ملفات وتقارير

كيف سُحبت نقابة المهندسين من عرين إخوان الأردن؟

حصل أحمد الزعبي مرشح قائمة "نمو" على 7933 صوتا مقابل 6790 صوتا لمرشح قائمة "إنجاز" ممثلة التيار الإسلامي
حصل أحمد الزعبي مرشح قائمة "نمو" على 7933 صوتا مقابل 6790 صوتا لمرشح قائمة "إنجاز" ممثلة التيار الإسلامي
في سابقة تاريخية هي الأولى من نوعها منذ عام 1992، خسرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن انتخابات نقابة المهندسين، أبرز معاقلها في النقابات المهنية الأردنية، عندما حصدت قائمة نمو (يساريون، قوميون، دولة مدنية) مقعد النقيب ونائبه.

فوز قلب موازين التوقعات، وخلق عاصفة من الجدل والشتائم المتبادلة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وبعيدا عن الملاسنات، هناك من طرح سؤالا: كيف استطاعت قائمة حديثة التأسيس كسر احتكار الإسلاميين لنقابة المهندسين لمدة 26 عاما؟

عضو نقابة المهندسين، القيادي في جماعة الإخوان بادي الرفايعة، يرى أن ما حصل "كان نتيجة حملة واسعة من التحريض والتشكيك ضد قائمة إنجاز، حملت عنوان التغيير الذي قد يستهوي قطاعا كبيرا من الناس أو من المهندسين، بغض النظر عن المضمون".

يقول لـ"عربي21"، إن "القائمة واجهت تحالفا واسعا من أطراف الحكومة، والأجهزة، واليسار، والقوميين، وفتح، والليبراليين، وضغطوا بكل الوسائل لإحراز تغيير في النقابة بعنوان جديد، ولو شكليا، باسم قائمة جديدة نمو".

إلا أن الرفايعة يقدم نقدا ذاتيا، ويرى أن "تحقيق القائمة لانتصارات كبيرة في الفترة السابقة في انتخابات الشعب الهندسية ( قبل شهرين تقريبا) أسدل ستارا من التراخي والشعور بسهولة المهمة، فَلَم يكن النشاط والتحرك بحجم السابق". كما يقول.

وحصلت قائمة (إنجاز)، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، على 90% من مقاعد الفروع والشعب الهندسية بالمدن والمحافظات، إضافة إلى 4 مقاعد من أعضاء مجلس النقابة من أصل 8.

المهندس فراس الصمادي (يساري)، يرى أن ما جرى هو "نتيجة طبيعية للتطور والتغيير". يقول إن "حزب التنظيم الدولي الإسلاموي الحاكم" في نقابة المهندسين استنفد مبررات وجوده، واكتملت شروط تغيير "هيمنته" ذاتيا وموضوعيا، سواء على المستوى النقابي الهندسي أو الوطني". على حد تعبيره.

معتقدا أن ذلك يأتي أيضا في سياق "بداية الأفول لمرحلة طويلة من توظيف الدين لخدمة السياسة والسلطة ومصالح تنظيم الإخوان".

يقول لـ"عربي21"، إن "الانفجار الأكبر كان من خلال أزمة صندوق التقاعد للنقابة على مدار الدورة الماضية، وتكشف حجم الخلل في إدارة أمواله، والخسائر الفادحة في حلقة الاستثمارات والشركات، ما دفع جمهورا واسعا من المهندسين، الذي استطاع رغم كل ما تعرضوا له من تشكيك واتهامات، أن يشكلوا أوسع تحالف نقابي وطني، عماده مهندسي التغيير من الجيل الشاب ومختلف القوى الوطنية اليسارية والقومية والمستقلين تحت عنوان التيار النقابي المهني الوطني نمو".

وحصد أحمد سمارة الزعبي، المرشح عن قائمة نمو، منصب نقيب المهندسين بـ7933 صوتا في الانتخابات التي جرت الجمعة الماضية، متقدما على مرشح قائمة "إنجاز" النقيب الأسبق، عبد الله عبيدات، الذي حصل على 6790 صوتا.

بينما ذهب مركز نائب النقيب إلى المهندس فوزي مسعد، الذي حصد دعم 7717 من المشاركين في اقتراع انتخابات مجلس نقابة المهندسين بدورتها الثامنة والعشرين للأعوام 2018-2021.

وفي أول تعليق لها على نتائج الانتخابات، اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين أن ذلك لا يعدّ تراجعا للتيار الإسلامي في النقابات والحالة الأردنية عموما.

يقول عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، ثابت عساف، لـ"عربي21": "لا يمكن اعتبار هذه النتائج مؤشرا على تراجع التيار الإسلامي، خصوصا إذا ما نظرنا إلى نجاح التيار الإسلامي في كل الانتخابات الطلابية والنقابية التي جرت هذا العام وما زالت تجري، إلى جانب أن قائمة إنجاز ما زالت تحتفظ بالأغلبية الساحقة في الهيئة المركزية والشعب الهندسية، إلى جانب 40% من مجلس النقابة".

وحسب عساف، فإن "النزاع الداخلي البسيط داخل جماعة الإخوان كان له أثر ودور ولو بسيط جدا، من خلال انشغال قيادة الحركة في معارك داخلية، بدلا من تحشيد الإخوان وتفعيلهم وحشد التيار الإسلامي عموما".

واعتبر عساف أنه من غير الصحيح تحميل تلك النتائج مؤشرات أكبر منها، كالربط بين هذه النتائج وتراجع حضور التيار الإسلامي.

وكانت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن شهدت خلافات داخلية، وانشقاق قيادات من الجماعة، على رأسها المراقب العام الأسبق عبدالمجيد ذنيبات، الذي شكل في عام 2015 جماعة موازية تحت اسم "جمعية جماعة الإخوان المسلمين" حظيت بـ"رعاية رسمية"، بحسب رأي الجماعة الأم، وسبقها قبل ذلك مبادرة "زمزم" التي أعلنها القياديان المفصولان من الجماعة، إرحيل غرايبة ونبيل الكوفحي، التي تلاها ظهور ما يسمى "تيار الحكماء" المكون من قيادات تاريخية في الجماعة، طرحت مبادرة تحت اسم "مبادرة الشراكة والإنقاذ"، وشكلت حزبا موازيا لحزب جبهة العمل الإسلامي.
التعليقات (1)
مصري جدا
الأحد، 06-05-2018 03:21 م
25 سنة مدة كبيرة جدا تصيب اصحابها بالترهل والكسل والتراخي والثقة المفرطة ،،، 25 سنة من الانجازات والاخفاقات كافية ان يطالب الناس بالتغيير ،،، التغيير مطلوب وطول المدة حتى مع النجاح يصيب الناس بالملل ،،، عموما هذه هي الديمقراطية وهذا هو التداول ،، والخيار للشعب ،، المهم سلامة الانتخابات ،، وللشعب مطلق الحرية والحق في منح الثقة لمن يريد ،، وعلى الخاسر مراجعة نفسه اذا كان يؤمن بالتقويم الذاتي وان يبعد عن فكر المؤامرات واستدعاء المبررات ،،،