ملفات وتقارير

لماذا أحدثت مبادرة الهلباوي انشقاقا بين الأحزاب المصرية؟

الهلباوي أطلق مبادرة للمصالحة بين الإخوان والنظام في مصر- أرشيفية
الهلباوي أطلق مبادرة للمصالحة بين الإخوان والنظام في مصر- أرشيفية

جدل جديد تشهده الساحة السياسية المصرية بعد المبادرة التي أطلقها القيادي الإخواني السابق، كمال الهلباوي، عبر "عربي21"، للمصالحة بين نظام الانقلاب والإخوان المسلمين، وقد شهدت ردود الفعل التي صدرت عن الأحزاب والشخصيات السياسية تغيرا للمرة الأولي، حيث تنوعت بين القبول والتحفظ والرفض، بينما كانت في الماضي لا تعرف سوى كلمة "لا".


ولعلها المرة الأولي التي يشهد حزب مؤيد لرئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، انشقاقا بسبب المصالحة، حيث قدم نائب رئيس حزب المحافظين وعدد من القيادات استقالاتهم، بعد أن أعلن رئيس الحزب وعضو البرلمان أكمل قرطام قبوله لفكرة المصالحة لخروج مصر من أزمتها الراهنة. 


هذه الحالة التي أحدثتها مبادرة الهلباوي طرحت العديد من التساؤلات عن هدفها، ولماذا طرحت الآن، ولماذا يبادر إليها الهلباوي، الذي أعلن في آذار/ مارس 2014 عبر التلفزيون المصري رفضه القيام بوساطة مع الإخوان المسلمين، وتطرح المبادرة كذلك أسئلة عن جدوى موقف أحزاب دعم السيسي، وهل يمثل قبولهم إضافة أو رفضهم قوة.


من جانبه، رحب رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية سعد الدين إبراهيم بمبادرة الهلباوي، مؤكدا أن مصر بحاجة ماسة لعودة الإخوان المسلمين وحزب الوفد لسابق عهدهما في الحياة السياسية، وأن عودتهما بقوة أصبح أكثر ضرورة لإحداث توزان مع نظام السيسي المسيطر على مصر.


أما الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، ورئيس لجنة الخمسين لوضع الدستور، عمرو موسى، والذي طرح الهلباوي اسمه ضمن لجنة الحكماء المقترحة، فقد تعامل بدبلوماسية مع الدعوة، نافيا أن يكون الأخير تواصل معه في هذا الشأن، رافضا التعليق على المبادرة، ولم يقدم حولها إجابة بالنفي أو القبول، وهو ذاته ما راج عن موقف رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد فايق.


تأييد وتحفظ

 
وعلى صعيد الأحزاب السياسية؛ فقد تنوعت المواقف بين الرفض والقبول، وهي المرة الأولى التي تشهد فيها الحياة الحزبية هذا الجدل منذ انقلاب تموز/ يوليو 2013 حول المصالحة مع الإخوان، فبجانب حزب المحافظين، رحب حزب البناء والتنمية بالمبادرة، وقال المتحدث باسمه، خالد الشريف، إنهم يدعمون أي جهد ومبادرة للحل السياسي للأزمة المصرية.

 

اقرأ أيضا: الهلباوي يطلق مبادرة جديدة لإنهاء أزمة مصر.. هذه تفاصيلها

أما حزب الكرامة، فقد تحفظ على لسان نائب رئيسه عبد العزيز الحسيني على المبادرة، واشترط لقبولها أن تعترف الإخوان بما اعتبرها أخطاءها عن الفترة الماضية، داعيا كل الأطراف المعنية بالأزمة لطرح رؤاهم المستقبلية، سواء السلطة أو الإخوان، مشيرا إلى أن حل الأزمة لن يتم بدعوة للمصالحة أو تقديم مبادرات، وإنما بأن يتبرأ الجميع من أخطائه، وأن يعترف بها، على حد قوله.


رفض دائم

 
على الجانب الآخر استقبلت أحزاب دعم السيسي، سواء المشاركة بائتلاف دعم مصر، أو الأخرى المؤيدة له داخل البرلمان، مبادرة الهلباوي بالرفض، حيث أعلن رئيس حزب المصريين الأحرار، عصام خليل، في بيان وصل "عربي21 " نسخة منه، رفض حزبه النهائي للمصالحة مع الإخوان، واعتبر من يقبلها خائنا لما اعتبره ثورة 30 حزيران/ يونيو 2012.


وهو ذاته ما ذهب إليه اللواء يحيى الكدواني، عضو ائتلاف دعم مصر، ووكيل لجنة الدفاع والأمن القومي الذي وصف المبادرة بالخبيثة التي يراد بها السوء لمصر، وقد اتفق معه رئيس حزب المستقبل، أشرف رشاد، واعتبر المعركة مع الإخوان صراع وجود وليس خلافا سياسيا، بينما ذهب البرلماني والكاتب الصحفي المقرب من المؤسسة العسكرية، مصطفى بكري، إلى أن المبادرة مرفوضة من النظام والشعب على حد سواء.


من جانبه، أكد الباحث المتخصص في علم الاجتماع السياسي، سيف الدين المرصفاوي، لـ"عربي21"، أن موقف الأحزاب السياسية الرافض لفكرة المصالحة مع الإخوان طبيعي؛ لأن وجود هذه الأحزاب ارتبط بغياب جماعة الإخوان، كما أنها أحزاب تمثل الظهير السياسي لنظام السيسي، وبالتالي فهجومهم متوقع طالما لم يعلن السيسي أو أي من نظامه قبول فكرة المصالحة، وفي حال الموافقة عليها من السيسي سوف تتحول مواقف هذه الأحزاب للنقيض.


وأشار المرصفاوي إلى أن مبادرة الهلباوي تحمل علامات استفهام، منها أن الرجل نفسه سبق أن صرح أكثر من مرة رفضه الوساطة مع الإخوان، بل إنه انتقد دعاة هذه المصالحة، ولذلك فهذا التغيير في المواقف يمكن أن يكون وراءه جهات ما تريد جس نبض الإخوان تحديدا، بعد أن تم طرح فكرة المصالحة منذ شهر على لسان عماد الدين أديب، وكان الهدف منها جس نبض أنصار النظام.

 

اقرأ أيضا: الإخوان: هذا هو موقفنا من مبادرات حل الأزمة المصرية‎

وتوقع المرصفاوي أن تشهد الأيام المقبلة تزايدا لهذه الأفكار، من أجل وضع الإخوان دائما في خانة الرفض، خاصة أن الأفكار المطروحة بها بنود مستحيل قبولها من الطرفين، مشيرا إلى أن المصالحات الفعلية لا تظهر للعلن إلا بعد التوصل لتوافقات محددة، وهو ما لم يحدث حتى الآن. حسب قوله.

التعليقات (3)
من يدني
السبت، 28-04-2018 11:56 ص
وهل تسمح تل ابيب والرياض والإمارات بالمصالحة بين النقلاب والجماعه الا. بشروطهم
asdfabbagmail.com
السبت، 28-04-2018 11:01 ص
الهبل الكلب عميل الصهاينة.والله لو لم يكن عميل لما رضي بقتل إخوانه بالآلاف.إبن الكلب القبر قريب منك والخسيسي تبرأ منه.
مصري جدا
السبت، 28-04-2018 10:20 ص
سبق وان كتبت وساظل اكتب ان الصلح خير ،،، اكتب هذه الكلمات ورئيس كوريا الشمالية قد عبر الخط الفاصل بين الكوريتين بعد عداء وحروب وقتلى ودماء دام عقود ،،، اكتب لان السياسة آم المصالح والتصالح لا تعرف العدواة الدائمة ولا الخصومة الدائمة لكنها المصالح الدائمة ،،، حتى الاحزاب التي ترفض او تؤيد المصالحة تحكمها المصالح ،، المصالحة او التفاهمات المؤلمة هي المخرج الاقل ضررا وثمنا لكافة الاطراف خاصة الاخوان ،،، الاخوان اشد حاجة للمصالحة من النظام وفي هذا شرح كثير ،، يكفي انه بغياب الاخوان تمدد الالحاد والشذوذ في الفراغات الحادثة ،،، لكن من الطبيعي ان يخرج من الطرف الاخواني من يقول لا تصالح او يقول لواء في البرلمان انه يجب محاكمة من يتحدث عن الاخوان وهي نفس العقلية التي جعلت رئيس هيئة الارصاد الجوية المصري يطالب بمحاكمة من يتحدث عن الارصاد من غير الهيئة وربما يخرج علينا ثالث يطالب بمحاكمة من يتحدث بالمطلق ،،، اما موضوع الشروط المعلنة من هنا او هناك فهي استهلاك اعلامي لانه بمجرد قص شريط المصالحة والذي سيكون بالطبع في الغرف المغلقة بعيدا عن الاعلام بل بعيدا عن كثيريين ممن يتصدرون المشهد سيكون التفاهم والتنازل والضغط بكل الاوراق ،،،، نعم هناك اطراف داخلية وخارجية مستفيدة من الحالة المصرية المآزومة ،،، لكن نظام السييي لن يفدم بنفسه على المصالحة لكنها ستكون توجه دولي واقليمي عندما تكون مصالحهم ايضا في منطقة التصالح ،، وهنا مربط الفرس ،،، هل يملك الاخوان وانصار الاخوان الاوراق التي تدفع بالاطراف الاقليمية والدولية الفاعلة للدفع في اتجاه المصالحة ،،، اتصور انه حتى اليوم الاجابة لا ،، لذا على الاخوان وانصار الاخوان الدفع بقوة في هذا الاتجاه ،،، هذه هي السياسة وغيرها تكون الفهلوة المصرية البغيضة التي اوردتنا المهالك ،،،