ملفات وتقارير

الاعتكاف بالأقصى.. أجواء مميزة يتوقها الكثيرون (شاهد)

يستعد أكثر من مئاتي ألف من المعتكفين والمصلين من المسلمين داخل المسجد الأقصى المبارك، لإحياء ليلة القدر- عربي21
يستعد أكثر من مئاتي ألف من المعتكفين والمصلين من المسلمين داخل المسجد الأقصى المبارك، لإحياء ليلة القدر- عربي21

في أجواء رائعة تعكرها إجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تحرم سكان قطاع غزة من الوصول للقدس، يستعد أكثر من 200 ألف من المعتكفين والمصلين من المسلمين داخل المسجد الأقصى المبارك، لإحياء ليلة القدر.


عبد الرحمن وافي، شاب فلسطيني يقيم في قطاع غزة، اعتاد على الاعتكاف في مساجدها منذ سنوات، أعرب عن شوقه الكبير لزيارة المسجد الأقصى والتجوال في ساحته والاعتكاف في رحابه.

لكنه رأى في حديثه لـ"عربي21"، أنه "يمكن للفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، أن يذهب للاعتكاف والصلاة في المسجد الحرام بمكة المكرمة أو المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أسهل من مجرد التفكير في الوصول للمسجد الأقصى بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف وافي وهو مختص نفسي: "ننظر للأقصى بألم ولا نستطيع الوصول إليه"، موضحا أن "الاحتلال ومن خلال إجراءاته الصعبة جدا تجاه وصول الفلسطيني أينما وجد لمدينة القدس، يحاول أن ينسينا الأقصى، حتى في أحلامنا وخيالنا الذي يمكن أن يتحول إلى واقع".

وأكد الشاب الغزي، أن "ما يقوم به الاحتلال في تعامله مع الأقصى، هي إجراءات إرهابية مستقبلية، لمنع مجرد التفكير في إمكانية الوصول للأقصى، وذلك عن طريق مسحه من الذاكرة الفلسطينية".

يشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تمنع الفلسطينيين في قطاع غزة من الوصول إلى القدس أو المسجد الأقصى، رغم أن قطع المسافة بين القطاع والقدس بالسيارة لا يحتاج لأكثر من 90 دقيقة.

إغلاق الأقصى


وحول واقع الاعتكاف داخل المسجد الأقصى المبارك، أكد مسؤول ملف القدس والمسجد الأقصى، في الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، سليمان إغبارية، أن "أجواء الاعتكاف في رحاب المسجد الأقصى، رائعة جدا، فالأجواء إيمانية تسودها المحبة والأخوة، والتي تشعر بها مختلف الفقرات؛ على موائد الإفطار والسحور وخلال صلاة التراويح والتهجد".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "هناك آلاف المعتكفين التي تزيد يوميا من العديد من الجنسيات؛ فمنهم من آتى من جنوب أفريقيا، فرنسا، تركيا، بريطانيا والعديد من دول العالم إضافة للفلسطينيين من القدس، الضفة ومناطق 48، كما يوجد عدد لا بأس به من الأخوات المعتكفات".

وأشار إلى أنه لمس من مختلف الجاليات "شعور بالسعادة لا يوصف، حتى أنهم يشاركون في أعداد وجبات الإفطار ويقومون بتقديم تلك الوجبات للصائمين".

ولفت إغبارية الذي رفع عنه حذر الإبعاد عن الأقصى من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل يومين من شهر رمضان، إلى أن المعتكفين، منغمسون في أداء العبادات المختلفة وقراءة القرآن في النهار والليل".

وحول اعتداءات ومضايقات قوات الاحتلال، ذكر مسؤول ملف القدس، أن "المضايقات دائما على أبواب الأقصى، حيث تقوم السلطات الإسرائيلية بإغلاق بوابات الأقصى الخارجية من الساعة 12 ليلا وحتى الثالثة فجرا، وهو ما يحرم الكثير من الناس من دخول الأقصى، أو عودة من خرج من المعتكفين لقضاء بعض حوائجهم الضرورية".

الساحات مزدحمة

ونوه أن "الاحتلال يمارس التضييق على المصلين والمعتكفين داخل الأقصى بشكل مستمر، ويسمح للمستوطنين باقتحام الأقصى في ساعات الصباح تحت حماية قواته الخاصة حتى في العشر الأواخر من رمضان، وهذا يدل على تعمدهم استفزاز المصلين والمعتكفين".

وأضاف: "هذا هو نهج قوات الاحتلال، في محاولة منه لإفساد هذه الأجواء الإيمانية".

وبشأن الاستعدادات التي تجري لقيام ليلة القدر والتي يعتقد أنها تصادف ليلة السابع والعشرين من رمضان، قال ناجح بكيرات، مدير أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث بالأقصى: "السعيد من وفقه الله في هذه الليلة ووجد له مكانا داخل الأقصى، الذي يصل عدد المتواجدين بداخله حتى قبل آذان المغرب بساعة ونصف لأكثر من مائة ألف".

وتوقع في حديثه لـ"عربي21"، أن يصل عدد المصلين والمعتكفين هذه الليلة لأكثر من 200 ألف، رغم إجراءات وحواجز الاحتلال المنتشرة داخل القدس التي تعيق وصول المصلين، موضحا أن "ساحات الأقصى المختلفة مزدحمة بالمصلين، وحلقات القرآن والأطفال والنساء".

وأشار بكيرات، إلى أن العديد من المتطوعين يعملون على تجهيز طعام الإفطار لتقديمها للصائمين، منوها أن "الأئمة يحضرون أنفسهم من أجل قيام هذه الليلة المباركة، كما يوجد هناك العديد من فرق الإسعاف والطوارئ".

وأكد أن "جموع المصلين والمعتكفين التي تتواجد في المسجد الأقصى، تبرق برسالة لسلطات الاحتلال مقادها؛ أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن عاصمته أو التجذر في المسجد الأقصى"، مضيفا: "ما أراه يوحي ببشائر النصر، وأن شعبنا لن يتخلى عن تحرير الأقصى".

 







0
التعليقات (0)