صحافة دولية

واشنطن بوست: ماذا بعد انسحاب ترامب من الاتفاقية مع إيران؟

واشنطن بوست: ترامب خرب الاتفاقية دون خطة بديلة- جيتي
واشنطن بوست: ترامب خرب الاتفاقية دون خطة بديلة- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للكاتبة كارين دي يونغ، تقول فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدم مبرر الخروج من الاتفاقية النووية، مثل بقية تصريحاته، منتقدا الطريقة السيئة التي فاوضت فيها الإدارة السابقة إيران.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ترامب قال إنه يحافظ على وعده الانتخابي، وهدد قائلا إن إيران ستواجه مشكلة أكبر لو واصلت طموحاتها النووية.

 

وتعلق الكاتبة قائلة إن ترامب لم يقدم أي فكرة عما سيحدث الآن، ولم يقترح استراتيجية جديدة، ولم يقدم أفكارا حول كيفية التوصل لحل دائم وشامل، لما وصفه بأنه "التهديد النووي الإيراني"، وتصرفات إيران الأخرى في سوريا واليمن، "والعمل مع حلفائنا"، والانفتاح في الوقت ذاته على تغير في الموقف الإيراني تحت ضغط العقوبات. 

 

وتلفت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لنقاده الكثر، وبينهم أشخاص في الحزبين ومن القادة الأوروبيين الذين قضوا الأشهر الأخيرة في محاولة لإقناعه العدول عن موقفه، فليست هناك خطة بديلة (ب). 

 

وينقل التقرير عن مستشار الأمن القومي جون بولتون، قوله إن الانسحاب من الاتفاقية النووية يضع أمريكا "في موقع قوة"، وسيترك آثاره ليس على إيران فقط، ولكن أيضا على اللقاء المرتقب مع الرئيس كيم جونع- أون، "وسيرسل رسالة بأن أمريكا لن تقبل باتفاقيات غير مكتملة".

 

وأضاف بولتون دون أن يوضح، أن "المناخ العالمي الاستراتيجي" قد تغير منذ توقيع الاتفاقية عام 2015، وكان يتحدث في الوقت الذي سافر فيه وزير الخارجية مايك بومبيو إلى كوريا الشمالية من أجل التحضير للقمة المرتقبة بين ترامب والزعيم الكوري، وقال إن الرسالة للرئيس الكوري هي أن الرئيس يريد "اتفاقية حقيقية". 

 

وتنوه دي يونغ إلى أن لا أحد يعلم إن كانت كوريا الشمالية تنظر لخروج الإدارة الأمريكية من الاتفاقية النووية على أنه تحذير، حيث قال السيناتور الجمهوري عن أريزونا جيف فليك: "نعاني من مشكلات عدة حول العالم بسبب مصداقيتنا أو تعاملاتنا التجارية أو الترتيبات الأمنية.. وبإضافة هذا عند هذه النقطة فلن يكون جيدا لنا، خاصة أثرها على الترتيبات الأخرى مع كوريا الشمالية". 

 

وتبين الصحيفة أنه في الوقت الذي مدحت فيه السعودية وإسرائيل الاتفاقية، إلا أنها كانت بالنسبة للآخرين أدنى نقطة في التراجع الـ"ترامبي" على صعيد القيادة الدولية، وعبر الكثيرون عن قلقهم من غياب الخطة، وقال النائب الجمهوري عن تينسي السيناتور لامار ألكسندر: "يقول الرئيس إنه سيعمل مع حلفائنا على خطة جديدة.. آمل أن يحدث هذا".

 

ويذكر التقرير أن بيانا مشتركا من لندن وباريس وبرلين عبر عن القلق والخيبة من قرار الرئيس ترامب، ووافقت العواصم الثلاث على أهمية مواصلة الحديث عن مظاهر القلق المتعلقة بدور إيران المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط والصواريخ الباليستية. 

 

وتستدرك الكاتبة بأن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن بريطانيا وفرنسا  وألمانيا لا تعرف كيف سيتحرك ترامب أبعد من فرض العقوبات من جديد على إيران، لافتة إلى أن هذه الدول عرضت منذ كانون الثاني/ يناير خططا لفرض قيود على الصواريخ الباليستية، ومواجهة نشاطات إيران في سوريا واليمن، ودعم الجماعات الإرهابية. 

 

وتجد الصحيفة أنه رغم التقدم الذي حققته النقاشات، إلا أن ترامب رفض الخطة، فيما عرض الرئيس إيمانويل ماكرون خطة من أربعة فروع للحفاظ على الاتفاقية، ومعالجة الأمور الأخرى، مستدركا بأن ترامب، وإن أعجب بها، لكنه لم يقبلها، واتهم الأوروبيين بأنهم مهتمون فقط باستثماراتهم في إيران. 

 

ويفيد التقرير بأن القادة الأوروبيين طالبوا ترامب في نقاشاتهم معه بألا يخرب على مصالحهم التجارية في حال عزم على رمي الاتفاقية، مشيرا إلى أن ترامب لم يعرض خلال محادثاته مع الحلفاء أي أفكار حول ما سيحدث بعد ذلك، تاركا الأمر لهم، لطرح أفكار جديدة يقبلها أو لا يقبلها. 

 

وبحسب دي يونغ، فإن ترامب لم يقبل حتى أفكار إدارته، التي عبر عنها وزير الدفاع ومدير الاستخبارات القومية وبومبيو. 

 

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالقول إن "السؤال الآن يتعلق فيما إن كان الحلفاء مستعدين للقبول بموقف رئيس يعرف ما يريد، وليست لديه فكرة عن كيفية الوصول إلى ما يريده".

0
التعليقات (0)