صحافة إسرائيلية

العميل "الملاك" أشرف مروان.. كيف ساهم في حرب 1973؟

أشرف مروان كان في حينه العميل الأكبر الذي عمل لصالح إسرائيل ولقب بـ"الملاك"- أرشيفية
أشرف مروان كان في حينه العميل الأكبر الذي عمل لصالح إسرائيل ولقب بـ"الملاك"- أرشيفية

كشف رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية الأسبق شلومو غازيت، عن إسهامات العميل المصري أشرف مروان، والذي يعتبر إسرائيليا "العميل الأكثر وثوقا".


وأكد الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، أنه كان على اطلاع ومعرفة "ودرس بمعمق، الإنذار الذي تلقيناه من أشرف مروان، الذي لقب بـ "الملاك"، عشية حرب 1973 (حرب أكتوبر)".


وأوضح في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن "أشرف مروان كان في حينه العميل الأكبر الذي عمل لصالح إسرائيل"، لافتا إلى أن "مكانته المميزة في قمة النظام المصري حولته وبحق لشخص موثوق في كل ما يتعلق بسياسة مصر والتحذير من اندلاع حرب بمبادرة مصرية".


ونوه إلى أن رئيس الحكومة ووزير الحرب ورئيس هيئة الأركان، كانوا يقرؤون تقارير المحادثات "الساخنة التي أجراها رجال الموساد مع مروان بفارغ الصبر"، موضحا أن "الجدل حول كون مروان عميل مخلص أو أنه كان مزروع من قبل المخابرات المصرية، تولد لدينا فقط بعد حرب 1973، ولم يكن لذلك تعبير في تعاملنا معه عشية الحرب".


وقال غازيت: "عندما بدأت الأنباء في الوصول إلى تدهور محتمل يمكن أن يصل إلى حرب، تجاهل النظام المعلومات التي تم الحصول عليها من المصادر الاستخبارية المختلفة، طالما أننا لم نسمع أي شيء من مروان". 

 

ولفت إلى أن "التغير حدث في 4 تشرين الأول/أكتوبر، عندما تلقى الموساد برقية من مروان طلب فيها الالتقاء بسرعة مع رئيس الموساد في لندن، من خلال استخدام كلمة السر التي تم الاتفاق عليها مسبقا كتهديد لشن حرب".


وفي اليوم التالي، 5 تشرين الأول/أكتوبر "وصل نبأ للاستخبارات العسكرية عن إخلاء عائلات الخبراء والمستشارين السوفييت، وهذا النبأ أدخل أجهزة الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب من الدرجة ج؛ وهي درجة التأهب الأعلى التي عرفتها إسرائيل منذ حرب الأيام الستة (حرب 1967)"، وفق الرئيس الأسبق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.


وأشار إلى أن "رئيس الموساد سافر في صباح اليوم التالي إلى لندن، وقبل خروجه أبلغ رئيس الاستخبارات العسكرية عن اللقاء المخطط له، ويبدو لي أنه لم يبلغ رئيس الحكومة عن هدف سفره"، مؤكدا أنه في "نفس اليوم وصل نبأ من مصدر 8200 عن مبادرة مشتركة؛ مصرية سورية، لمهاجمة إسرائيل".


وبين غازيت أن "رئيس الاستخبارات العسكرية أعطى أمرا بتجميد التقرير ومنع نشر هذا النبأ في الجهاز، في انتظار تقرير رئيس الموساد بعد الالتقاء مع مروان".


المصدر الأكثر وثوقا


وفي فجر يوم 6 تشرين الأول/ أكتوبر1973، "تلقى رئيس مكتب الموساد تقريرا هاتفيا من لندن، حذر من هجوم مصري سوري سيتم تنفيذه في عيد الغفران عند حلول الظلام"، وفق غازيت الذي أكد أن "رئيس مكتب الموساد وزع التقرير على رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس الاستخبارات العسكرية".


وتابع غازيت: "ولدهشتي، كنت بين الذين تلقوا التقرير حالا، وتم استدعائي لجلسة لدى وزير الدفاع مع رئيس الأركان ورئيس الاستخبارات، ولأنهم لم يرغبوا في إزعاج من قامت بالاختزال التي تعمل في المكتب في هذا الوقت المبكر (كان الوقت قبل الفجر)، طلب مني تسجيل ملخص النقاش الذي جرى".


وكان من الواضح، ضرورة القيام بتجنيد قوات الاحتياط على الفور بغرض الاستعداد في الجبهتين؛ سوريا ومصر، وكان الخلاف بين رئيس الأركان ووزير الدفاع فقط بخصوص حجم القوات التي يجب تجنيدها.


وأوضح غازيت أنه "بعد ساعة صادقت رئيسة الحكومة في وقتها غولدا مئير، على طلب رئيس الأركان القيام بالتجنيد الشامل، رغم أنها لم توافق على طلبه للقيام بضربة استباقية".


وأردف أنه "في ظهر اليوم نفسه وقبل ساعات معدودة من ساعة الصفر، التي أبلغ عنها العميل المصري، بدأ هجوم مشترك، وللأسف هذا حدث قبل ساعات من تجنيد الاحتياط واستعداده للحرب"، بحسب غازيت الذي أكد أن "كثيرين في الجيش الإسرائيلي لم يستعدوا كما يجب لحالة التأهب ج، التي أعلن عنها رئيس الأركان قبل ذلك بيوم".


كما أن "هناك وحدات في خط الجبهة، تصرفت بعدم مسؤولية وواصلت أجواء الراحة والروتين، وبعد تلقي التقرير من لندن تم اتخاذ كل الخطوات المطلوبة فورا، ولحسن حظنا فإن تحذير مروان تم تلقيه، رغم أنه جاء في وقت متأخر نسبيا".


ونوه الرئيس الأسبق للاستخبارات إلى أنه "لم يستخف أحد بمروان على اعتبار أنه المصدر الأكثر وثوقا في حينه، بل على العكس؛ لو لم يثقوا به ويعتمدوا عليه لكان الجيش الإسرائيلي قد استعد وتجند كما يبدو قبل أيام من ذلك، استنادا إلى المعلومات التي وصلت من مصادر استخبارية أخرى وحتى من الاستطلاعات على الأرض".

التعليقات (0)