صحافة إسرائيلية

جنرال إسرائيلي يضع سيناريوهات العلاقة مع الفلسطينيين

أكد أن "حق العودة للاجئين الفلسطينيين يحظى برفض شبه كامل من كل الأحزاب السياسية الإسرائيلية"- جيتي
أكد أن "حق العودة للاجئين الفلسطينيين يحظى برفض شبه كامل من كل الأحزاب السياسية الإسرائيلية"- جيتي

قال باحث إسرائيلي الخميس، إن "النتيجة المباشرة لمرور ربع قرن على مسيرة السلام مع الفلسطينيين جاء نتيجته، هي الفشل الذريع في ضوء جملة من العوامل والأسباب، المرتبطة أساسا ببقاء الفلسطينيين متمسكين بحق العودة".


وأوضح أن "الفلسطينيين وإن انخرطوا في عملية السلام، لكنهم بعد مئة عام من اندلاع هذا الصراع أحدثوا لديهم تغيرات تكتيكية فقط، لم يترافق معها تطورات أيديولوجية، أهمها التنازل عن حق العودة، بدليل أن مرور هذه السنوات الـ25 على انطلاق عملية السلام، تؤكد أنهم لم يتنازلوا عن حق العودة".


وأضاف يغآل كرمون مؤسس مركز ميمري لرصد الإعلام الفلسطيني والعربي أنه "منذ اليوم الأول للعملية السلمية أظهر الفلسطينيون عنادا حقيقيا في رفضهم التنازل عن حق العودة، الذي تسبب فعليا بالقضاء على مسيرة السلام، مع العلم أن المبادرة السعودية للسلام التي أعلنت في 2002 كان يمكنها أن تشكل أساسا للحل، لأن نسختها الأصلية لم تتحدث عن حق لعودة، لكن بعد أن اعتبرتها الجامعة العربية معبرة عنها، أدخلت عليها تعديلات، تضمنت حق العودة، وبذلك أصبحت دون جدوى".


وأشار كرمون في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21" إلى أن "اتفاق الفلسطينيين والإسرائيليين على تأجيل بحث موضوع حق العودة، فهمه الفلسطينيون على أنه موافقة إسرائيلية مبدئية على مناقشته، على أن يتم إخضاعه للمفاوضات في المستقبل، وقد رفضوا خلال العقد الأخير عروضا قدمها رئيسا الحكومات الإسرائيلية إيهود باراك وإيهود أولمرت لانسحاب شبه كامل من الأراضي الفلسطينية، مما يعني أنهم أعادوا أنفسهم إلى عام 1947"، على حد زعمه.


وأوضح كرمون، وهو الحاكم العسكري الأسبق لقطاع غزّة، أن "التوجه الصهيوني منذ البداية بالموافقة على فكرة تقسيم البلاد، قابله اختبار أمام القيادات الفلسطينية يكمن في مدى الجاهزية للتنازل عن حق العودة، لكنها لم تقدم ما يثبت ذلك مرة بعد أخرى، ولئن كان جزء كبير من الجمهور الإسرائيلي يعارض تقسيم الأراضي الموجودة بين النهر والبحر، لكن موقفهم من حق العودة للفلسطينيين هو الرفض بصورة واضحة، لأنهم يعلمون أن تحقيقه يعني إثارة مشاكل داخلية في إسرائيل".


وأكد أن "حق العودة للاجئين الفلسطينيين يحظى برفض شبه كامل من كل المعسكرات السياسية في إسرائيل، اليمين واليسار، وفي حين يمكن التوصل لحل مشكلة المستوطنات بطرق عديدة، لكن حق العودة يقضي من الأساس على فكرة حل الدولتين، ويؤدي بها إلى الفشل، لأنها تعني إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وعودة اللاجئين الفلسطينيين داخل إسرائيل في حدود 1948".


كرمون، الذي عمل مسؤولا رفيعا في معهد السياسات ضد الإرهاب في المركز المتعدد المجالات في هرتسليا، وضع جملة سيناريوهات متوقعة لمستقبل العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية، من بينها أن "الحركة الوطنية الفلسطينية التي تواجه مسيرتها للسلام مع إسرائيل عقبات واضحة على رأسها حق العودة، باتت مرشحة لأن تعود مجددا إلى الكفاح المسلح، صحيح أن ذلك قد لا يحصل حاليا، لكن حماس بدأت خط المقاومة الشعبية بدل إطلاق الصواريخ".


وأضاف أن "هناك سيناريو آخر يتعلق ببحث الحركة الوطنية الفلسطينية عن مستقبل لها في الأردن، ورغم أن هذا لا يبدو متحققا في الأفق القريب، لكن في ضوء أن الأردن يضم غالبية سكانية فلسطينية فلا يجب استبعاد هذا السيناريو على المدى البعيد".

 

اقرأ أيضا: تقديرات إسرائيلية: مسيرات العودة ستعود وستنفجر بشكل أقوى


وأوضح كرمون أن "هناك سيناريو ثالث يتعلق بالتحاق الفلسطينيين بإسرائيل دون رغبة منهم، لكن انطلاقا من فرضية حل الدولة الواحدة، من خلال خوضهم صراعا لنيل الحقوق المدنية والقومية دفعة واحدة، وهذا سيناريو أيضا لا يبدو في الأفق حتى الآن".


وختم بالقول أن "السيناريو الأكثر ترجيحا في المرحلة الحالية أن تواصل الحركة الوطنية الفلسطينية في خطها الحالي، بحيث لا تعثر على نقطة الانطلاق لحل هذا الصراع، طالما أنها لم تبلغ مرحلة التحول التاريخية والأيديولوجية التي تتعلق بالتنازل عن حق العودة".

التعليقات (0)