صحافة دولية

كيف عكست زيارة ميركل فتور العلاقات الأمريكية الألمانية؟

ترامب وجه لميركل سابقا العديد من التهم على خلفية قبولها فتح الأبواب أمام كل اللاجئين غير الشرعيين- البايس الإسبانية
ترامب وجه لميركل سابقا العديد من التهم على خلفية قبولها فتح الأبواب أمام كل اللاجئين غير الشرعيين- البايس الإسبانية

نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن زيارة ميركل إلى واشنطن التي عكست الحجم الحقيقي للعلاقة بين واشنطن وبرلين، مقارنة بزيارة ماكرون.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن زيارة ميركل إلى واشنطن لم تكن بالمستوى ذاته لزيارة ماكرون، إذ اقتصرت على رحلة سريعة وغداء عمل، على عكس القبلات والعشاء الفخم والموكب العسكري الذي أُعد لاستقبال ماكرون.

 

عموما، عكست الرحلة السريعة، التي قامت بها المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إلى البيت الأبيض، حجم العلاقات بين واشنطن وبرلين.

 

وبعيدا عن التقارب الذي ميز العلاقات بين البلدين في عهد أوباما، لعب الرئيس الأمريكي والزعيمة الألمانية دور الخصمين اللذين أجبرا على لقاء بعضهما البعض.

وبينت الصحيفة أن ميركل تعد من بين أولئك الذين ضغطوا على الولايات المتحدة؛ للحفاظ على الاتفاقية النووية مع إيران، وإعفاء أوروبا من التعريفات الجمركية، في ظل عدم مبالاة ترامب.

ترامب لم يحرك ساكنا. ففيما يتعلق بالتعريفات الجمركية، كان حريصا على عدم إظهار نواياه، واكتفى بقوله المعتاد: "أطلب المعاملة بالمثل وأطالب بتحقيق العدالة".

من جهتها، ظهرت ميركل في واشنطن وفي يدها بعض الوثائق، تحمل إحداها خطة لشراء أسلحة بقيمة 550 مليون دولار، من شأنها أن تخدم رغبة واشنطن من حيث زيادة الإنفاق العسكري الألماني إلى حدود 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول سنة 2024.

وأوردت الصحيفة أن أحد مطالب ميركل خلال هذه الزيارة، باعتبارها واحدة من قادة أوروبا، تكمن في إعفاء الاتحاد الأوروبي من الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على الفولاذ والألمنيوم، التي تدخل حيز التنفيذ في غرة أيار/ مايو القادم.

 

كما سعت ميركل أيضا إلى الضغط على البيت الأبيض؛ بهدف إقناعه بعدم التخلي عن الاتفاقية النووية مع إيران في 12 أيار/ مايو المقبل.


اقرأ أيضا: التايمز: من غيّر موقفه تجاه إيران.. ترامب أم ماكرون؟


وحول النقطة الأخيرة، أكدت ميركل، تماما كما هو الحال بالنسبة لماكرون، على أن هذه الاتفاقية تغد غير كافية. وفي هذا الصدد، صرحت ميركل، قائلة: "صحيح أن احتواء النفوذ الإيراني سيكون أمرا غير كاف، لكن في أسوأ الحالات سيكون ذلك بمثابة أولى الخطوات التي ستخدم المنطقة بأسرها".

وأضافت الصحيفة أن ترامب لم يحرك ساكنا. ففيما يتعلق بالتعريفات الجمركية، كان حريصا على عدم إظهار نواياه، واكتفى بقوله المعتاد: "أطلب المعاملة بالمثل، وأطالب بتحقيق العدالة".

 

أما فيما يتعلق بعلاقتنا بالاتحاد الأوروبي، فلدينا عجز تجاري يصل إلى حوالي 150 مليار دولار، من بينها 50 مليار دولار في قطاع السيارات".

 

علاوة على ذلك، فضل ترامب عدم المضي قدما في الحوار حول الملف الإيراني، حيث اعتبر أن "النظام الإيراني هو نظام قاتل، وسيواصل دعم الإرهاب في الشرق الأوسط بأكمله".

وأوردت الصحيفة أن ترامب اختتم الاجتماع، دون تحقيق أي تقدم ملموس، على عكس ما حدث تماما خلال زيارة الرئيس الفرنسي منذ أيام.

 

والجدير بالذكر أن زيارة ماكرون الأخيرة إلى واشنطن عكست الصداقة الفريدة من نوعها التي تجمع بين كلا الزعيمين، على عكس زيارة ميركل، التي سلطت الضوء على مدى فتور العلاقات الألمانية الأمريكية.

أفادت الصحيفة أنه بالإضافة إلى عدم الثقة المتبادلة بين الزعيمين، يضاف عدم الانسجام الشخصي بينهما أيضا، كما هو الحال بالنسبة لرئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، التي بدت عاجزة عن التواصل مع المستشارة الألمانية

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب، خلال فترة ترشحه للرئاسة، هاجم ميركل بشدة في خضم أزمة اللاجئين السوريين، واتهمها بتدمير بلادها، كما وجه لها العديد من التهم على خلفية قبولها فتح الأبواب أمام كل اللاجئين غير الشرعيين.

 

وعند فوزه في الانتخابات، لم يستطع ترامب ضبط نفسه، وتجنب مصافحة ميركل أمام الكاميرات خلال زيارتها إلى البيت الأبيض خلال السنة الماضية. وبعد فترة وجيزة، لم يتوان ترامب عن نعت السياسة الألمانية "بالسيئة".

 

وبينت الصحيفة أنه في عالم ترامب، كل شيء يخضع لعقيدة "أمريكا أولا". وعلى العموم، تعدّ ميركل المنافسة الأساسية بالنسبة له، فهي تجسد أوروبا التي لا تثق به، وتتولى إدارة البلاد التي تتمتع بأكبر فائض مالي في العالم، الذي يقدر بحوالي 248 مليار يورو.

 

ويمثل ذلك إهانة بالنسبة لرئيس يعاني اقتصاد بلاده من عجز تجاري بلغ حوالي 12 بالمئة خلال السنة الماضية، ليصل إلى 500 مليار يورو، مقابل 52 مليارا بالنسبة لألمانيا.

وفي الختام، أفادت الصحيفة بأنه بالإضافة إلى عدم الثقة المتبادلة بين الزعيمين، يضاف عدم الانسجام الشخصي بينهما أيضا، كما هو الحال بالنسبة لرئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، التي بدت عاجزة عن التواصل مع المستشارة الألمانية. إلى جانب ذلك، يرى ترامب ألمانيا بمثابة حليف بعيد المنال.

 

وهنا تجدر الإشارة إلى أن العلاقات المميزة بين البلدين، ومع ميركل بصفة خاصة، انتهت منذ عهد أوباما؛ إذ حل ماكرون في الوقت الراهن محل المستشارة الألمانية.


التعليقات (0)