صحافة دولية

إندبندنت: هتلر مات بالفعل.. وهذا هو الدليل العلمي

إندبندنت: هتلر مات بعدما أطلق الرصاص على نفسه في قبو في 1945- جيتي
إندبندنت: هتلر مات بعدما أطلق الرصاص على نفسه في قبو في 1945- جيتي

نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا للكاتب آدم لوشر، وجاء تحت عنوان "هتلر مات بالفعل وبالأدلة العلمية"، مشيرا إلى دراسة علمية نشرتها مجلة طبية بعدما أجرت عملية تحليل لبعض عينات قديمة ثبت أنها تعود للزعيم النازي الراحل أدولف هتلر.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الدراسة أثبتت ما يعرفه الجميع، وهو أن هتلر قد مات بعدما أطلق الرصاص على نفسه في قبو في نيسان/ أبريل عام 1945.

 

ويقول الكاتب إن "تخصيص دراسة علمية لإثبات وفاة الزعيم النازي بعد أكثر من 70 عاما يبدو غريبا، إلا أنه منذ اللحظة الأولى التي اختفى فيها هتلر، فإن عدة نظريات ظهرت تؤكد أنه لا يزال على قيد الحياة، وبحسب نظريات المؤامرة الكثيرة، فإن الزعيم الألماني شوهد وهو يخرج من غواصة ألمانية في الأرجنتين مع عشيقته إيفا براون عام 1945، وفي أخرى ظهر محاطا بالنازيين الهاربين في كولومبيا، وذلك في الخمسينيات من القرن الماضي، وفي الثمانينيات من القرن الماضي، وفي نهاية حياته شوهد مع صديقة برازيلية شابة". 

 

وتفيد الصحيفة بأنه سمح الآن للباحثين الفرنسيين بفحص جزء من فك هتلر، والمحفوظ بسرية لدى المخابرات الروسية منذ أربعينيات القرن الماضي، لافتة إلى أن نتائج التحليل نشرت في المجلة الأوروبية للطب الباطني، وأشارت إلى أن الروس كانوا يقولون الحقيقة: قتل هتلر نفسه، وقام جنود "أس أس" بحرق جثته، ووجد الجنود الروس الجثة المحروقة، وانتهى فكه في موسكو.

 

ويلفت التقرير إلى أن الدراسة تحمل عنوان: "بقايا أدولف هتلر: تحليل بيوطبي، نتيجة نهائية"، وتتحدث عن الطريقة التي سمح فيها للباحثين الفرنسيين بالوصول إلى عظمة الفك في أرشيف المخابرات الروسية "أف أس بي"، وهي المنظمة التي حلت محل "كي جي بي"، في آذار/ مارس 2017.

 

ويورد لوشر أن البروفيسور فيليب تشارليه تحدث إلى فيلم وثائقي، قائلا إنه كان من الممكن مقارنة فك هتلر، الذي احتفظت به المخابرات الروسية، بسجله لدى طبيب الأسنان، بحيث أدى إلى تحديد هتلر بأسنانه المستعارة، وأضاف البروفيسور أن هتلر عندما مات كان عمره 56 عاما، ومع ذلك لم يتبق من أسنانه الحقيقية سوى خمسة، وقال: "حددنا هويته في البداية من خلال أسنانه الاصطناعية، التي كانت وبشكل لا يصدق في شكلها الكامل". 

 

وتكشف الصحيفة عن أنه "تم تأكيد النتيجة من خلال ميكروسكوب إلكترون من عينة صغيرة بقيت من سن هتلر الأصلي، ولم يعثر الباحثون على بقايا لحم على السن، وهذا أمر مثير للدهشة، فرغم ميوله الإجرامية تجاه البشر، فإن هتلر كان نباتيا، كما أن نتائج فحص الأسنان الاصطناعية تتوافق مع الرواية المعروفة، وهي أن هتلر أخذ مادة السيانيد قبل أن تهشم رصاصة جمجمته، ويرى الباحثون أن الرواسب المزرقة التي ظهرت على الأسنان الاصطناعية تشير إلى حدوث تفاعل بين السيانيد والحديد في السن الاصطناعي".

 

وينوه التقرير إلى أن الباحثين الفرنسيين ناقضوا نتائج دراسة جامعة كونيكتيكت عام 2009، التي أدت إلى إحداث إثارة، وهي أن الجمجمة المثقوبة، التي يحتفظ بها في مكان غير مكان الفك، تعود إلى امرأة وليس هتلر، أو إيفا براون؛ لأنها سممت ولم تطلق النار على نفسها. 

 

ويذكر الكاتب أن الباحثين الأمريكيين استطاعوا فحص الجمجمة، وأخذ عينة "دي أن إيه" منها، التي يحتفظ بها أرشيف الدولة الروسية، لكنهم لم يفحصوا الفك الذي تحتفظ به المخابرات الروسية، مشيرا إلى أنه سمح للباحثين الفرنسيين بفحص الفك، لكنهم شاهدوا الجمجمة دون السماح لهم بأخذ عينة "دي أن إيه" منها، ما يعني عدم قدرتهم على تكرار الفحص الأمريكي، الذي وجد أن الجمجمة تعود لامرأة وليست لرجل. 

 

وتستدرك الصحيفة بأن البروفيسور تشارليه يقول إن شكل الجمجمة بعد فحصها لا يحدد هوية الشخص الميت، ويضيف: "من ناحية أنثروبولوجية فهذا لا يمكن تأكيده.. وعندما تقوم بتشخيص الجمجمة فإن لديك 55% لتحديد جنس الشخص, وهذه ليست فرصة أفضل", حيث تم استخدام نتائج جامعة كونيكتيكت أساسا لفيلم وثائقي تم عرضه على قناة التاريخ بعنوان مثير للاهتمام، وهو "هروب هتلر".

 

ويجد التقرير أن ما تقدمه الدراسة الفرنسية أنه، أيا كان مصدر القطع المتبقية من الجمجمة، فإن الفك يعود إلى الفوهرر، وعليه فلا يوجد ما يشي بهروبه، لافتا إلى أنه تم التأكد من صحة الفك، وأنه لهتلر، من خلال الترجمة الإنجليزية للمترجمة الروسية في أثناء الحرب إيلينا ريجفينسكايا، التي توفيت العام الماضي، لكنها نشرت مذكراتها باللغة الروسية في عام 1964، وقالت فيها إنها كانت عاملة في وحدة مكافحة الاستخبارات "سيميرش"، التي كانت تفتش بين أنقاض برلين على جثة هتلر. 

 

ويفيد لوشر بأن ريجفينسكايا تتذكر كيف سلمها قائد الوحدة صندوق مجوهرات رخيصا، وأخبرها بأنه عندما يسألها أحد عن محتوياته، فلتقل: "أسنان هتلر، ولو فقدتيها فسيكون المقابل لذلك هو رأسك"، مشيرا إلى أنها عندما فتحت الصندوق فإنها حدقت بدهشة للبقايا المغطاة باللحم، وشرح لها العقيد أنه لا يحمل مفتاح الخزنة للاحتفاظ بها، ولهذا قرر إعطاءها لها؛ لأنها أقل عرضة للشرب حتى الثمالة من الرجال، ولن تفقدها.

 

وبحسب الصحيفة، فإنها ذهبت مع مسؤولين متفوقين يبحثون عن طبيب أسنان هتلر، فوجدوا أنه فر إلى بافاريا، لكنهم عثروا على مساعدته كاثي هاوسرمان، وعندما أكدوا لها أنهم لم يأتوا لاغتصابها، فإنها أخذتهم لعيادة طبيب الأسنان في مقر الريخ.

 

وينقل التقرير عن ريجيفسكايا، قولها إنهم عثروا هناك على صور أشعة لأسنان هتلر وسجله الطبي، وفي اليوم التالي طلب المحققون من فراو هاوسرمان وصف أسنان هتلر كما تتذكرها، وتقول ريجفيسكايا إن وصف مساعدة طبيب الأسنان طابق صور الأشعة، وعندما فتحت ريجفيسكايا الصندوق قالت فراو هاوسرمان: "هذه أسنان أدولف هتلر".

 

ويبين الكاتب أنه يعتقد أن تحديد جثة هتلر شابه الغموض، من خلال القصص التي لا تحصى، وجاءت من جوزيف ستالين، فبحسب أنتوني بيفور مؤلف كتاب "برلين: السقوط"، فإن ستالين كان يعلم بوفاة هتلر، لكنه حاول إخفاء القصة عن الحلفاء في بريطانيا وأمريكا، وبدلا من ذلك فإن صحيفة "برافدا/ الحقيقة"، قالت إن الشائعات حول موت هتلر هي بمثابة استفزاز فاشي، ونشر السوفييت "حقائق بديلة"، وهي أن هتلر لا يزال على قيد الحياة، و"يعتني به جيدا الأمريكيون الخونة في منطقة احتلالهم".

 

وتنقل الصحيفة عن بيفور قوله في صحيفة "نيويورك تايمز" عام 2009، إن ستالين حط من قدر قائد القوات الروسية المارشال جورج زوكوف؛ لأنه لم يعثر على جثة هتلر، ولهذا السبب عندما حاولت مجموعة من ضباط سلاح الجو الملكي البريطاني زيارة خندق هتلر وجدوا أنه تحت حراسة قوات الشرطة السرية، وقيل للوفد البريطاني إن هتلر هرب، وهو مختف الآن في الأرجنتين، وبدأت نظريات المؤامرة دون توقف.

 

ويشير التقرير إلى أنه في عام 1955 كان مدير محطة "سي آي إيه" في ماركيبو في فنزويلا، منشغلا بكتابة تقرير عن مزاعم تتعلق باختباء هتلر في جبال الإنديز الكولومبية مع مجموعة من النازيين الهاربين.

 

ويؤكد لوشر أن "جسد الفوهرر كان أمرا ليس مهما، فبعد انتحاره وإيفا براون، قام مساعدوه بجر الجسد إلى حديقة مقر الرئاسة، ولفوه بالعلم الألماني، وصبوا عليه الكاز، وأشعلوا فيه النار، ولم يحترق الجسد تماما، ودفنوا الجثة المحروقة في مكان ضحل، وفي صباح 2 أيار/ مايو لاحظ الجندي السوفييتي إيفان شواركوف التراب المحفور حديثا، وبدأ يحفر أملا في العثور على ذهب النازيين، لكنه عثر على جثة رجل محروقة، وعندما تأكدت ريجفيسكايا وفريقها من هوية الجثة، فإنهم قاموا بإرسال الفك إلى موسكو".

 

وتلفت الصحيفة إلى أن الروس دفنوا بقايا جثة هتلر في ضواحي برلين، ثم نقلوها إلى غابة قرب راذينو، ثم نبشوها مرة أخرى في عام 1946، ودفنوا الرفات في قاعدة عسكرية روسية في ماغدبيرغ في ألمانيا الشرقية.

 

ويستدرك التقرير بأن ستالين الإرهابي ظل يريد أدلة عن وفاة هتلر، ولهذا أرسلت مجموعة أخرى في مهمة لنبش الحفرة، وأحضرت معها جمجمة مثقوبة، التي انتهت بأرشيف الدولة الروسية.

 

ويبين الكاتب أنه في ألمانيا ظلت بقايا هتلر في مكانها حتى عام 1972، وعندها قرر الروس تسليم القاعدة للألمان، مع وجود مشكلة بشأن ما يجب عمله مع الجثة المدفونة تحتها، وشعرت القيادة الروسية بأنه إن لم يتم نقل الرفات معهم فإن المكان سيتحول لمزار من النازيين الجدد. 

 

وبحسب الصحيفة، فإن مدير "كي جي بي" الذي أصبح رئيسا يوري أندروبوف، نصح الزعيم الروسي ليونيد بريجينف، بأنه من المحبذ التخلص من البقايا بحرقها، وهذا ما فعله ثلاثة من الجنود الروس عندما قيل لهم الذهاب في رحلة صيد، وفي عام 2001 أخبر فلاديمير غومينيوك (64 عاما)، والجندي السابق في الجيش الأحمر، الصحافة الروسية، كيف ذهب في 4 نيسان/ أبريل 1970، مع زميلين إلى مكان معين، وقال إنهم وجدوا صناديق على عمق 1.7 متر، وقاموا بتحميلها في سيارة جيب. 

 

ويفيد التقرير بأنه في صباح اليوم التالي، قادوا السيارة على أنهم في رحلة صيد، ووضعوا عدة الصيد بطريقة غير مرئية، وعندما توقفوا إلى جانب نهر، وخلف غطاء من الأشجار، قام الروس بصب البترول على الصناديق، وحرقوا جثة هتلر بطريقة أفضل مما فعل الجنود النازيون عام 1945، مشيرا إلى أن غومينيوك زعم أنه جمع الرماد ونثره من تلة عالية، حيث يقول: "فتحت الصندوق وحملت الريح الرماد في غيمة بنية وذهبت بسرعة". 

 

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن غومينيوك لم يكشف عن المكان الذي حرق فيه رفات هتلر، وقال إن هذا السر سيذهب معه إلى القبر.

التعليقات (0)