صحافة دولية

البايس: ما خفايا زيارة ماكرون الرسمية للولايات المتحدة؟

تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة قد أتت على خلفية جملة من الضغوطات- جيتي
تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة قد أتت على خلفية جملة من الضغوطات- جيتي

نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن خفايا الزيارة الأولى للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى الولايات المتحدة الأمريكية في ظل ولاية الرئيس دونالد ترامب.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب وماكرون قد عادا من جديد لتأكيد الصداقة المفاجئة التي تجمع بينهما، وسيحاول الرئيس الفرنسي خلال هذه الزيارة، أن يمارس نفوذه وتأثيره حتى تقلص الولايات المتحدة من حدة حربها الجمركية وتحافظ على الاتفاق النووي مع إيران.


ومهما كانت نتيجة هذين الهدفين، لن يؤثر ذلك على الهدف الرئيسي لهذه الزيارة، الذي يكمن في إبراز أن كلا الزعيمين، قد تركا لندن وبرلين جانبا، من أجل إقامة علاقة مميزة تسمح لهما بالتعاون بشكل مشترك في مجالات مختلفة.


وبينت الصحيفة أنه بعد الهجوم الثلاثي على سوريا، تم تعزيز العلاقات بين ترامب وماكرون بشكل واضح. علاوة على ذلك، لطالما كانت فرنسا الحليف الأكثر وفاء للولايات المتحدة الأمريكية ودعمتها منذ البداية.


من جهة أخرى، يبدو أن العلاقة بين كلا الرئيسين قد تجاوزت الانسجام، حيث أكد الرئيس الأمريكي خلال زيارته إلى باريس في شهر تموز/ يوليو الماضي، أن "العلاقة بين الدولتين وبين الرئيسين غير قابلة للتدمير".

 

اقرأ أيضا: ترامب يحذر إيران ويتحدث عن اتفاق جديد حول برنامجها النووي


ونقلت الصحيفة عن الخبيرة في معهد بروكينجز للأبحاث، سيليا بيلين، أن "هناك علاقة شخصية متينة تربط بين الرئيسين، كما أنهما شخصان هامشيان، منشقان عن المؤسسة السياسية".


وتجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة قد أتت على خلفية جملة من الضغوطات، وسيسعى ماكرون بموجب هذه التحركات إلى إعفاء الاتحاد الأوروبي من الرسوم الجمركية الأميركية على الفولاذ والأليمنيوم، والتي تدخل حيز التنفيذ في غرة أيار/ مايو القادم.


وأردفت الصحيفة أنه يوم 12 أيار/ مايو القادم يوافق تاريخ الموعد النهائي لتجديد الاتفاقية النووية مع إيران، وينوي البيت الأبيض إلغاءه بحجة أنه لم يعمل على وقف التصعيد الباليستي أو يساهم في وضع حد لانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط، في المقابل، تعارض البلدان الأوروبية المساعي الأمريكية، وعلى رأسها فرنسا.


وفي هذا السياق، أكد الرئيس الفرنسي أنه "ليس راضيا تماما عن الوضع في إيران"، وتتمثل فكرته في "الاستمرار في الاتفاقية النووية طالما ليس هناك خيار أفضل للتعامل مع ملف السلاح النووي الإيراني"، كما يدرك ماكرون تماما أن خرق الاتفاق قد يؤدي لحدوث انشقاقات في العالم الغربي.


وأوردت الصحيفة أن موضوع إيران والتعريفات الجمركية واتفاقية المناخ قد هيمن على هذه الزيارة، إلى جانب ذلك، سيتم عقد اجتماعات ثنائية على أعلى مستوى، حيث ستلتقي السيدات الأوائل لكلا البلدين، وستنعقد أيضا مؤتمرات صحفية مشتركة، وعلى وجه الخصوص، سيلقي ماكرون كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس في ذكرى خطاب ألقاه الجنرال الفرنسي شارل ديغول أمام الكونغرس الأمريكي في 25 نيسان/ أبريل سنة 1960.


وأوضحت الصحيفة أن ماكرون على استعداد ليصبح الشريك المميز لترامب في أوروبا، ويرى البعض أن السيرة الذاتية للرئيس الفرنسي ومواقفه وحتى سنه، عوامل تجعل من هذا الأمر مستبعدا، في المقابل، اتسمت العلاقات بين كليهما بالانسجام والاحترام المتبادل، وجمعت بين الرئيسين مصالح مشتركة.

 

اقرأ أيضا: تفاصيل عشاء فاخر أعده ترامب على شرف ماكرون


ونقلت الصحيفة على لسان ألكسندرا دي هوب شيفر، مديرة مكتب صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، أن "هذه الزيارة ستكون بمثابة اختبار لاستراتيجية ماكرون"، وأضافت أن "السنة الأولى من الرئاسة المدمرة لترامب في الولايات المتحدة لم تؤثر على العلاقات الفرنسية الأمريكية، كما أن التخلي الواضح عن دور القيادة العالمية من طرف إدارة ترامب، عامل لم يضر بطموحات الرئيس الفرنسي الجديد".


والجدير بالذكر أن دي هوب شيفر هي أيضا مؤلف مشارك مع مارتن كوينزز في التقرير الذي يعنى بتحليل العلاقات الثنائية بين البلدين، والذي يعكس مدى استفادة ترامب من المصالح الفرنسية.


وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب يمكن أن يساعد ماكرون على تعزيز مكانته ومكانة فرنسا على الصعيدين الأوروبي والعالمي. ومن الواضح أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، قد تخلت عن دور الوسيط المفضل للولايات المتحدة فيما يعنى بشأن الاتحاد الأوروبي، مثلما كانت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.


في ظل هذا الوضع، استغل ماكرون الفراغ الأوروبي لإثبات نفسه في مركز الشريك المميز لواشنطن، كما استخدم أيضا قدرته على الإغراء ومهاراته، التي لجأ إليها في التعامل مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وأظهر ماكرون مساندته لترامب دون المساس بالمصالح الفرنسية.


وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين جيشي البلدين جديدة منذ القدم، وكانت مكثفة في السنوات الأخيرة، علاوة على ذلك، ساهم التدخل العسكري في سوريا، الذي لعبت فيه فرنسا دورا بارزا- على الرغم من أنه كان ثانويا- في تعزيز العلاقات بين البلدين وجيشهما.

التعليقات (0)