صحافة دولية

مجلة أمريكية: كيف تستمتع بعملك حتى وإن كنت لا تحبه؟

على الموظف أن يتعلم التكيف مع مشاعره المختلفة - أرشيفية CC0
على الموظف أن يتعلم التكيف مع مشاعره المختلفة - أرشيفية CC0
 نشرت مجلة "سايكولوجي توداي" الأمريكية تقريرا تحدث فيه عن كيفية تحفيز نفسك للذهاب إلى العمل، خاصة إن كنت تعاني من الإرهاق والانزعاج، الذي من شأنه أن يضع علاقاتك في خطر ويكون سببا غير مباشر لمشاكل سوء الفهم.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن عدم الرغبة في الذهاب إلى العمل قد يؤثر سلبا على الشخص، وعلى إنتاجيته في العمل، ويضر بعلاقاته الاجتماعية. لذلك، من الضروري معرفة ما يمنعك من التواجد بشكل إيجابي في محيط العمل، لاسيما إذا كان عملك من النوع الذي يتطلب مشاركة مع الآخرين لتكون نتائجه مثمرة. 

وأشارت المجلة إلى أنه من السهل التعرف على الألم الجسدي على غرار التواء الكاحل أو إغلاق الباب على إصبعك، وقد تحتاج لإجراء بعض التغييرات على خطة عملك للسماح إلى جسمك بالتماثل إلى الشفاء. أما إذا كنت تعاني من مشاكل عاطفية، فمن الأرجح أنك تتجاهل الألم وتخفيه عن الآخرين أو تتناساه كما لو أنه غير موجود. وعندما لا ترغب في الذهاب إلى العمل، أو عندما تشعر في نهاية اليوم أنك مستنزف عاطفيا، فمن المحتمل أنك تعاني من الإرهاق في مرحلة إما متقدمة أو متأخرة.

وفي حال تغلبت هذه المشاعر على حياتك، فقد تصاب بالاكتئاب. وفي الحقيقة، تكشف هذه المؤشرات مدى أهمية مراجعة أخصائي نفساني للتخلص من الاكتئاب، وتأثيرات الإرهاق السلبية على صحة الإنسان وحياته.

ونقلت المجلة ما ذكره كل من الدكتور في الطب نعيم الأسود، والدكتورة في الفلسفة زينة غصوب، ودكتور علم النفس ريلي نادر، الذين أكدوا أن الإرهاق هو مرض عاطفي خبيث؛ يبدأ في الظهور عندما تتراكم خيبات الأمل والجهود غير المعترف بها والإرهاق الناجم عن كثرة العمل. وعندما لا يكون هناك أي ارتياح جسدي أو اجتماعي أو روحاني، تتفاقم العواطف المكبوتة لتهاجم جميع أنظمة الجسم. 

وفي الواقع، يتسبب هذا النوع من الاضطرابات في عدم التمتع بقسط كاف من النوم، والشعور بآلام في الجسم، مع إيجاد صعوبة في التحكم في العواطف؛ ما من شأنه أن يؤثر سلبا على ثقتك بنفسك ويفقدك الرغبة في الذهاب إلى العمل.
 
وأضافت المجلة أنه حتى لو اقتصر الدافع وراء اختيارك لعملك على الحصول على المال، أو اعتباره خطوة ضرورية تفتقر للمتعة في سبيل تحقيق حلمك، فإن الواقع سيجعلها مهنة مخيبة للآمال. وفي الحقيقة، إن الشعور بأن المهمة التي أوكلت إليك أثقلت كاهلك أو أن مهاراتك لم تستغل بالقدر الكافي، يعزى إلى عدم حصولك على الدعم الذي تحتاجه للنجاح، أو أن مختلف جوانب عملك تدار بصفة تفصيلية. في هذه الحالة، سيتحول الحماس إلى استهتار وسيفقدك ذلك الشعور بالهدف من عملك وربما إحساسك بذاتك. 

وتطرقت المجلة إلى ثلاث طرق للتخفيف من حدة الإرهاق بعد العثور على وظيفة جديدة. وتتمثل هذه الطرق في القيام بتشخيص مبكر حول الوعي الذاتي بالعاطفة، وبناء نظام دعم اجتماعي خاص بك مع الحفاظ عليه، بالإضافة إلى التأكد من الشعور بالمعنى والقيمة والهدف في عملك.

وأشارت المجلة إلى أنه لا يتعين عليك البحث عن سبب ملموس لوجودك. في المقابل، يجب عليك التركيز على ما تشعر به عند البحث عن  هدف حياتك، أكثر من التركيز على ما تفعله. ولا بد أن تسعى لاكتشاف ما يجعلك تشعر أنك على قيد الحياة ومرتبط بما حولك، عوضا عن البحث عن التميز في الشيء الذي تحتاج للقيام به. وبهذه الطريقة، قد تجد الاكتفاء بغض النظر عن مدى تواضع وظيفتك. 

وبدلا من أن تطرح أسئلة على غرار "ما هو الهدف من حياتي؟" حاول تغييرها والتركيز أكثر على مصدر إلهامك سواء كنت تشارك في ماراثون، أو تقرأ كتابًا لطفلك، أو تخطط لعقد اجتماعات خلال الأسبوع.

وذكرت المجلة أن هناك بعض التغييرات التي يمكن أن تطرأ على نفسية الفرد بشكل طبيعي وفق مختلف مراحل حياته، أو الرؤية التي يكتسبها مع النضج. لكن للأسف، لا توجد وسيلة لمعرفة ما الذي سيعطيك إحساسا بالاكتفاء في المستقبل. 

وأوردت المجلة ما قاله أستاذ جامعة هارفارد دانييل غيلبرت، في كتابه "التعثر في السعادة"، الذي أوضح أن دماغ الإنسان غير مجهز للتنبؤ بالمستقبل. كما لا يمكنك معرفة ما ستشعر به في وظيفة جديدة أو علاقة جديدة حتى تعيش هذه المرحلة، خاصة إذا لم تكن سعيدا الآن. وأضاف غيلبرت قائلا "لا يمكننا الشعور بالرضا عن مستقبل خيالي عندما نكون مشغولين بشعور سيئ حيال حاضر حقيقي". لذلك من الأفضل اكتشاف ما يعطيك إحساسا بهدفك من الحياة الآن، بدلا من انتظار تغيير حياتك.
 
وفي الختام، أكدت المجلة أنه عندما تكون على دراية بعواطفك ويمكنك تحويل تركيزك إلى ما يجعلك تشعر بتحسن، ولديك أصدقاء وزملاء موثوقين يساعدونك على البقاء مرتبطا بمن حولك، فإن ذلك سيجعلك تعيش بإحساس قوي بالهدف الذي ستحققه من هذه الحياة. ومن خلال الاستقرار العاطفي، يمكنك تحقيق التوازن النفسي خلال اللحظات الصعبة، من بينها الإرهاق. 
التعليقات (0)

خبر عاجل