ملفات وتقارير

رمضان يكشف صعوبة الوضع الإنساني وتفشي الفقر في غزة

نحو 80% من سكان غزة تحت خط الفقر- جيتي
نحو 80% من سكان غزة تحت خط الفقر- جيتي

بضعة أرغفة من الخبز، وصحن زيتون صغير، و3 حبات من الطماطم، كانت هذه سفرة الإفطار لعائلة من غزة تتكون من 7 أفراد في أول أيام شهر رمضان.


حال هذه العائلة يشبه إلى حد كبير حال العديد من العائلات الفلسطينية في غزة التي لا تملك قوت يومها، ويهددها شبح الجوع، الفقر، بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي الذي ضرب كل مناحي الحياة، وعطل عجلة الإنتاج، محيلا عشرات الآلاف من العمال إلى عاطلين عن العمل، وعاجزين عن سد رمقهم، إضافة إلى الإجراءات الأخيرة التي اتخذها رئيس السلطة محمود عباس، وتضمنت قطع رواتب الموظفين وتقليص الخدمات في غزة.

ويقول فريد الذي اكتفى بذكر اسمه الأول، وهو رب العائلة والمعيل الوحيد لها، إنه لا يجد ما يقدمه لأبنائه الـ5، فالجوع يضرب منزلهم الصغير في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، ويؤكد أنه بالكاد استطاع تأمين إفطار العائلة في أول أيام رمضان المبارك.

ويضيف فريد البالغ 42 عاما من العمر لـ"عربي21" أنه لم يتمكن من شراء حاجيات شهر رمضان كما اعتاد كل عام، بسبب انقطاع راتبه حيث يعمل فريد موظفا في أحد الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، لافتا إلى أن ذلك أثر بشكل كبير على نفسية أطفاله الذي اعتادوا على استقبال الشهر بشراء مستلزماته التي تميزه عن غيره من الشهور.

واستطرد قائلا: "أعيش في أزمة منذ أكثر من سنة، حيث جرى تقليص راتبي إلى النصف، ومن ثم قطع قبل شهرين بشكل كامل، وعليه من الصعب الآن الوفاء بالتزامات المنزل وبشكل أساسي الطعام الذي بتنا لا نملكه فعلا".

 

اقرأ أيضا: غضب فلسطيني بعد حرمان غزة من موازنة العام الحالي

وتابع فريد: "أغلب الجيران يعيشون نفس الوضع الذي أعيش، فالفقر وقلة الحيلة أزمة تعيشها عائلات عديدة في غزة". وأضاف: "لا أستطيع النظر في وجه أبنائي الصغار إذا ما طلبوا أبسط الأشياء، حتى أنهم يذهبون إلى المدراس بلا مصروف أو طعام".


ومتحدثا عن طبيعة ما يستطيعون توفيره من طعام قال: "قبل رمضان كنا نأكل يوميا الخبز الحاف، وفي بعض الأحيان كنا نوفر القليل من الخضار ونطبخه، لكن رمضان هذه العام سيكون صعبا جدا علينا، فليس لدينا المال لشراء أي شيء، واذا تمكنا من توفير الخبز فإن ذلك يعد إنجازا عظيما".


واستطرد: "حتى أطفالي بدأوا يصومون معي أنا وزوجتي رغم صغر سنهم، هربا من الجوع، وأملا في وجبة إفطار تسد الرمق".

من جهته أكد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن 80% من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، وبحاجة ماسة لمساعدة عاجلة، بفعل استمرار الحصار على غزة وتعطل الحياة فيها.
وقال الخضري في حديث لـ"عربي21" إن أي حديث عن الوضع الإنساني لا يصف واقع الحال في غزة، خاصة مع وصول حالة العوز والفقر إلى مراحل غير مسبوقة.


وفي هذا السياق أضاف أن مليون ونصف يعيشون على المساعدات، منهم مليون لاجئ مهددون حال استمرت أزمة تقليص خدمات وكلة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".


وأشار الخضري إلى أن غزة بها ربع مليون عامل مُعطل عن العمل، لافتا إلى أن معدلات البطالة بين الشباب تقترب من 60?، فيما معدل دخل الفرد اليومي دولاران فقط.

 

اقرأ أيضا: محللون يقرأون تداعيات إنفاذ عباس تهديداته تجاه غزة

وتحدث النائب في المجلس التشريعي عن أزمات غزة قائلا إن الكهرباء لا تصل إلى المنازل سوى 4 ساعات في اليوم في أحسن الحوال،  وأن أكثر 95% من المياه غير صالحة للشرب،"، مبيناً أن أكثر من 50? من الأدوية رصيدها صفر في المستشفيات.

ولفت إلى أن هذا الواقع لا يمكن أن يستمر، ويجب أن تنتهي كل الأزمات الإنسانية والاقتصادية، داعيا العالم لينظر كيف يعيش مليوني فلسطيني في غزة في أكبر سجن في العالم محروم من أبسط الحقوق الإنسانية.

التعليقات (0)