كتاب عربي 21

فيديو علاء مبارك في الحسين وردود فعل مناهضي الانقلاب!!

آيات عـرابي
1300x600
1300x600
ربما كان طبيعيا تفهم تلك الحالة من القنوط التي سيطرت على البعض، نتيجة مقطع الفيديو الذي تداوله الكثيرون، يظهر فيه علاء مبارك يصلي في مسجد الحسين، محاطا بجمع من الناس، يحتفون به، ويسرع بعضهم إلى كاميرات هواتفهم المحمولة لتسجيل اللحظة التاريخية. 

العلامتان اللتان لا ينبغي أن تغيبا عمن أصابهم اليأس من المشهد، هما الحضور الأمني الواضح، وقيام صحف الانقلاب بنشر المشهد، والاحتفاء به، وقد يقول البعض إنه من الطبيعي أن يحظى علاء مبارك بحراسة أمنية وهذا صحيح. 

وقد يضيف البعض أن مشهد علاء مبارك في مسجد الحسين يمثل مادة صحفية يصعب أن تتجاهلها أي جريدة أو قناة وهذا أيضا صحيح، وربما كان هذا باعثا أن يقول إن المشهد طبيعي وغير مقصود، والحقيقة أن المشهد طبيعي وغير مقصود. 

لكن، عليك أن تتعامل بشيء من الحذر مع هذه المشاهد في بلد لا تنشر صحفها إلا ما يرضي العسكر. 

والحقيقة أنه لو سار أي ممثل أو شخصية عامة في الشارع بغض النظر عن حب الناس أو كراهيتها له، لحدث الشيء نفسه كما شاهدنا في مقطع الفيديو، ولرأينا بعض الناس يحتشدون حوله رغبة في التقاط صورة أو حتى التفاخر بأنهم كانوا في موقع الحدث الذي ظهر فيه فلان أو علان. 

ولنقسم الناس بين مهتم يريد تسجيل اللحظة على هاتفه المحمول، وبين غير مهتم لا يحفل بالأمر برمته، وبين كاره صاحب موقف معارض، وآلة التصوير في هذه الحالات أحادية متحيزة، فهي ليست مراسلا صحفيا يغطي الحدث، بل هي مأمورة، تصور ما تؤمر بتصويره. 

وربما كانت الرسالة التي أرادها الانقلاب من نشر فيديو كهذا، هي رسالة يأس لكل مناهضي الانقلاب، أن الشعب نفسه انقلب على حلم التغيير، وأنه أصبح يشعر بحنين لمرحلة ما قبل 25 يناير 2011، وأن صفحة التغيير قد طويت إلى غير رجعة، وهي رسالة غير حقيقية. 

فلا العدد الظاهر في الفيديو يمكن أن يصبح مؤشرا على أن الشعب أدار ظهره للتغيير، ولا الكاميرا يمكنها أن تغطي كامل الموقف. 

والأمر كله ينقلنا خمس سنوات إلى لحظة 30 يونيو 2013، حيث كان الصراع بين إرادة شعبية حقيقية بالملايين أمكن حسابها صوتا صوتا في صناديق الانتخابات، وبين مشهد مصطنع مفتعل جعل العسكر منه غطاء لانقلابهم. 

والطريف أن الانقلاب الذي حاول من اليوم الأول التظاهر بوجود شعبية، كان أقصى ما استطاعه بعد خمس سنوات، السير بموكب من السيارات في شارع خالِ. 

والحقيقة، أن مشهد موكب عسكري الانقلاب، الذي حاول بعض المحسوبين على الانقلاب تصويره على أنه (استعادة لهيبة الدولة)، يرسل رسالة عكسية تماما للرسالة التي يرسلها فيديو علاء مبارك. 

فالشوارع خالية تماما، وحركة المرور متوقفة، والحرس في كل مكان. أي أنهم أخلوا الشوارع من المارة حتى يمر الموكب. وهي تصرفات تشي بأنهم يدركون انعدام شعبيتهم، وأنهم يحكمون بلدا رغما عن سكانها. 

وبعيدا عن مشاعر اليأس التي انتابت البعض، فإنه يمكننا المقارنة بين مشهد الرئيس مرسي الذي كان قادرا على الوقوف في ميدان التحرير، الذي لم يكن به موضع لقدم، وبين مرأى الشوارع الخالية التي يمر فيها موكب عسكري الانقلاب، لندرك أن الشعب لم يدر ظهره لحلم التغيير.
التعليقات (3)
محمد
الأحد، 22-07-2018 01:24 م
الله عليكى
بهاء حسونه
الأحد، 10-06-2018 09:02 م
الذى حصل هوا تلقائي وتعبير عن حب حقيقى لابناء الشهم والبطل والاب حسنى مبارك وهؤلاء الناس هم عينه من الشعب تقدر نقيس الباقى عليها والمشهد حدث اكثر من مره فى مباريات كوره وفى اكل فى مطاعم البرنس الشعبى ده حب وواقع الى مايفهمش دى مشكلته الشعب عقل وعرف اليله
مصري جدا
السبت، 09-06-2018 09:59 م
مشكلة الساسة او من يدعي السياسة هو دوما تحميل الامور اكثر ما تحتمل ،،، مشهد علاء مبارك مشهد عفوي من جانب غالبية الحضور الا اذا كان المشهد بالكامل تمثيلي وهذا ممكن وغير ممكن في أن واحد ،،، المشهد يحمل دلالة بسيطة ورسالة للنظام الحاكم اكثر منها رسالة من النظام الى الشعب ،،، الدلالة هي ان الناس البسيطة التي تسعى على لقمة العيش وهم غالبية رواد المساجد يقولون ليت ايام مبارك دامت وهذا قول متكرر في دول الربيع التي اجهضت ثوراتها وتحولت الى ثورات مضادة وحروب اهلية ،،، اثرت بالسلب على حياة ملايين البسطاء الذين لا شآن لهم بالسياسة سوى الذهاب لصناديق الاقتراع في احسن الاحوال ،،، والرسالة الموجهة الى النظام هي غياب الشعبية وعدم القبول والفشل في ادارة مصالح الناس ،،، ملايين البشر لا تعتيهم طنطة الساسة الفارغة التي نادرا ما تتحول لخدمات ملموسة ،،، لكن غالبية السىاسة او المهتمين بها لا يجيدون غير الكلام ،،، لانه صناعتهم الوحيدة ،،