صحافة إسرائيلية

صحيفة هآرتس تكشف تفاصيل العلاقات ين إسرائيل وبورما

هآرتس: خلافا لمعظم دول العالم تمتنع إسرائيل عن التنديد بالجيش البورمي الذي يرتكب جرائم تطهير عرقي- جيتي
هآرتس: خلافا لمعظم دول العالم تمتنع إسرائيل عن التنديد بالجيش البورمي الذي يرتكب جرائم تطهير عرقي- جيتي

كشفت صحيفة إسرائيلية عن حجم العلاقات الكبيرة بين إسرائيل ودولة ميانمار (بورما) التي تتهمها دول غربية ومنظمات دولية بارتكاب جرائم حرب وعمليات تطهير عرقي بحق مسلمي الروهنيغيا، والذين فرت أعداد كبيرة منهم إلى بنغلادش المجاورة. 

 

وقالت الكاتبة في صحيفة هآرتس نوعا لانداو إن "إسرائيل وقعت مع بورما اتفاقا للتعاون في مجال التعليم، لتطوير برنامجين دراسيين رسميين لمدارسهم لتدريس المحرقة، من خلال تشجيع مجالات تعاون أخرى في مجال التعليم والتبادل الشبابي بين إسرائيل وبورما".


وأضافت لانداو في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الاتفاق يشمل تشجيع التعاون والعلاقات بين المؤسسات الأكاديمية والمدارس في البلدين، بما في ذلك روضات الأطفال، والمشاركة المتبادلة في مؤتمرات وجولات ودورات تعليمية، وتبادل الخبرات التعليمية".

 

علاقات تعليمية وأمنية

 

ويشمل التعاون بحسب الصحيفة "تطوير المناهج الدراسية لتدريس المواضيع اليهودية في مدارس بورما، ووضع برنامج دراسي حول بورما في المنهاج الإسرائيلي، بما في ذلك اللغة البورمية، وإعادة كتابة تاريخ كل دولة في مناهج التاريخ في الدولة الأخرى".


وأوضحت الصحيفة أن "العلاقات الثنائية بين إسرائيل وبورما مستمرة منذ سنوات، بينها علاقات أمنية وعسكرية، وهي مستمرة، رغم فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حظر بيع أسلحة وتزويد خبرات أمنية لبورما، لكن إسرائيل نقلت أسلحة متطورة إليها خلال ارتكاب الأخيرة جرائم تطهير عرقي، وأصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا يمنع بيع هذه الأسلحة". 


ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أنه "خلافا لمعظم دول العالم، فإن إسرائيل تمتنع عن التنديد بالجيش البورمي، الذي يرتكب جرائم تطهير عرقي، لأن كلا الجانبين بورما والروهينغيا، يرتكبان جرائم حرب كما قال القنصل الإسرائيلي في نيويورك".

 

وأشارت الصحيفة إلى أن النسخة العبرية في ويكيبيديا تزعم "وجود علاقة بين الروهينغيا مع "جماعات إرهابية إسلامية، ولذلك كانت ميانمار واحدة من بين 22 دولة، ذات أنظمة دكتاتورية أو استبدادية، شاركت في مراسم نقل السفارة الأميركية إلى القدس".

 

بيع الأسلحة

 
وتتحدث الكاتبة عن أن "إسرائيل واصلت عملية بيع الأسلحة إلى بورما، خلال المجازر التي يرتكبها جيشها ضد الروهينغيا، ومن الأسلحة التي باعتها زوارق الدوريات البحرية، وتطوير سفنها بمساعدة التكنولوجيا الإسرائيلية".


ويكشف التقرير عن "سلسلة زيارات متبادلة بين الدولتين من بينها زيارة قائد سلاح البحرية في بورما إلى إسرائيل، وكذلك قائد سلاح الجو البورمي لإسرائيل في السنوات الخمس الماضية، كما قام رئيس أركان جيش بورما مين هونغ هاليينغ، بزيارة إسرائيل قبل عامين، والتقى خلالها بكافة كبار قيادات وقوات الأمن الإسرائيلية، مما كشف عن التعاون بين الجيوش. وزار أحد القادة العسكريين البورميين، مين أونغ لاينغ، إسرائيل في 2015، وقام بجولة مشتريات في الصناعات العسكرية الإسرائيلية، واجتمع بالرئيس الإسرائيلي ورئيس أركان الجيش وقادة الأجهزة الأمنية، وزار قواعد عسكرية لأسلحة البر والبحر والجو".


في المقابل، تكشف الصحيفة أن العام 2016 شهد زيارة رئيس شعبة التصدير العسكري الإسرائيلي، ميشيل بن باروخ، إلى بورما، حيث حصلت الأخيرة على صواريخ جو-جو ومدافع من إسرائيل.


وأعلنت شركة "تار" الإسرائيلية أنها تدرب القوات العسكرية في بورما، حيث تم التوقيع على مذكرة تفاهم بينهما، تتضمن نقل المعلومات الاستخباراتية ذات الصلة الثنائية، والتدريب العسكري وتحسين العلاقات والتعاون الأمني بين البلدين".

 

علاقات تاريخية

 
وتقول الصحيفة إن "علاقات البلدين بدأت في 1953، وكانت أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء بورما "أو نو"، إلى تل أبيب عام 1955، وفي 1958، قام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي موشيه دايان، يرافقه مدير عام وزارة الدفاع شمعون بيريس بزيارة بورما، أما ديفيد بن غوريون، فهو أول رئيس وزراء لإسرائيل، زارها في 1961".


وأضافت أن "أول صفقة عسكرية بينهما هي بيع 30 طائرة من نوع سوبرمارين سبتفاير، وفي 1989 نقلت إسرائيل أسلحة سرًا إلى بورما، وفي 1997 طورت شركة ألبيت الإسرائيلية 36 طائرة حربية تابعة لبورما، وفي 2015، اشترت بورما قطعة بحرية من إنتاج شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، وفي أغسطس 2016، حصلت بورما على بنادق إسرائيلية من طراز كورنرشوت، وزودت إسرائيل بورما بأسلحة متطورة، بينها سفن صواريخ من طراز "ساعار 4"، في السنوات الأخيرة".


وتختم الصحيفة تقريرها بالقول إن "هناك علاقات دبلوماسية قوية بين تل أبيب ويانغون، وعلاقات متقاربة بينهما في الجانب التجاري، وتبادل المعلومات والتدريب والتأهيل، وفي مجالات الزراعة والتكنولوجيا المتقدمة".

التعليقات (0)