حقوق وحريات

هل ضغطت السلطة لثني دول عن قرار نقل سفاراتها للقدس؟

تساؤلات حول قدرة السلطة الفلسطينية الدبلوماسية ومدى تأثيرها على دول العالم- جيتي
تساؤلات حول قدرة السلطة الفلسطينية الدبلوماسية ومدى تأثيرها على دول العالم- جيتي

احتفل الكيان الإسرائيلي، صباح أمس الاثنين، بافتتاح دولة البارغواي لسفاراتها في مدينة القدس، لتصبح بذلك الدولة الثالثة التي تنقل سفاراتها للمدينة المقدسة بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية وغواتيمالا في أقل من أسبوع.


وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن سعادته بهذه الخطوة، قائلا إن البارغواي كانت من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل في الأمم المتحدة، ولن ننسى ذلك، بالإضافة لوقوفها بجانب إسرائيل في المؤسسات الدولية.


ويطرح هذا التطور تساؤلات حول دور الدبلوماسي المنوط بالسلطة الفلسطينية لمنع دول العالم من السير على خطى الولايات المتحدة الأمريكية بنقل سفاراتها لمدينة القدس، خصوصا أن الدول التي نقلت سفاراتها للقدس تقع في أمريكا اللاتينية التي كانت محطة الرئيس محمود عباس في جولته الخارجية قبل أيام.


ضعف الدور الدبلوماسي

 

إلى ذلك، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، إن "القيادة الفلسطينية بذلت كل ما لديها من إمكانيات سياسية ودبلوماسية لثني دول العالم عن قراراها بنقل سفاراتها للقدس، من بينها إجراء اتصالات رسمية بين الرئيس محمود عباس ودول أوروبية وآسيوية، كما تم إرسال برقيات دبلوماسية من وزارة الخارجية لـ30 دولة حول العالم، تضمنت شرح الموقف الرسمي الفلسطيني لهذه الدول، والانعكاسات السلبية التي قد تترتب على مستقبل العملية السياسية في حال انتهجت هذه الدول الموقف الأمريكي من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

 

كما أقر مجدلاني، في حديث لـ"عربي21"، بضعف الدور الدبلوماسي للسفارات الفلسطينية في الخارج، مقارنة بنظيرتها الإسرائيلية، معللا ذلك بأن "فلسطين لا تزال ضمن سلطة حكم ذاتي، وهي بذلك لم ترتق لمستوى الدولة الكاملة وفق تعريف الأمم المتحدة، ولا تستطيع 80 بالمئة من السفارات الفلسطينية في الخارج أن تمارس صلاحيتها بشكل كامل كما هو الحال في السفارات الإسرائيلية".

 

وتتفوق السلطة الفلسطينية على إسرائيل في عدد سفاراتها المنتشرة حول العالم، حيث بلغ عددها حتى بداية العام الحالي 95 سفارة، مقابل 78 لإسرائيل، في حين بلغ عدد البعثات الدبلوماسية لفلسطين 103 مقابل 102 لإسرائيل.

 

التفريط بالثوابت

 

من جانبه، رجح وكيل وزارة الخارجية الفلسطيني السابق، محمود العجرمي، فشل الدبلوماسية الفلسطينية في إقناع دول العالم بمواقفها ورؤيتها السياسية إلى "غياب استراتيجية وطنية حقيقية لدى السلطة الفلسطينية تتمسك بالثوابت، وتنطلق من مبادئ وحقوق الشعب الفلسطيني".

 

كما أشار العجرمي إلى أن "العشرات من السفراء الفلسطينيين في دول العالم لا يدركون طبيعة العمل الدبلوماسي المنوط بهم، مستشهدا بحقيقية أن أي من السفارات الفلسطينية في الخارج لم تعقد مؤتمرا صحفيا أو ندوة أو ورشة عمل مع الكتاب والصحفيين والسياسيين في تلك الدول؛ للتعريف بحقيقية الصراع مع إسرائيل".

 

وأكد الدبلوماسي الفلسطيني، في حديث لـ"عربي21"، أن "سلوك السلطة الفلسطينية يشير إلى عدم وجود رغبة حقيقية في مواجهة القرار الأمريكي، وهذا نابع من إمكانية تهديد الولايات المتحدة وإسرائيل بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على السلطة في حال شعرت بأنها تتجه للتصدي للقرار الأمريكي".

 

أما أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، نشأت الأقطش، فاتفق مع سابقه، قائلا لـ"عربي21" إن "السلطة الفلسطينية لم تبد ردة فعل حقيقية لمواجهة القرار الأمريكي بنقل السفارة، رغم امتلاكها لأوراق ضغط قد تجبر إسرائيل على إعادة النظر في إقناع دول العالم بالسير على الخطى الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، منها إنهاء دورها الوظيفي عبر حل السلطة، وإجبار إسرائيل على تحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية كدولة محتلة".

0
التعليقات (0)

خبر عاجل