مقالات مختارة

"طابة" المواجهة "محصورة" في سوريا.. ولبنان خارج اللعبة

ثريا شاهين
1300x600
1300x600
هل يمكن أن تسهل الضربة الغربية على سوريا إمكانات استئناف العملية السلمية، وما هي الاحتمالات حول ما يمكن أن يستتبع الضربة داخل سوريا وعلى صعيد العلاقة الأمريكية بالملف الإيراني وكذلك العلاقة الإسرائيلية بهذا الملف؟

الحل السياسي عادة يتم بعد أمرين، إما بلورة لموازين القوى أو المنطق. المنطق لم ينفع وحده في ملفات لبنان وسوريا والعراق وغيرها. الواضح من الضربة الغربية، أن الهدف الأساسي كان ردع استعمال السلاح الكيماوي من خلال ضرب منشآته. ومن خلال الضربة، وضع حدود معينة للسقف الإيراني في امتلاكه القدرات العسكرية في سوريا، ومنع ايران من إنشاء سلاح نووي هناك. وهذا ما يظهر من خلال ضرب بداية معمل نووي في "التي فور". إذ اعتبر الغرب، ومن ورائه إسرائيل أن الوجود العسكري الإيراني صعد درجة اكثر مما كان عليه. فتم استعمال مسألة السلاح الكيماوي لتوجيه رسالة دولية حول ضرورة الإبقاء على الموازين المعروفة سابقاً، ذلك أن الهدف أن لا تكون هناك قوة إيرانية كبيرة في سوريا، وان يكون هناك ضغط روسي على ايران للحد من نفوذها في سوريا.

لكن يبدو بحسب المصادر، أن كلاً من روسيا وايران مرتاحاً لتحالفه مع الآخر في سوريا. واي انعكاسات للضربة لا بد أنها ستأخذ وقتاً. والسؤال يبقى هل ستتم بعد الضربة حملة جديدة نحو إدلب ودير الزور؟ حتى الآن لا يزال الوسط السوري تابعاً لسلطة النظام بفضل الروس والإيرانيين. وفي الجنوب المعارضة مع النفوذ الأردني، وفي الشرق الأمريكيون والأكراد، وفي الشمال هناك النفوذ التركي.

لا يزال يوجد رأي يقول بالعودة إلى التفاوض لان الأمريكيين لم يربحوا نتيجة الضربة. ورأي آخر يقول بتوقع انتقام للضربة في إدلب ودير الزور. الآن كل الارتكاز هو على روسيا. وايران التي لا يستطيع احد إنكار نفوذها في دول المنطقة، لن تقدم تنازلات من دون ضغوط روسية قوية عليها. وهو الأمر غير المحقق في الوقت الحاضر، وعلى روسيا أن تلعب دوراً مطلوباً منها لمنع الاصطدام الإسرائيلي - الإيراني على الأراضي السورية.

عذر الكيماوي هو للضغط على النفوذ العسكري الإيراني، ويبدو أن وجود النظام في الوسط الجغرافي السوري، مقبول دولياً ضمناً مقارنة بالإرهاب. فاذا تحقق الضغط الروسي على ايران، كما هو هدف الاتصالات الغربية مع موسكو، فما هي استعدادات طهران للتراجع؟

الرسالة الدولية للضربة، هي أن القدرة موجودة على العمل العسكري الجوي، وان الغرب لا يريد أن تعزز القدرات الإيرانية عسكرياً بشكل يخرق التوازنات ويشكل خطراً على إسرائيل، وذلك يشكل رسالة واضحة. إذ انه ليس سهلاً أن يتصادم الأمريكيون والروس. وليس سهلاً أن تتصادم إسرائيل مباشرةً مع ايران، وانه لا شيء يبرر الحرب، لذلك تم توجيه الرسالة بهذه الطريقة. فإما أن تعتبر روسيا ومعها ايران أن الأمر مر، أو هناك ضرورة للرد على الأمريكيين في إدلب ودير الزور، أو أن يجد الأمريكيون بعد ذلك بدورهم عذراً لضربة أخرى.

الموقف الروسي - الإيراني وموقف النظام من إدلب ودير الزور، أول مؤشر سيلي الضربة. فإما أوضاعهما ستبقى هادئة، وإما ستتعرضان للهجوم. المؤشر الآخر، هو كيفية التعاطي الأمريكي مع الاتفاق النووي الموقع مع ايران. فهل سيتم الانسحاب منه، أو إعطاء الأوروبيين فرصة جديدة للتعديل؟

بالنسبة إلى الانعكاسات على الجنوب اللبناني، فان نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، قال إن الحزب في موقع دفاعي. أي ليس هجومياً. وهذا ما يؤشر إلى انه بالنسبة إليه، فان دينامية المواجهة موجودة في سوريا، وان لبنان يظل خارج اللعبة.

المستقبل اللبنانية
0
التعليقات (0)