صحافة دولية

هكذا صنعت إيران فرقة بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية

أوردت الصحيفة أنه "على عكس المحور الأمريكي الإسرائيلي، يدافع الاتحاد الأوروبي على الاتفاق النووي"- جيتي
أوردت الصحيفة أنه "على عكس المحور الأمريكي الإسرائيلي، يدافع الاتحاد الأوروبي على الاتفاق النووي"- جيتي

نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الانقسام الذي وقع بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، والذي ساهمت إيران في تعميقه بشكل كبير، في وقت يهدد فيه إلغاء الاتفاق النووي بنشوب حرب وتصعيد المزيد من التوتر في العالم.


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، حذر من إلغاء الاتفاق النووي بين القوى العالمية والاتحاد الأوروبي، وهي الخطوة التي يمكن أن تؤدي إلى اندلاع حرب في الشرق الأوسط، معتقدة أن "هذا التحذير يبدو جادا وواقعيا، خاصة إذا لم يتخذ الأوروبيون التدابير اللازمة لإنقاذ الاتفاق الذي استغرق سنوات من التفاوض، والذي أرضى جميع الأطراف".


وبينت الصحيفة أن هذه الحرب من الممكن أن تندلع بعد تاريخ 12 أيار/ مايو الحالي، الموعد النهائي الذي حدده ترامب من أجل إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي؛ خاصة إن لم يتخذ الاتحاد الأوروبي قرارات وتدابير عاجلة.


يشار إلى أن القوى العالمية وقعت مع إيران الاتفاق النووي بعد تفاض لأكثر من عقد من الزمن، وهو ما تم اعتباره إنجازا تاريخيا مهما، وعلى الرغم من تحقق أهداف الاتفاق النووي على مدار السنوات الثلاث التي مضت، يبدو أن هذا الأمر لم يكن كافيا بالنسبة لإسرائيل والإدارة الجديدة في البيت الأبيض.

 

اقرأ أيضا: موسكو: سنحترم التزاماتنا بالاتفاق النووي إذا فعل الآخرون


وأوردت الصحيفة أن بنيامين نتنياهو ألقى خطابا في تل أبيب فسر فيه "أسرار وأكاذيب" إيران، وبشكل خاص، كان هذا العرض موجها إلى ترامب، إذ اعتمد نتنياهو اللغة الإنجليزية خلال حديثه، ومن جهته، أشار ترامب إلى أن عبارات نتنياهو تعبر تماما عن موقفه من إيران.


وفي وقت لاحق، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي في حوار تلفزيوني مع قنوات أمريكية أنه "يثق" في ترامب، وأنه يعلم أن الرئيس الأمريكي "سينفذ أفضل القرارات"، ويبدو أن نتنياهو قد اختار عباراته، التي تميزت بالوضوح والغموض في نفس الوقت، بكل عناية، بحسب الصحيفة.


وبينت أن "نتنياهو لا يخفي مطالبه الموجهة إلى ترامب والتي تتمثل أساسا في إلغاء الاتفاق النووي"، مشيرة إلى أنه "بذل قصارى جهده خلال التفاوض مع أوباما"، ويواصل اتباع نفس النهج في ظل ولاية ترامب من أجل إلغاء الاتفاق النووي، ثم فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على طهران.


وأكدت الصحيفة أن حلم إسرائيل والمملكة العربية السعودية، هو إعلان الجيش الأمريكي الحرب على إيران، لافتة إلى أن "خطاب نتنياهو ساعد ترامب على التعامل مع سذاجة الأوروبيين فيما يتعلق بالملف الإيراني".

 

أوروبا تدافع عن الاتفاق


وأوردت الصحيفة أنه "على عكس المحور الأمريكي الإسرائيلي، يدافع الاتحاد الأوروبي على الاتفاق النووي في معارضة واضحة لهذه الأطراف، وخير مثال على ذلك، تصريحات وزارة الخارجية الفرنسية فضلا عن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، التي اعتبرت أن الوثائق التي أدلت بها إسرائيل، تسلط الضوء على أهمية الاتفاق النووي".


وأوضحت أن "هذه العبارات تبدو دون معنى ولا تمت للواقع بصلة، خاصة عند الأخذ بعين الاعتبار ردود الفعل الأوروبية حول هذه المسألة، وبشكل عام، أظهر الأوروبيون باستمرار أنهم غير قادرين على تطوير سياستهم الخاصة بهم في الشرق الأوسط، وفي الوقت الراهن، يبدو أنه قد فات الأوان لمواجهة محور إسرائيل-المملكة العربية السعودية-الولايات المتحدة".


وأضافت أن "الموقف الأوروبي أكد أن المصالح الأوروبية في الشرق الأوسط محدودة وتفتقر إلى الأهمية، وحتى وإن كان للاتحاد الأوروبي مصالح في المنطقة، فلن يدافعوا عنها نظرا لحالة التوتر والفوضى التي تعم الشرق الأوسط".

 

اقرأ أيضا: الأوروبيون يسابقون الزمن لتغيير رأي ترامب حول اتفاق إيران


وأوردت الصحيفة أن "الأمر الذي جعل من هذه المسألة أولوية قصوى بالنسبة لإسرائيل، هو صرف نظر المجتمع الدولي عن القضية الفلسطينية، ويضاف إلى ذلك، تعزيز العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وهو المحور الذي سيجلب الكثير من المتاعب إلى الاتحاد الأوروبي".


وأشارت الصحيفة إلى "تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة، حول إمكانية اندلاع حرب جراء التهاون عن معالجة ملف إلغاء الاتفاق النووي، أما في طهران، فقد حذر المسؤولون من الانسحاب في حال تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن الاتفاق".

التعليقات (1)
ح ك ع
الجمعة، 29-06-2018 10:09 ص
نعتقد ان امريكا اول الخاسرين من الانسحاب من 5+1 مع ايران على المدى المتوسط لان اسرائيل باتت اكثر عرضة لعدم الاستقرار