ملفات وتقارير

"صوان" يهاجم "حفتر".. هل سيؤثر على تحركات "المشري"؟

أثار هجوم صوان على حفتر وتصريحاته تكهنات حول ما مدى تأثير ذلك على تحركات "المشري" - فيسبوك
أثار هجوم صوان على حفتر وتصريحاته تكهنات حول ما مدى تأثير ذلك على تحركات "المشري" - فيسبوك

هاجم رئيس حزب العدالة والبناء الليبي، محمد صوان، التصريحات التي أدلى بها اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، إثر رجوعه إلى ليبيا مؤخرا بخصوص الانتخابات المرتقبة.

واعتبر صوان "تصريحات حفتر حول رفضه للانتخابات وحديثه عن سيطرة الجيش، أنها تهدد مدنية الدولة والنظام الديمقراطي"، وفق تصريحاته.

وسخر حفتر، الذي اختفى عدة أيام في سرية وتكتم شديدين، من الانتخابات المنتظرة واصفا إياها بـ"تمثيل"، معتبرا أن "الجيش هو الضمان الحقيقي لتوفير حياة سعيدة للشعب الليبي".

 

اقرأ أيضا: رئيس العدالة والبناء: تصريحات حفتر مرفوضة بشأن الانتخابات

تحركات "المشري"
وجاء هجوم "صوان" بالتزامن مع تحركات يقوم بها رئيس مجلس الدولة الأعلى الليبي، والقيادي بـ"العدالة والبناء"، خالد المشري للتقارب مع البرلمان في الشرق الليبي إنهاء لحالة الانقسام والاحتقان بين المؤسستين، كان آخرها لقاءه برئيس البرلمان، عقيلة صالح بالمغرب.

وأثار هجوم صوان على حفتر وتصريحاته تكهنات حول ما مدى تأثير ذلك على تحركات "المشري" وتقاربه حتى مع أعضاء بالبرلمان مقربون من "حفتر" ومعسكره؟ أم أن "صوان" يتصرف في إطار حزبي وفقط"؟

"توزيع أدوار"
من جهته، رأى الكاتب والباحث السياسي الليبي، عزالدين عقيل، أن "الأمر كله يدخل في إطار توزيع الأدوار. فالمشري يسعى إلى توحيد السلطة بينه وبين عقيلة صالح، ويسعى أيضا لتحقيق ودعم التيار الإسلامي واستمرار استفرادهم بمجلس الدولة".

وصرح لـ"عربي21"، أن "صوان يتحرك في إطار حزبي. فهو يريد الانتخابات ويراهن على الفوز بها، ويحلم بأن يكون الرئيس من حزبه. لذا تحركات "المشري وصوان" الآن مختلفة الأهداف، لكن سيلتقون قطعا في نقطة دعم "الإسلام السياسي" الذي يمثلانه"، وفق تعبيره.

وحول تأثير التصريحات على تقارب المشري وصالح، قال: "حقيقة عودة حفتر أربكت المشهد. وخطابه الأخير انتخابي فقط. وعقيلة صالح كان يعلم كل شيء عن غياب "حفتر" لذا حرق صورة "المشري" في الشرق الليبي سيكون فيها إحراج لصالح كونه القائد الأعلى للجيش".

تصريحات صائبة
وقال الصحفي الليبي، عبدالله الكبير، إن "تصريحات صوان بشأن مدنية الدولة والإصرار على المسار الديمقراطي صائبة تماما. أما بخصوص تأثيرها على التقارب بين البرلمان ومجلس الدولة، فنعم سيتراجع التواصل بين المؤسستين".

وأضاف لـ"عربي21": "سيكون التواصل بين الطرفين شكليا فقط استجابة لبعض الضغوط الخارجية. أما جوهريا، فلن تقبل الأطراف السياسية في الشرق أي تقارب مع مجلس يقوده عضو في حركة الإخوان المسلمين"، وفق تعبيره.

 

اقرأ أيضا: "العدالة والبناء" الليبي يتهم حفتر بـ"عرقلة العملية السياسية"

الناشط السياسي الليبي، محمد مراجع، أشار إلى أن "تصريحات حفتر تهدد مستقبل الانتخابات وفرص نجاحها، والرد عليه كان يجب أن يكون من المؤسسات السياسية والأحزاب وبعثة الأمم المتحدة، لذا ما قام به "صوان" هو في السياق الطبيعي".

وتابع في تصريح لـ"عربي21":"موقف صوان لن يؤثر كثيرا على تحركات "المشري" الذي يستهدف الحوار مع عقيلة صالح ومجلس النواب والذين أكدوا على قبولهم بمسار الانتخابات بعكس حفتر".

تراجع "حفتر"
وأكد عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، إبراهيم الأصيفر، أن "كلام حفتر منافيا لما كان يصرح به في السابق، والذي يعد تراجعا من قبله، لكن تصريحات رئيس الحزب (صوان) ليست منافية لرغبات نواب الشرق الليبي، بل تتماشي مع متطلباتهم وخطة البعثة الأممية"، حسب رأيه.

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "طموحات حفتر وطموحات رئاسة البرلمان متعارضة. وتصريحات صوان ليست هي المشكلة. والحياة السياسية كلها مناكفات. وأعتقد أن تصريحا من طرف والرد من طرف آخر لن يؤثر بشكل كبير في الأزمة الليبية".

خيار التفويض
وأشار الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد، إلى أن "تصريحات صوان تأتي منسجمة مع خطاب حزبه المؤكد على رفض أي مشروع عسكري للحكم. ولعل حملة التفويض المجمدة حالياً خير دليل على موقف حفتر المريب من الانتخابات".

وحول تأثير ذلك على علاقة "البرلمان-ومجلس الدولة"، توقع أبو زيد أن "يكون رجوع حفتر للمشهد هو الذي سيعيد التوتر للعلاقة بين المجلسين، خاصة وأن الرجل هو المعرقل الأبرز، ولازال خطابه يتجاهل كل الجهود المبذولة للحلحلة السياسية"، وفق قوله.

وقال الإعلامي الليبي، ياسين خطاب، في تصريح لـ "عربي21" إن "عودة حفتر سيكون لها ما بعدها لاسيما فيما يتعلق بإدارة الحوار السياسي من قبل مجلس النواب، وربما قد يصل الحال إلى تغييرات تطال رئاسته لصالح شخصية أقرب إلى  حفتر من عقيلة صالح".

"خطاب تعبوي"
واعتبر المدون الليبي من بنغازي، فرج فركاش، أن "خطاب حفتر حول الانتخابات كان خطابا إعلاميا تعبويا موجها لأنصاره، ويهدف إلى رفع سقف مطالب لأي مفاوضات قادمة. لكن الوقائع تقول إن الحسم العسكري مستحيل، ولا وصول للسلطة إلا عبر الانتخابات".

وأضاف في تعليقه لـ"عربي21": "حفتر شخص براغماتي. وسنرى في الأيام القادمة كيف سيتغير خطابه. ومصادرنا تقول إن حفتر يبارك سريا لقاء "صالح-المشري"، بل كان يوجد في اللقاء ممثل عنه وهو عبد الباسط البدري"، حسب معلوماته.

التعليقات (0)