعتبرها ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، أمس الأربعاء، حملة تقف وراءها جهات إقليمية ودولة خليجية مجاورة للعراق تدفع أموالا كبيرة لـ"إسقاط التجربة الديمقراطية" في البلاد.


وقال النائب عن الائتلاف موفق الربيعي لـ"عربي21" إن "حملة ممنهجة، ليست فقط في تمزيق الملصقات والشعارات، وإنما هناك جيوش إلكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي تنال من بعض القوائم والشخصيات السياسية".


وأشار إلى أن "هذه الحملات تسعى لإسقاط النظام الديمقراطي الذي جاء بعد عام 2003"، لافتا إلى أنها "تدار بأموال إقليمية ودعم بعض الجهات السياسية داخل العراق، وذلك باستغلال وتضخيم بعض الإخفاقات التي حدثت طيلة الـ 14 عاما الماضية".

 

اقرأ أيضا: الأحزاب العراقية توقع ميثاق شرف للانتخابات المقبلة

وعن الجهات التي تقف وراءها، قال الربيعي: "لقد تقصينا مصدر فيديو مفبرك عني، فوجدنا أن مجموعة من الشباب أطلقته من إحدى مناطق بغداد، ويتلقون رواتب مجزية من دولة خليجية مجاورة (لم يسمها)".


وتناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد الماضي، مقاطع فيديو، تظهر استقبال مواطنين عراقيين لحملات نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، قذفا بالأحذية، وذلك بعد ساعات من انطلاقها.


وحذرت وزارة الداخلية العراقية في بيان لها، الثلاثاء الماضي، من تمزيق صور المرشحين للانتخابات أو الإساءة إليهم، مشددة على أنها ستطبق القانون بحقهم بكل صرامة.


ويتنافس في الانتخابات 320 حزبا سياسيا وائتلافا وقائمة انتخابية، موزعة على النحو التالي: 88 قائمة انتخابية و205 كيانات سياسية و27 تحالفا انتخابيا، وذلك من خلال 7 آلاف و367 مرشحا.

التعليقات (0)