ملفات وتقارير

ما تأثير انتشار قوات فرنسية على حسم مستقبل منبج؟

سبق أن أعلنت فرنسا أنها ستزيد مساهمتها في التحالف الدولي في سوريا- جيتي
سبق أن أعلنت فرنسا أنها ستزيد مساهمتها في التحالف الدولي في سوريا- جيتي

كشفت وسائل إعلام كردية عن انتشار قوات فرنسية إلى جانب قوات أمريكية في مدينة منبج بالقرب من المنطقة الفاصلة بين "قوات سوريا الديمقراطية- قسد" وفصائل المعارضة في منطقة "درع الفرات".

ونشرت صفحة "فرات أف أم"، صورا لمدرعات ترفع العلم الفرنسي برفقة مدرعات أمريكية أثناء تجوالها في مناطق قريبة من مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي.

ويأتي ذلك بعد جولة استطلاعية قامت بها القوات الفرنسية قبل أيام في مدينة منبج، برفقة قوات أمريكية وكردية، بحسب وكالة "الأناضول" التركية.

من جانبه، أكد الإعلامي السوري أحمد محمد، انتشار القوات الفرنسية في مدينة منبج، ناقلا عن مصادر داخل المدينة تأكيدها مشاهدة قوات فرنسية في داخل المدينة.

وأضاف محمد وهو من منبج، أن هذه هي المرة الأولى التي يشاهد فيها قوات فرنسية في مدينة منبج، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

 

ونشرت صحيفة "حرييت" التركية، صورة تظهر تواجد مدرعة فرنسية بجنودها، وتحمل العلم الفرنسي، تؤدي دورية مشتركة مع قوات أمريكية وسط مدينة منبج.


 

ونقلت الصحيفة عن مصادر سورية قولها، إن عدد الجنود الفرنسيين المتواجدين في منبج يبلغ 50 جنديا.

وكان شرفان درويش المتحدث باسم "مجلس منبج العسكري" التابع لـ"قسد"، قال الثلاثاء الماضي، إن الولايات المتحدة وفرنسا تؤسسان لقاعدة عسكرية جديدة في منبج السورية.

وأشار درويش إلى أن "القاعدة الأمريكية الفرنسية الجديدة يتم تجهيزها على الخط الشمالي لمنبج، لتضاف إلى القواعد الموجودة مسبقا غربي المدينة، فيما يتم تسيير دوريات برية وجوية لمراقبة وحماية المنطقة".


ويأتي انتشار القوات الفرنسية بعد أيام قليلة من حديث وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو عن خارطة طريق بين بلاده والولايات المتحدة في سوريا، بموجبها ستنسحب الوحدات من منبج حتى لا تضطر تركيا للتدخل العسكري كما جرى في عفرين.

 

اقرأ أيضا: تشاووش أوغلو يشير لتفاهم مع أمريكا بشأن منبج بعد بومبيو

وفي هذا الصدد، اعتبر محمد أن نشر فرنسا لقواتها في منبج يأتي ضمن المناكفات الفرنسية-التركية التي تجددت مؤخرا بشأن ما يجري في سوريا.

لكنه قلل في الوقت ذاته من تأثير وجود القوات الفرنسية في حسم مستقبل مدينة منبج، قائلا لـ"عربي21": "إن حسم مستقبل منبج رهن الاتفاقات الأمريكية-التركية، وليس لطرف خارج ذلك التأثير بما يجري في المدينة، ووجوده ثانوي أيا كان هذا الطرف"، وفق قوله.

أما الباحث السوري مهند الكاطع، فاعتبر بدوره أن انتشار القوات الفرنسية في منبج وغيرها من المناطق الشمالية والشرقية في سوريا، "ثمرة اتفاق أمريكي-فرنسي غير معلن، سعت واشنطن لعقده تجنبا للحرج مع تركيا، التي تمارس ضغوط كبيرة عليها، وتحديدا في منبج".

وأضاف الكاطع لـ"عربي21"، أن "حرص واشنطن على إشراك فرنسا يعد انقلابا على التفاهمات مع أنقرة، التي سماها جاويش أوغلو بخارطة طريق".

 

وعلق بالقول: "واشنطن تأخذ التهديدات التركية باقتحام منبج على محمل الجد، ولذلك أدخلت القوات الفرنسية إليها، كي تفكر أنقرة مليا قبل التحرك العسكري في المنطقة".

ولفت الباحث إلى ما وصفه بـ"الحساسية التاريخية التركية-الفرنسية، وتحديدا في المسائل الحدودية بين سوريا وتركيا، منذ أيام الانتداب الفرنسي لسوريا".

لكن وبحسب الكاطع، فإن الحكم على مستقبل منبج حتى مع وجود قوات فرنسية ما زال مبكرا، مضيفا أنه "لا بد من معرفة حجم القوات الفرنسية، وجدية التهديدات التركية في مدينة منبج".

وختم الباحث معبرا عن اعتقاده بأن "تركيا لن تتدخل في منبج دون توافق حقيقي مع الولايات المتحدة، وهذا ما لن يحصل في القريب المنظور على الأقل".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أكد مرارا أن تركيا لن تدخر جهدا في نزع سيطرة الوحدات الكردية على منبج، وإعادتها لسكانها الأصليين (العرب).

 

اقرأ أيضا: فرنسا ترسل قوات خاصة لتعزيز التواجد الأمريكي بسوريا

 
يذكر أن وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أعلن الأسبوع الماضي، أن فرنسا أرسلت جنودا من قواتها الخاصة إلى سوريا خلال الأسبوعين الماضيين؛ لتعزيز القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا.

التعليقات (0)