ملفات وتقارير

قصف مدينة "بني وليد".. هل هو تغطية على مرض "حفتر"؟

رأى مراقبون للوضع أن "هدف القصف في هذا التوقيت هو إرسال عدة رسائل بخصوص قوات حفتر" - ا ف ب
رأى مراقبون للوضع أن "هدف القصف في هذا التوقيت هو إرسال عدة رسائل بخصوص قوات حفتر" - ا ف ب

شنت القوات التابعة للواء المتقاعد، خليفة حفتر، غارة جوية على معسكر في مدينة بني وليد (غرب ليبيا)، والواقعة تحت سلطة حكومة الوفاق الوطني الليبية، وسط تساؤلات عن أسباب ودلالة القصف الجوي الآن.

من جهتها، أعلنت القوات التابعة للجنرال حفتر، الغائب عن البلاد بسبب إصابته بجلطة دماغية، أن "الغارة استهدفت معسكر في منطقة السدادة ببني وليد، يأوي مسلحين "متطرفين" من بينهم فارين يتبعون مجلس شورى بنغازي"، حسب روايتها.

وقال المتحدث باسم القوات، أحمد المسماري، إن "الغارات التي شنها سلاح الجو الليبي استهدفت جماعات "إرهابية"، وأدت إلى تدمير 30 آلية مسلحة، مشيرا إلى استهدافهم مبان  إدارية بالمنطقة وآليات عسكرية"، وفق زعمه.

في المقابل، ذكرت بعض المصادر الليبية أن "المعسكر الذي تم قصفه يتبع وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الليبية، وليس به "متطرفين" كما زعمت قوات حفتر".

 

اقرأ أيضاقصف يطال معسكرا جنوب شرق ليبيا.. وقناة تابعة لحفتر تعلق

ورأى مراقبون للوضع أن "هدف القصف في هذا التوقيت هو إرسال عدة رسائل بخصوص قوات حفتر، ومنها أن القوات لازالت متماسكة وقادرة على القيام بعمليات عسكرية حتى ولو غاب قائدها (حفتر)، وكذلك للفت الانتباه عن الجدل حول من سيخلف حفتر في مهامه التي تأكد أنه لن يستطيع القيام بها مرة أخرى، وفق أطباء".

والسؤال: ما الرسالة تحديدا من قيام طيران حفتر بقصف بني وليد؟

"إرباك الغرب الليبي"
من جانبه، رأى المحلل السياسي الليبي، خالد الغول، أن "القصف هدفه الدعاية لـ"الجيش" ليؤكدوا قدرتهم على الوصول لأي هدف من ناحية، وليجمعوا "السذج" في المنطقة الشرقية حول ما يعرف بمحاربة الإرهاب الذي يعلمون جيدا أنه قد حُجّم".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21"، إلى أن "الهدف الأكبر من هذه الغارة هو "إرباك" المنطقة الغربية وصرفها عن مداواة جراحها أو توحدها، وهذا ديدن تتبعته قوات حفتر منذ سنوات"، حسب كلامه.

"فلول القذافي"
لكن الناشط والصحفي الليبي، مختار كعبار، أكد أن "مدينة ورفلة (بني وليد) لازال فيها بعض أنصار نظام القذافي، ولا يوجد فيها فارين من بنغازي كما قالت قوات حفتر، ورغم وجود "فلول" القذافي بالمدينة إلا أنها لا تعتبر مؤيدة لعملية "الكرامة".


وأضاف لـ"عربي21": "والقصف لا يمكن اعتباره رسالة لإثبات أن الجيش متماسك، كون بني وليد بعيدة جدا عن بنغازي، ولأن قوات حفتر ليست جيشا بالمفهوم العسكري، بل مجموعة قبائل، أغلبهم من قبيلة حفتر، ومتحالفون معها وبعض بقايا ضباط القذافي".

 

اقرأ أيضانيويورك تايمز: هل انتهى حفتر وبدأ التصدع بجيشه الوطني؟

وتابع: "أما حكومة الوفاق فلن تفعل شيئا، كونها غير قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة لأنها نفسها بنيت علي مساومات "مليشاوية"، وفق تعبيره.

"تغطية وتمويه"
الناشط السياسي الليبي، محمد امراجع، قال إن "دلالة القصف الآن هو لفت الانتباه عن مصير "حفتر" وتوجيهه نحو أمور أخرى لإشغال الرأي العام بها في ظل تصاعد الخلافات بين قيادات  حفتر في شأن من يخلفه".

وأوضح في تعليقه لـ"عربي21"، أن "المكان الذي تم استهدافه يتبع حكومة الوفاق، لذلك على المجلس الرئاسي أن يصدر موقفا حازما إزاء هذا التصعيد الخطير الذي يهدد السلم والتفاهمات  التي تجري حاليا بين مجلسي النواب والدولة  لرأب الصدع والتوافق الوطني"، كما قال.

ورأى الناشط الليبي، عبدالناصر بلخير، أن "العملية هدفها التغطية على حالة الانقسام في الشرق الليبي بعد غياب حفتر أو موته".

وقال لـ"عربي21" إنه "لم يتم التعامل مع الطائرة التي قصفت، اعتقادا من الموجودين هناك أنها تتبع للقاعدة الجوية "مصراتة"، لكن للأسف كانت الطائرة تتبع قوات حفتر لذا تمكنت من قصف المعسكر الذي يتبع وزارة الدفاع بحكومة الوفاق".

اقرأ أيضا: "ميدل إيست آي" تكشف طبيعة ما يعانيه دماغ حفتر صحيا

التعليقات (0)