صحافة دولية

صحيفة روسية: ما هي الأطراف التي لا يخدمها فوز الصدر؟

قائمة يدعمها الصدر تقدمت القوائم العراقية في الانتخابات البرلمانية- جيتي
قائمة يدعمها الصدر تقدمت القوائم العراقية في الانتخابات البرلمانية- جيتي

نشرت صحيفة "إكسبرت" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن الانتخابات البرلمانية التي شهدها العراق، وإمكانية تأثيرها على الوضع القائم في الشرق الأوسط، لاسيما بعد تصدر تحالف يدعمه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قائمة الفائزين في الانتخابات البرلمانية. 


وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إنه سيتم إعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية التي انعقدت نهاية الأسبوع الماضي، خلال الأيام القليلة القادمة. وقد أثارت النتائج الأولية لهذه الانتخابات ضجة كبيرة، حيث فاز تحالف "سائرون" الذي يترأسه، مقتدى الصدر بثلث المحافظات العراقية الثمانية عشر. نتيجة لذلك، خرج أنصار الصدر للاحتفال في الشوارع.


وأضافت أنه "نظرا لعدم اعتماد مبدأ الكوتا الطائفية والعرقية في تحديد تركيبة البرلمان العراقي، رجح الكثيرون أن يكون النصر من حليف ممثل الأغلبية الشيعية، حيدر العبادي، الذي يعد رجل الولايات المتحدة، والضامن للحد من النفوذ الإيراني في العراق".

 

اقرأ أيضا: تفجير مؤسسة للصدر وتدميرها بالكامل جنوب العراق (شاهد)

وذكرت الصحيفة أن "فوز العبادي في الانتخابات من شأنه أن يخدم مصالح روسيا، التي تجمعها علاقات وثيقة مع العراق خاصة في قطاع النفط والغاز. لكن الناخبين العراقيين أحبطوا مخططات القوى الخارجية، ولم يصوتوا للجهات التي تخدم مصلحة وتطلعات هذه القوى". 


ونقلا عن بعض المصادر، فإنه من المرتقب أن يحتل تحالف "النصر" الذي يقوده العبادي المرتبة الثالثة في الانتخابات البرلمانية، لتكون المرتبة الثانية من نصيب تحالف "الفتح"، برئاسة قائد فيلق بدر، أكبر قوة ضمن قوات الحشد الشعبي الشيعية، هادي العامري. ويضم هذا التحالف ممثلي الميليشيات الشيعية التي قاتلت ضد تنظيم الدولة، وجماعات سنية مختلفة.


وبينت الصحيفة أن مقتدى الصدر، سليل عشيرة شيعية تحمل لقب "آية الله العظمى"، من أشد مؤيدي الثيوقراطية الإسلامية، بما في ذلك المعمول بها داخل إيران. ومن جهتها، تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن الصدر عدو بالنسبة لها، كما أنه قائد "جيش المهدي"، المحظور من طرفها.


وقد دفعت هذه العداوة واشنطن لتنفيذ بعض التحركات ضده، بما في ذلك الحرب الوحشية التي شنتها وحلفاؤها ضد "جيش المهدي" سنة 2004. نتيجة لتعدد المواجهات بين الطرفين، أعلن الصدر تجميد نشاطات جيش المهدي، في حين لم تتمكن الولايات المتحدة من نزع سلاح أنصاره.


ووفقا لكبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم، فلاديمير إيساييف، فقد نجحت الولايات المتحدة في العثور على لغة مشتركة مع السلطات الحالية، إلا أن الأمر مختلف مع حكومة الصدر. ففي الغالب، لن تتمكن الولايات المتحدة من التأثير عليها. إلى جانب ذلك، يرى إيساييف أنه في حال حصل مقتدى الصدر على فرصة حقيقية لتحديد سياسة البلاد، فسيتمكن حتما من تغييرها.


وأقرت الصحيفة بأن الشركات النفطية الروسية ستواجه العديد من المشاكل في حال فوز تحالف الصدر. وبالتالي، قد ينجر عن ذلك إحداث بعض التغييرات على مستوى علاقات روسيا مع سوريا والعراق.


وأشارت إلى دعم القوات المسلحة العراقية للجهات فضلا عن التحالف المناهض لتنظيم الدولة، الأمر الذي دفعها إلى تنفيذ العديد من الضربات ضد هذا التنظيم الذي تنتشر عناصره في الأراضي السورية. 

 

اقرأ أيضا: الصدر يغرد بعد الفوز بالانتخابات.. هكذا رد عليه السبهان

على صعيد آخر، يتوقف تطور الوضع داخل الشرق الأوسط على وجهة نظر الصدر وتقييمه للأمور. في الواقع، حاول تحالف "سائرون" خلال حملته الانتخابية توظيف العديد من الأفكار الدينية، واستغلال الشعارات التي تدعو للوحدة الوطنية، لاسيما في ظل تخبط الدولة لسنوات طويلة في صراعات طائفية.


وتجدر الإشارة إلى أن أنصار تحالف "سائرون" ينتمون إلى شيعة العراق، الذين اضطهدوا في ظل نظام صدام حسين. وفي الوقت الراهن، يحاول هؤلاء العراقيون تكوين قوة لخلق حالة من الوفاق بين مكونات النسيج المجتمعي العراقي.


وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أنه في حال التزم تحالف "سائرون" بتنفيذ وعوده الانتخابية، على الأرجح لن يكون الصدر مصدرا لمزيد خلق التوتر في الشرق الأوسط، وممرا لتوسيع النفوذ الإيراني، بل العكس. في الغالب، سيكون الصدر الرجل الذي سيعلن السلام في العراق.

التعليقات (1)
منير
الأربعاء، 16-05-2018 09:15 ص
اصحاب هذه التقارير اما اغبياء او يريدون استغبائنا. الشعب العراقي لم ينتصر في هذه المهزلة. انتخابات جرت على انقاض مدن سنية سوت بالارض والسنة مهجرون وتعرضوا للابتزاز ولم يسمح لهم بالتصويت لقوائهم وغيرها من الانتهاكات من قبل المليشيات التابعة لمقتدى وهادي العامري وغيرهم، هذه من جهة، ومن جهة اخرى حزبي السلطة في كردستان العراق ارتكبا افضع اشكال التزوير في التاريخ المعاصر بمساعدة من المفوضية او بغداد، لا يفرق. ليس هناك في العراق رجل امريكي ورجل ايراني الذين بيدهم حكم العراق. هل يريدون ان يقولوا لنا ان مقتدى لا ينتمي الى ايران وهو اول من بدأ بالحرب الاهلية في العراق واول من هدم مساجد السنة وقتل اهل السنة بدم بارد وهو الذي لم ينقطع زياراته الى ايران بحجة الدراسة. ولو كانت امريكا تريد خيرا لاهل السنة في العراق ما كانت لتسمح لهذه الانتخابات ان تجري بهذه الظروف. نقول للصحيفة الروسية لا تحاول خداعنا!!